اقتصاد
قانون محروقات ودخول عمالقة عالميين واكتشافات جديدة

هذه الثلاثية ستدفع قطاع النفط والغاز الجزائري إلى العالمية

حسان حويشة
  • 8602
  • 0
أرشيف
وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب

تبرز ثلاثية جديدة في صالح قطاع المحروقات الجزائري، ستدفع بصناعة النفط والغاز في البلاد نحو الواجهة الطاقوية العالمية، وتصل به إلى آفاق غير معهودة لم يبلغها من قبل، هي قانون المحروقات ودخول عمالقة عالميين السوق الوطنية وتحقيق الشركة الوطنية للمحروقات المزيد من الاكتشافات الهامة بمناطق جديدة بالكامل.

قانون المحروقات.. بداية قطف الثمار
ولعل أبرز عناصر هذه الثلاثية ما تعلق بقانون المحروقات لسنة 2019، الذي بدأ يؤتي ثماره تباعا، من خلال اتفاقيات ضخمة مع شركات طاقة دولية، مثلما وصف ذلك وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، خلال نزوله ضيفا على التلفزيون الجزائري مساء الأربعاء، لتطوير حقول نفطية وغازية على غرار “إيني” الايطالية و”إيكوينور” النرويجية و”أوكسي” الأمريكية وغيرها.
وبدا واضحا أن هذه الشركات التي تدير في الأصل حقول نفط وغاز مع سوناطراك، سارعت إلى توقيع عديد الاتفاقيات الجديدة لتطوير مكامن أخرى، بموجب قانون المحروقات لسنة 2019، بالنظر لما تضمنه من امتيازات وتحفيزات للأجانب الراغبين في الاستثمار خصوصا مرحلة البحث والاستكشاف والتنقيب والإنتاج.
وتضمن القانون صيغة عقود أغفلها قانون 2005، وهي تقاسم الإنتاج، علما أنها كانت متضمنة في قانون 1986، وهي الصيغة التي دفعت حسب متابعي الشأن النفطي، الشركاء الأجانب إلى توقيع عقود مع سوناطراك بموجب النص التنظيمي الجديد للقطاع، من منطلق أن المخاطرة يمكن أن ينجر عنها فائدة كبرى، وهو ما دفع نحو مزيد من الاستثمارات لتحفيز الاكتشافات وتطوير المكامن المكتشفة.
وخلال حديثه للتلفزيون الجزائري، شدد المسؤول الأول عن قطاع الطاقة أن مناخ الأعمال في الجزائر جذاب جدا وكذلك الشأن لقانون المحروقات الذي يشتغل وفق مقاييس عالمية، ودخل حيز التطبيق سنة 2020، وكان السبب في توقيع عديد العقود المهمة والكبرى.

دخول عمالقة عالميين السوق الجزائرية
أما العامل الثاني الذي سيكون له أيضا إسهام كبير في بلوغ قطاع النفط والغاز بالجزائر مصاف العالمية، فهو دخول عمالقة دوليين إلى السوق، بما يملكونه من خبرة وتجربة وخصوصا تكنولوجيات وحلول حديثة لا تحوزها أي شركة أخرى في العالم.
في هذا السياق، وكما هو معروف فقد وقعت الشركة الوطنية للمحروقات قبل أكثر من أسبوع، على اتفاقية مبادئ مع العملاق الأمريكي، إكسون موبيل، التي تعتبر أكبر شركة للطاقة في العالم، وهو الاتفاق الذي سيسمح للشركاء بدراسة الفرص بهدف تطوير موارد المحروقات في كل من حوض “أحنات” و”قورارة”، مع التركيز على التميز العملياتي والابتكار التكنولوجي واحترام البيئة وأفضل الممارسات في مجال الاستدامة.
وبحسب ما كشف عنه وزير الطاقة والمناجم دائما، فإن هذه المذكرة ستتوج بعقود لتطوير حقول للمحروقات وخصوصا الغاز الطبيعي مع العملاق الأمريكي قبل نهاية السنة الجارية.
وفي ذات المقابلة، كشف عرقاب عن توقيع وشيك سيكون في الأيام القليلة المقبلة مع عملاق أمريكي آخر، وهو شركة شيفرون، من أجل تطوير مكمن كبير للمحروقات، لم يقدم تفاصيل بشأنه.
أما الضلع الثالث لهذه الثلاثية، فيتعلق باستمرار الاكتشافات النفطية والغازية الهامة والكبيرة في المجال المنجمي الجزائري، اللافت فيها أنها بمجهود فردي من الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك.

حافز الاكتشافات المستمرة
ومثلما أعلن عنه الوزير محمد عرقاب للتلفزيون الجزائري، فإن سوناطراك حققت 8 اكتشافات جديدة وصفها بـ”الهامة”، وتمت بمجهود فردي من الشركة الوطنية وتحققت في مناطق جديدة بالكامل.
وأشار عرقاب إلى أن سوناطراك حققت اكتشافات كبيرة مطلع هذه السنة ولغاية نهاية الأسبوع الأخير من شهر ماي الجاري وعددها ثمانية اكتشافات هامة جدا، موضحا أنها سوف تعطي إضافة كبيرة بالنسبة للاحتياطات الوطنية من المحروقات، لاسيما بالنسبة للغاز الطبيعي”.
ووفق وزير الطاقة، فإن الاكتشافات المسجلة تخص مكامن جديدة للمحروقات تقع بكل من بشار بالجنوب وجنوب عين صالح بوسط الصحراء، وشمال جانت وجنوب إليزي وشمال ورقلة بالجنوب الشرقي.
ومن شأن هذه الاكتشافات أن تجلب المزيد من المهتمين سواء الشركات المتواجدة أصلا في الجزائر أو بقدوم أخرى، نظرا لوجود الاكتشافات من جهة، وذلك للظفر بعقود لتطويرها، أو البحث والاستكشاف عن مكامن أخرى، في ظل تحفيزات يضمنها قانون المحروقات في كلتا الحالتين، أي سواء لتطوير ما هو مكتشف أو البحث عن الجديد.
كما سبق لسوناطراك أن أعلنت عن 35 كشفا نفطيا وغازيا في الفترة ما بين 2020 وحتى نهاية 2022، منها اكتشاف واحد للمحروقات تحقق مع شريك أجنبي وهو “إيني” الإيطالية.

مقالات ذات صلة