جواهر

هل زوجك أناني؟!

نادية شريف
  • 6755
  • 9
ح/م
أنانية الرجل مظاهرها متعددة وضررها واحد

الكثير والكثير من التصرفات التي يقوم بها الرجل، تحسبها المرأة أنانية من طرفه، بمعنى أوضح، عند خروجه للتبضع وحده، أو ذهابه في نزهة مع أصدقائه، أو لأي أمر من أمور انشغالاته، التي يتناسى فيها بيته وزوجه وولده، يُمكن أن تُحسب عليه أنانية، خصوصا إذا كانت هذه الأمور هي المتعامل بها منذ قيام هذا البيت الأسري، أما إذا كانت لفترة أو لفترتين، أو لظروف معينة قاهرة، فلا بد للمرأة أن تعرف أو تتفهم بأن زوجها يحتاج إلى الاختلاء بنفسه، أو الترويح الطفيف عنها مع أصدقائه، و عليها أن تعلم أن الإنسان بطبعه يحب التنويع والتغيير من حين لآخر، حتى لا يحس بالملل والسآمة، فتؤول الأمور معه إلى السلبية بدل الإيجابية.

وها هو الدكتور  جاسم المطوع يشرح لنا شخصية الرجل بأربع نقاط أساسية و بتحليل دقيق وممتع فيقول:” إن الرجل يحب التنافس و التحدي، وقد أودع الله فيه هذه الصفة من أجل عمارة الأرض، ولو تأملنا جسد الرجل وبنيان عضلاته، لعلمنا أنه مهيأ لتحمل المشاق والأعمال العنيفة، كما أنه يحب أن ينافس غيره من الرجال من أجل تحقيق ذاته، فيتحرك بقوة ويحرص على الكسب والعمل المتواصل”.

النقطة الثانية تتمثل في الحماية: “الرجل يسعده أن يكون سببا في حماية زوجته أو أمه أو أخته أو ابنته، وأنهن يستعن به لأخذ حقهن، وهو مستعد للمحاربة من أجلهن، فيتدخل في كل شيء، وهذا التصرف قد تفسره المرأة أنانية، ولكنه في الحقيقة حماية وحب، وحرص منه على أهله وأسرته”.

أما النقطة الثالثة فتتمثل في قضية الانفاق ويقول هنا:” الرجل يسعد بالعطاء، وأن يكون سببا في إعالة غيره، ولهذا يتغير هدفه من أول يوم للزواج، من العيش الانفرادي إلى العيش الجماعي، وعليه تكون قضيته الأولى تأمين مستقبل الزوجة والأولاد في حياته وبعد مماته. وإذا فشل في تحقيق هذه المهمة، فإنه يشعر بنقص في رجولته، لأنه لم يلب متطلبات الأسرة، ولهذا أكثر ما يدمر نفسية الرجل أن يكون عاطلا عن العمل، أو متقاعدا لا هدف له”.
النقطة الرابعة والأخيرة وهي :”الأولوية بمعنى أن الرجل يهمه أن يكون رقم (1) في بيته وأسرته، وإذا فقد هذه الأولوية، بدأ بالبحث عمن يجعله رقم (1) في حياته، وهو يحب أن يشعر أنه محتاج إليه، وبمجرد ما تستغني عنه المرأة يأتيه الإحباط واليأس، ويبدأ بالبحث عن امرأة أخرى تحترمه وتقدره، وتشعره برجولته ليرد الاعتبار لذاته”.

ولهذا فإن الرجل بهذه الصفات ، تستطيع المرأة أن تعرف شخصية زوجها وما يدور في تفكيره على وجه التقريب، وتستطيع أن تستنتج وتقتنع في الوقت نفسه، أن كثرة غيابه عن البيت من أجل العمل، وتحقيق طموحه المالي لتأمين مستقبل أسرته، وفي كثير من الأحيان تخطيء المرأة، فتفسر هذا التصرف منه بالأنانية واللامبالاة ، و أنه غير مهتم بالأسرة والأولاد .

إن الأنانية منه تكون عندما يجعل عطلته الأسبوعية له ولأصدقائه على مر الأيام، الأنانية أن يتمتع بماله لأغراض خاصة وينسى بيته وولده، الأنانية أن تكون انشغالاته المفرطة لأمور  تافهة أمام مهامه كأب لأسرة عليه أن يهتم لشؤونها المالية والترفيهية والمرضية …إلخ

ولهذا من المهم جدا أن تعي المرأة ذلك جيدا، وأن تدأب على ترديد كلمات مضيئة، يسعد لسماعها الرجل عندما يعود إلى بيته، وهو يحب أن يسمعها  من الأم بالذات أو من أطفاله، تجعله ينسى ذلك التعب والإرهاق الذي عانى منه طوال النهار، لكي يوفر لأهله لقمة العيش،  ا فتعلمي وعلِّمي أطفالك كلمة “شكرا بابا لأنك تتعب من أجلنا”، واعلمي أن الأبحاث النفسية قد أثبتت أن كل جهد لا يترتب عنه ثواب يميل  إلى الانطفاء والتلاشي.

مقالات ذات صلة