جواهر

هل الخمار‮… ‬مشكل‮..!‬

جواهر الشروق
  • 4146
  • 14

يبدو أننا دائماً‮ ‬ندخل في‮ ‬معارك‮ “‬واهية‮” ‬و”وهمية‮”‬،‮ ‬والمضحك في‮ ‬الأمر اعتبار الحجاب مشكلا في‮ ‬أداء الواجب الوظيفي،‮ ‬ونسي‮ ‬هؤلاء أنه قبل أن‮ ‬يكون ذلك حق شخصي‮ ‬مكفول دستورياً،‮ ‬فهو واجب ديني‮ ‬وقناعة فرضية،‮ ‬وعليه،‮ ‬فإن‮ “‬علمنة‮” ‬مؤسسة أو إضفاء‮ “‬مدنية‮” ‬مؤسسية لا‮ ‬يكون من خلال تعليمات نزع الخمار أو فرضه،‮ ‬ولكن بأمور أخرى أكثر جوهرية‮.‬

ولذلك متى كانت الدقة والمهنية وغيرها من المترادفات للمؤسسة الناجحة رمزاً‮ ‬لخلع الحجاب،‮ ‬فأين مؤسساتنا الدستورية للدفاع عن كل من‮ ‬يخدش شعار أحد بنود الدستور‮ “‬دين الدولة الإسلام‮”…‬

فإنني‮ ‬أستعجب فرضاً‮ ‬من كل من‮ ‬يحاول استيراد مفاهيم‮ ‬غريبة عن تركيبة المجتمع الجزائري،‮ ‬ومحاولة‮ ‬غرسها،‮ ‬فالنتيجة لا محالة الرد وعدم القابلية والتلاشي‮..‬

ولذلك في‮ ‬القرن الحادي‮ ‬والعشرين،‮ ‬الكل‮ ‬يتمتع بحقوقه الشخصية،‮ ‬فهي‮ ‬مقدسة عرفاً‮ ‬وشرعاً‮ ‬وقانوناً،‮ ‬كما أن الشخص الوحيد القابل وله الحق في‮ ‬استعمالها أو استغلالها أو التصرف فيها كما‮ ‬يشاء دون تعليمات أو‮ ‬غيرها من الإجراءات،‮ ‬فهي‮ ‬معدومة‮ -‬أصلا‮- ‬وغير موجودة بنظرة القانون،‮ ‬ومختلف القوانين التي‮ ‬تحكم الجمهورية‭…‬

وبالنسبة للخمار في‮ ‬بعض الأسلاك الحساسة والتي‮ ‬تتعامل مع الجمهور بصفة دائمة،‮ ‬لنا العديد من التجارب الناجحة في‮ ‬الدول العربية والإسلامية من ماليزيا،‮ ‬تندونيسيا،‮ ‬مروراً‮ ‬بالخليج إلى المغرب‮.‬

والكل‮ ‬يؤدي‮ ‬عمله بدون أدنى مشكلة،‮ ‬ومحافظاً‮ ‬على طبيعة النظام السياسي،‮ ‬وعلى الانسجام والتناغم داخل المؤسسة‭..‬

وإننا كنا ننتظر تعليمات تخرجنا من تخلفنا على مستوى التحكم في‮ ‬التقنيات الحديثة،‮ ‬وتعليماتنا حول الإجراءات لمحاربة بعض الظواهر وتعليمات تدخلنا إلى مصافّ‮ ‬التحضر،‮ ‬وإذْ‮ ‬بنا نتفاجأ بتعليمة حول‮ “‬الخمار”؛ وكأن الكل على ما‮ ‬يرام،‮ ‬ولم‮ ‬يبقَ‮ ‬سوى هذه الإشكالية،‮ ‬ولذلك إن كان قد تم‮ “‬حظر‮” ‬الحجاب في‮ ‬فرنسا وتجريمه بحجة رمز ديني،‮ ‬ودفاعاً‮ ‬عن الجمهورية،‮ ‬ففي‮ ‬الجزائر قياساً‮ ‬مع الفارق،‮ ‬فالطابع الإسلامي‮ ‬وثوابت الأمة،‮ ‬والتوازنات داخل المجتمع،‮ ‬والموروث المشترك للجزائريين،‮ ‬والقاسم المشترك،‮ ‬الإسلام والعروبة والأمازيغية‮.. ‬لذلك لدفع الأمور نحو الاستقرار والاستفزاز ومحاولة خلق معارك وهمية‮..!‬

ويبدو أن الشارع الجزائري‮ ‬من سلطة ومعارضة،‮ ‬أفرادا ومؤسسات،‮ ‬استهجن هذه التعليمة،‮ ‬لذلك،‮ ‬فإن التساؤل المطروح هو‮: ‬هل تم إلغاؤها أو التراجع عنها،‮ ‬وهل تم الرجوع إلى الحق والفضيلة؟

أم أن كل هذه الصرخات والمواقف‮ “‬المعارضة‮” ‬مجرد زوبعة في‮ ‬فنجان،‮ ‬لا أثر لها ولا تأثير،‮ ‬وهي‮ ‬كنداء بدون صدى؟

نتمنى أن ذلك السلم الاجتماعي‮ ‬قد‮ ‬يبدأ من خلال التوافق والانسجام مع مقومات الأمة وخصوصيتها الحضارية‮..‬

وما نريد إلا الإصلاح ما استطعنا‮.. ‬وما توفيقي‮ ‬إلا بالله‮… ‬والله على ما نقول شهيد‮…!‬

مقالات ذات صلة