الرأي

هكذا تتحسّن البطولة الجزائرية

ياسين معلومي
  • 916
  • 0

أسدِل الستار الأسبوع الماضي على منافسة بطولة الرابطة الأولى لكرة القدم بتتويج فريق مولودية الجزائر باللقب ليشارك رفقة شباب بلوزداد في رابطة الأبطال الموسم القادم، في حين سيمثل الجزائر في كأس “الكاف” كل من شباب قسنطينة واتحاد العاصمة… بطولة عرفت هذا الموسم العديد من التناقضات، لكن الشيء الإيجابي هو أنها انتهت في وقتها المحدد مثل ما أعلنت عنها هيأة صادي خلال انتخابها شهر سبتمبر المنصرم، وهذا رغم بعض التوقفات الاضطرارية بسبب ما يحدث في غزة من قتل وتنكيل، وأيضا تضامنا مع فريق مولودية البيّض الذي تعرض لحادث مرور مؤلم فقد فيه الفريق شخصين، وإصابة عشرة من أعضاء الفريق.
الإتحاد الجزائري لكرة القدم واللجنة المكلفة بتسيير البطولة عملوا المستحيل من أجل إنهاء البطولة في وقتها، رغم أنها -وبشهادة الجميع- كانت منذ سنوات أطول بطولة في العالم، بصرف النظر عن بعض النقائص التي من المستحيل القضاء عليها في سنة واحدة، مثل العنف الذي أصبح علامة مسجلة في كرتنا، بسبب بعض المسيرين الذين يبررون فشلهم بتصريحات نارية تغذي هذه الآفة، زد على ذلك أنصار بعض الأندية الذين تجاوزوا حدود تشجيع فرقهم، بتكسير كراسي الملاعب، والاعتداء على أنصار أندية أخرى، وتكسير حتى السيارات، وأمور أخرى يندى لها الجبين نتمنى أن تزول من ملاعبنا، لأن الرياضة عموما والكرة خصوصا هي منافسة شريفة فيها غالبٌ ومغلوب، والفوز والانتصار لن يتأتى إلا بالعمل والمثابرة، وليس بالقوة وشراء الذمم.
كما عرفت بطولة هذا الموسم أخطاء تحكيمية بالجملة غيّرت حتى نتائج بعض اللقاءات، وهو ما جعل رئيس الإتحاد الجزائري رفقة طاقمه يقرّرون وبنسبة كبيرة إحالة عدد كبير منهم الموسم القادم إلى التقاعد المسبق، وإعطاء الفرصة لحكام شباب لعلهم يكونون في المستوى، وإرجاع الصافرة الجزائرية إلى مكانتها المستحقة، مع إنذار بعض المتخاذلين الذين لم يؤدّوا مهمتهم على أحسن وجه وهم كثيرون.. كما فتحت هيأة صادي بعض الملفات الخطيرة عن كرة القدم الجزائرية ومتواجدة بين أيدي العدالة لمعاقبة كل من سوّلت له نفسه التلاعب بأموال الاتحادية من دون حسيب ولا رقيب.
الموسم القادم الذي تأجّلت انطلاقته إلى شهر سبتمبر القادم، لأسباب متعددة، ستكون الفرصة مواتية فيه لعديد الأندية من أجل التحضير الجيّد، خاصة التي تملك شركات وطنية، في حين تبقى أندية أخرى تعاني وستلعب مثل كل موسم الأدوار الثانوية.. لذلك فعلى الجميع التفكير في طريقة مثلى من أجل المساواة بين كل الأندية، ولم لا إنشاء صندوق لتمويل الأندية حسب النتائج، وعدد التتويجات، وأمور أخرى على الأقل إعطاء من أجل بطولة شعارها: “الإمكانات لكل الأندية”، وهو ما يجب على الإتحاد الجزائري الوقوف عنده مستقبلا، مع تشجيع كل من يحقق نتائج جيدة محليا وقاريا، فهل من المعقول أن ينال المتوج بالبطولة مبلغا زهيدا يعادل أجرة شهرية للاعب واحد ينشط في بطولتنا؟
منذ تتويج وفاق سطيف سنة 2014 برابطة الأبطال الإفريقية، واتحاد الجزائر بكأس “الكاف” منذ عام، فشلت كل الأندية في تمثيل قاري في المستوى رغم إمكانات بعض الفرق، والتي عجزت حتى عن تزويد المنتخب الوطني بلاعب جيّد يدافع عن الألوان الوطنية، فحان الوقت أن تستيقظ فرقُنا من سبات عميق دام سنوات.. ولم لا، الانطلاقة الموسم المقبل بعقلية وإرادة جديدة.

مقالات ذات صلة