الرأي

هل بايدن صادقٌ في وعيده؟

وجيدة حافي
  • 1113
  • 0

الرئيس الأمريكي جو بايدن يتوعد صديقه بنيامين نتنياهو، وهذا الأخير يرد عليه ويدخل رفح دون أي إعتبارات، فالرجل لا يخضع لقرارات أحد وكل همه إطالة  أمد الحرب للتخلص من شبح السجن والمحاكمات التي تنتظره داخليا وخارجيا، إضافة إلى هذا فنتنياهو متأكد أن أمريكا لن تتخلى عن الكيان المُحتل مهما فعل.

لذا فتصريحات الرئيس الأمريكي ووعيده بتجميد صفقة من القنابل العملاقة للعدو الإسرائيلي مُجرد مسرحية للإيحاء بوجود خلاف بين الحليفين، الذي يقول يفعل وينفذ مثل الرئيس الأسبق جورج بوش الذي أجبر الكيان الغاصب على حضور مؤتمر السلام في مدريد بتوقيف ضمانات القروض، والرئيس إيزنهاور أجبر فرنسا وبريطانيا بالقوة من الإنسحاب من قناة السويس أثناء العدوان الثلاثي عليها، أما أن أتكلم دون خطوات على أرض الواقع، فهذا برأي ثرثرة لا فائدة منها، لأنه لو كان صادقا في كلامه لأتخذ إجراءات ردعية فورية بمجرد دخول جندي إسرائيلي على أرض رفح، وأوقف مفاوضات القاهرة للوصول لهدنة في قطاع غزة، لكن للأسف فلا شيئ تغير ونتنياهو ماض في اجتياحه وقصفه، والفلسطينيون يموتون، ونتنياهو مُستمتع بإذلاله أمريكا وقائدها، والقضية لولا ستر الله ستأخذ أبعادا مُختلفة وتدخل فيها أطراف أخرى مهددة بإنتقال الحرب لبلدانها، والولايات المتحدة بحاجة لإسرائيل، ولهذا فتصريحات رئيسها لن تُأخذ بمحمل الجد وستُنسى في غضون الأيام القادمة بأُخرى مُؤيدة للاحتلال وبعملياته العسكرية في رفح، فالكيان الصهيوني أناني حتى مع الحلفاء، يُحب أن يأخذ كل شيئ ولا يُعطي شيئا، وإذا تأخرت في إعطائه فأنت عدو له، لذا كانت رد فعل المسؤولين الإسرائيليين على تصريحات بايدن قاسية وهجومية، إذ أُتهم بالولاء لحماس وخيانة العهد معها، وغيرها من الإتهامات الظاهرية، فما خفي أعظم وربما هي لُعبة بين الطرفين لكسب المزيد من الوقت ولإلهاء الرأي العام العالمي عما يحدث من أحداث زلزلت العالم الغربي وجعلت رؤساءه يُعيدون النظر في عديد القضايا.

وإذا كانت تصريحات بايدن مُجرد اتفاق بينه وبين نتنياهو فهذه سقطة أُخرى تُضاف لسقطات الرجل الثمانيني، وهي دون شك ستكون جسر إنتحاره سياسيا وخسارته في الانتخابات القادمة، لأنه بعد السابع من أكتوبر وسياسته المُنحازة للكيان الغاصب وطريقة تعامله الفظة مع احتجاجات الطلبة السلمية، لم يعد ذا صيت كبير وسمعته في الحضيض ومن سيء لأسوء، أما إذا كان صادقا في وعيده فهي خطوة إيجابية تُحسب في مسار حل النزاع ووقف القتل والدمار، لكن تباهيه بصهيونته وولائه لآل صهيون تجعل فكرة الصدق والوفاء بالوعد الذي أطلقه أمام العالم مُستبعدة ومُستحيلة، ورد كبار مسؤولي الكيان عليه مُباشرة دليل قاطع على ثقتهم العمياء بأمريكا ومسؤوليها، لذا تريثوا ولا تنخدعوا بتصريحاته المُفاجئة، فرفح مُحتلة وأهلها مازالوا يبحثون عن مكان آمن للإحتماء من ضربات العدو العشوائية، وتملك من السلاح ما يمكنها من إحتلال دول أُخرى، لكن عزاءنا يبقى في المُقاومة التي ستُذل نتنياهو  وستُلقّنه درسا يقض مضجعه ويحرم النوم من عينيه باقي حياته في أحد السجون.

مقالات ذات صلة