اقتصاد
5.77 مليار دولار إضافية على الأقل مقارنة بسعر قانون المالية

هل ستعود “الحياة” إلى صندوق ضبط الإيرادات؟

حسان حويشة
  • 5525
  • 0

يتبادر إلى ذهن الكثير من الجزائريين إن كانت “الحياة” ستعود مجددا لصندوق ضبط الإيرادات، الذي نفدت مدخراته قبل سنوات، بالنظر لمرور ثلاثة أشهر ونصف على الأزمة الأوكرانية التي أبقت على أسعار النفط فوق حاجز 100 دولار طيلة هذه الفترة، بفارق 55 دولارا على الأقل مقارنة بالسعر المرجعي لقانون المالية.

اعتمد قانون المالية للعام الجاري على سعر مرجعي لبرميل النفط في حدود 45 دولارا للبرميل، وهو سعر تخطته المستويات الفعلية للبترول في السوق الدولية بأكثر من 55 دولارا منذ ثلاثة أشهر ونصف أي منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، ووصل في بعض الأحيان إلى 85 دولارا وأكثر.

ومعلوم أن صندوق ضبط الإيرادات تتم تغذيته ماليا من خلال ضخ الفارق بين السعر المرجعي لبرميل النفط المعتمد في قانون المالية، وبين سعر تسويقه فعليا في السوق الدولية، وكانت مدخراته بعد الصدمة النفطية لعام 2014 في حدود 55 مليار دولار، لكنها نفدت في السنوات التي أعقبت تلك الأزمة بسبب تفاقم عجز الموازنة واستمرار الاقتصاد في الاعتماد على عائدات المحروقات.

وما يعزز هذا الطرح هو توجه الجزائر لتحقيق مداخيل قياسية للمرة الأولى منذ عدة سنوات، بسبب ارتفاع أسعار النفط والغاز، وأيضا استمرار سياسة كبح الواردات، ما يعني أن الميزان التجاري سيكون لا محالة إيجابيا بنهاية السنة المالية الحالية وبفارق كبير.

وتعني هذه المعطيات أن نحو مليون برميل يوميا هو حصة الجزائر، ستوفر للخزينة العمومية على الأقل 55 دولارا لكل برميل، ما يعني أنه منذ اندلاع الحرب الأوكرانية توفرت للبلاد 55 مليون دولار يوميا على الأقل بسبب فارق السعر المرجعي والسعر الحقيقي للبرميل، ما يجعل القيمة خلال ثلاثة أشهر ونصف نحو 5.77 مليار دولار.

وباحتساب أسعار برميل في مستوى 100 دولار فقط، فإن مداخيل البلاد من النفط منذ تفجر الأزمة الأوكرانية ستبلغ على الأقل 12 مليار دولار.

وحسب متابعين ينتظر أن تستمر الوضعية الحالية للسوق النفطية المتميزة بأسعار مرتفعة فوق حاجز مائة دولار، بالنظر لاستمرار الحرب في أوكرانيا وعدم توصل الأطراف لحل دبلوماسي بعد للأزمة.

كما ساهم القرار الأوربي الأسبوع الماضي، بفرض حظر على النفط الروسي، في ارتفاع جديد في أسعار النفط الخام، إذ تخطت مستوى 120 دولار مجددا ولأول مرة منذ أسابيع عدة.

وبلغت أسعار الذهب الأسود الجمعة مستوى 119.02 دولار للبرميل في حدود الرابعة مساء بتوقيت الجزائر بالنسبة لخام برنت، الخام المرجعي للنفط الجزائري، بينما بلغ خام غرب تكساس الأمريكي 118.39 دولار للبرميل.

مقالات ذات صلة