هذه خطة مواجهة الحرائق في الصيف

تعمل كل من المديرية العامة للحماية المدنية ومديرية الغابات وقيادة الدرك الوطني، على وضع الرتوشات الأخيرة للمخطط الخاص بموسم الاصطياف، والذي سينطلق الأربعاء 21 جوان، على غرار توزيع خارطة خاصة للولايات والمناطق الأكثر عرضة للحرائق، تفاديا لتكرار سيناريو صيف 2021 و2022.
وفي التفاصيل، كشفت مصادر من المديرية العامة للحماية المدنية لـ”الشروق”، أن فرق الحماية المدنية ستتدعم خلال موسم الاصطياف بطائرات عمودية جديدة لإخماد الحرائق، موضحة أن اللجوء إلى الأسطول الجوي سيكون بصفة تدريجية بعد كسب المزيد من الخبرة.
وأضافت مصادرنا أن خريطة الحرائق المحتملة لسنة 2023، والتي تم إعدادها من طرف مصالح الحماية المدنية بالتنسيق مع المديرية العامة للغابة، جاهزة تقريبا وتضمنت 15 ولاية يتمركز فيها قرابة 13 مليون جزائري، إذ ستكون هذه الولايات أكثر عرضة للحرائق بالنظر إلى تنبؤات مصالح الأرصاد الجوية بأن يكون صيف هذه السنة أشد حرارة، إذ سيتم توزيعها على جميع المصالح المعنية المكلفة بحماية الغابات وعلى مصالح الدرك وقوات الجيش الوطني الشعبي وغيرها، وهذا قبل افتتاح موسم الاصطياف الموافق لـ21 جوان الجاري.
وترافق هذه الخريطة – وفق المصادر ذاتها- طلبات مصالح الحماية المدنية من ولاة الجمهورية والسلطات المحلية، بفتح وتهيئة مداخل ومسالك ثانوية جديدة على مستوى الغابات لضمان التدخل السريع لأعوان الحماية المدنية، إذ تم تجنيد على مستوى محيط الغابات أعوان وصهاريح وأرتال من الماء، قبل أن تصل بقية العناصر لإخماد النيران، إلى جانب تسخير حوامات متعددة المهام تقوم باستطلاعات جوية لتحديد أماكن النيران، أين تتدخل في الوقت نفسه لإخمادها، وهو الإجراء الذي سيضمن التصدي للنيران التي تهدد الثروة الغابية والمحاصيل الزراعية، خاصة أن مصالح الحماية المدنية وبلغة الأرقام تسجل يوميا في فصل الصيف من 20 إلى 25 حريقا للغابات، بمعدل 4 آلاف حريق سنويا.
وزيادة على ذلك، سخرت المديرية العامة للحماية المدنية لموسم الاصطياف 2023، جهازا مكونا من 65 رتلا متنقلا لمكافحة الحرائق يضم 3.770 عون وزهاء 650 مركبة تضاف إلى قدرات 505 وحدة ميدانية مجهزة بأحدث العتاد.
من جهتها، تلقت المجموعات الإقليمية للدرك الوطني، عبر جميع ولايات الوطن، تعليمات صارمة من القيادة العامة تزامنا مع انطلاق موسم الاصطياف، الأربعاء 21 جوان، بضرورة تشديد الرقابة ليلا ونهارا على المساحات الغابية، لتفادي حرائق الغابات، مع تضييق الخناق على “لوبيات” الفحم و”مافيا” الفلين التي تستغل فصل الصيف لتنفيذ جرائمها مع سبق الإصرار والترصد.
وحسب ما كشفته مصادر “الشروق”، فإن مصالح الدرك الوطني المنتشرة عبر الوطن، تحضر لخطة أمنية محكمة، تنفيذا لتعليمات القيادة الرامية إلى حماية المساحات الغابية والمحافظة على المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية من الحرائق التي تندلع في موسم الصيف، مخلفة كل عام خسائر رهيبة.
من جهة أخرى، كُلفت مصالح الدرك الوطني بالتصدي لـ”لوبيات” الفحم، و”مافيا” الفلين، باعتبار أن 90 بالمائة من الغابات تقع في اختصاصها، إذ توصلت تحقيقات الجهات الأمنية إلى أن 80 بالمائة من الحرائق تمت عمدا، بتورط تلك اللوبيات لكسب أرباح مضاعفة، إلى جانب مافيا الفلين التي تنشط طيلة أيام السنة وتقوم بتهريبه بعد أن يتم تحويل هذه المادة على شكل حبيبات إلى الخارج بالتواطؤ مع شبكات دولية.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية في بيان لها، الاثنين، عن اتخاذ عدة إجراءات استعجالية ووقائية، في إطار الوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها لموسم 2023، وذلك نظرا للظروف المناخية التي تمر بها البلاد حاليا والمصحوبة بموجة من الحر.
وتتمثل هذه التدابير في “وضع كافة المتدخلين من محافظي وموظفي إدارة الغابات عبر التراب الوطني وعلى كل المستويات في حالة تأهب قصوى، لتجنب أو مواجهة أي طارئ وذلك طيلة أيام الأسبوع على مدار 24/24 ساعة”، إضافة إلى “تكثيف الدوريات المشتركة على مستوى كل الفضاءات الغابية وبمحاذاتها من طرف مصالح الغابات والحماية المدنية والأجهزة الأمنية”.
وللحد من مخاطر اندلاع الحرائق الغابية، كشفت الوزارة في ذات البيان عن “تجميد إنتاج مادة الفحم”.
أما على المستوى الوقائي، تتضمن هذه الإجراءات، تعزيز الحملات التحسيسية عبر كافة وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة، والمرئية إضافة إلى شبكات التواصل الاجتماعي والإذاعات المحلية، يضيف المصدر نفسه.
وفي هذا السياق، دعت الوزارة “كافة المواطنين واللجان المحلية للسكان المجاورين للغابات لضرورة التقيد بكافة الإجراءات الوقائية لمواجهة أي طارئ”، مذكرة بالرقم الأخضر 70-10 للتبليغ عن كل خطر أو تجاوزات تمس بسلامة الغابات أو تهدد باندلاع نيران.