الجزائر
الأطباء يحذرون من عواقبها

هكذا حولت “الجبيرة” آلاف الجزائريين إلى معاقين

زهيرة مجراب
  • 9421
  • 4
أرشيف

يخوض الفايسبوكيون حملة لتوعية المواطنين بمخاطر بعض أنواع علاج الأمراض وكسور العظام وأشهرها “الجبير”، يدعون من خلالها إلى مقاطعة مثل هذه العلاجات التقليدية التي تعقد الوضعية الصحية للمريض بدلا من تحسنها، وحظيت هذه الحملة بتفاعل العديد من الأطباء والمواطنين معها وطالبوا بزيادة الوعي حول مخاطرها الجمة خاصة بعد تحويلها آلاف الجزائريين إلى معاقين..
أثارت صور صادمة لطفل كسرت يده ولم ينقل إلى المستشفى بل خضع للعلاج التقليدي “الجبير” صدمة الفايسبوكيين الذين راحوا يحذرون من الإقبال الكبير على العلاج التقليدي، الذي تسبب في أضرار ومخاطر صحية كبيرة لمن خضعوا له. خصوصا وجبر الكسور بالطريقة التقليدية قد عاود الانتشار وأصبح العديد من المواطنين يحجون إلى الولايات الداخلية، حيث هناك مختصون ذاع صيتهم في هذا المجال.
أكد رئيس مصلحة طب الأطفال بمستشفى الحراش، البروفيسور مصطفى خياطي، وجود هذا النوع من العلاج وشيوعه بكثرة في الولايات الداخلية للبلاد، وكانت طريقة التداوي هذه معمولا بها في القرون الماضية، حين كان يتولى مهمة القيام بها أشخاص يتلقون تكوينا في “الجبيرة” وطريقة وضعها والعلاج بها ويتم توارثها بين أفراد العائلة، لكن ما يحدث الآن لا يمت بصلة للعلاج القديم فغالبية من يقومون بها ليسوا مختصين ويلحقون أضرارا كبيرة بالمريض. وأوضح خياطي أن هذه الطريقة قد تصيب المريض المكسورة عظامه باختلال أو تقوس وتشوهات في العظام تستدعي التدخل الجراحي، وهي عمليات دقيقة وصعبة وحساسة كما تستلزم بقاء المريض في فترة نقاهة لمدة 6 أشهر. وواصل المتحدث بأن هناك مواد قانونية تخول للمتضرر متابعة معالجه بـ “الجبيرة” قانونيا لكن الدولة تغض النظر عنها.
في حين، وصف المختص في الصحة العمومية، الطبيب فتحي بن أشنهو، العودة إلى مثل هذا النوع من العلاج بالرجوع إلى التخلف حيث باتت مستشفياتنا تعج بمرضى يشتكون من مضاعفات الأعشاب الوهمية كالتي تداوي السرطان والجبيرة. واعتبر المتحدث الأمر راجعا إلى الحرمان من الحق في العلاج بالمستشفيات والمؤسسات العمومية نتيجة صعوبة الحصول على مواعيد طبية، زيادة على انهيار القدرة الشرائية للمواطنين ويقابلها ارتفاع أسعار الأدوية وندرتها في الوقت نفسه.
وذكر المختص أن الجبيرة تستدعي كسر العظم من قبل المعالج وهو ليس بمختص مما يحدث مضاعفات خطيرة لدى المريض، فعلاج الكسور طبيا يستدعي إعادة كسر العضو وتثبيته طبيا باستعمال الجبس لمنع المفاصل من الحركة ومنح العظم الراحة والفرصة للنمو مرة أخرى، كما أن هناك حالات كسور يتفتت فيها العظم نهائيا وهي حالات تستوجب تدخلات جراحية وتقنيات أخرى.
وأكد المتحدث أن حرمان المواطنين من حقهم في العلاج الطبي العصري وفشل سياسة التكفل الاجتماعي، وكذا مواقع التواصل الاجتماعي روجت للمعالجين الوهميين وشجعت على العودة إلى العلاج بالشعوذة والدجل.

مقالات ذات صلة