رياضة
طريقة التمويل قسّمت أندية القسم الأول إلى فئتين

هذا هو مستقبل أندية البطولة وفق منطق “الشكارة” والشركات

صالح سعودي
  • 1616
  • 0

كشفت نهاية الموسم المنقضي عن الوجه المتباين لأندية القسم الأول من ناحية التمويل والنتائج المحققة، حيث تأكد بأن العامل الأساسي الذي يصنع الفارق أو يخلط الحسابات هو الشق المالي، في ظل استفادة أندية معينة من شركات عمومية تتولى السهر على تلبية جميع متطلباتها، في الوقت الذي تعاني أندية أخرى من غياب الدعم، ما يجعلها تنتظر الإعانات المتواضعة التي تصلها من السلطات المحلية. إعانات لا تكفي لتسوية أدنى المتطلبات ما يجعلها تعاني من المديونية التي تجعلها تتخبط آليا في المراتب الأخيرة.

يجمع الكثير من المتتبعين لشؤون البطولة بأن الجانب المالي أصبح هو العامل الأساسي والمباشر الذي يكشف عن هوية الفرق التي تلعب الأدوار الأولى وكذلك الأندية التي تتخبط آليا في المراتب الأخيرة، حيث أصبحت بطولة القسم الأول تعرف طبقية واضحة، بحكم أن هناك فرقا تعيش في بحبوحة مالية بفضل نعيم الشركات العمومية التي تسخر إمكاناتها لتسوية جميع مطالبها ومتطلباتها، فيما تعاني أندية أخرى في صمت وسط طالب بتكريس العدل حتى لا تبقى الأندية المحرومة حبيسة التسول طيلة الموسم، حتى أن بعض الفرق تعادل ميزانياتها أجرة لاعب ينشط في فرق البحبوحة، وهو ما يجعل الميركاتو الصيفي محل احتكار وسيطرة أندية البحبوحة، في الوقت الذي تنتظر الأندية الفقيرة حتى انتهاء أندية الشركات علها تظفر بما تبقى من لاعبين في سوق التحويلات. وهو الأمر الذي تجسد ميدانيا مع نهاية الموسم بلغة النتائج والأرقام، حيث كشف رئيس شباب باتنة عن ميزانية الأندية التي تحتل المراتب الأولى، والبداية بصاحب اللقب مولودية الجزائر الذي له شركة وطنية وميزانية تقدر بـ200 مليار سنتيم، والوصيف شباب بلوزداد بميزانية 150 مليار، فيما صاحبي المرتبة الثالثة والرابعة شباب قسنطينة واتحاد الجزائر بـ100 مليار، وصاحب المرتبة الخامسة وفاق سطيف بـ80 مليا مع تسديد ديون سابقة لهذه الفرق تزيد قيمتها عن 200 مليار لكل فريق. في الوقت الذي تقدر ميزانية الفريقين النازلين إلى القسم الثاني اتحاد وادي سوف ونجم بن عكنون بأقل من 20 مليارا لكل فريق، ما يجعله سقوطهما بمثابة تحصيل حاصل بناء على الإمكانات المادية ونقص الخبرة كعامل ثان.

وقد ذهب فريد نزار إلى قناعة بأن الأموال في القسم الأول تصنع الفارق، حتى أن الكفاءة في التسيير أصبحت عاملا غير كاف مقارنة بالأموال التي تتحدد على ضوئها هوية ومستقبل الأندية في القسم الأول، محددا خارطة الأندية وفقا للميزانيات المتاحة، حيث أكد فريد نزار بأن الفرق التي تملك ميزانية أكثر من 100 مليار تلعب على المراتب الأولى، والفرق التي تحوز على ميزانية 30 مليارا تضمن البقاء بشكل مريح، أما الفرق التي تقل ميزانياتها عن 20 مليارا فمصيرها مغادرة القسم الأول مع نهاية الموسم. أما في بطولة القسم الثاني فقد حدد فريد نزار ميزانيات تقريبية للأندية التي تلعب الصعود أو تضمن البقاء أو تنزل إلى القسم الثالث، وهي 15 مليارا و10 ملايير و5 ملايير على التوالي.

وإذا كان الكثير يتحدث عن الأموال الضخمة التي تستفيد منها أندية الشركات، ما جعلها تعيش في بحبوحة وتسيطر على مجريات الموسم على الأقل محليا، في ظل العجز الواضح على الصعيد القاري، باستثناء حصول اتحاد الجزائر على لقب كأس “الكاف” والكأس الممتازة الموسم المنصرم، فإن الميركاتو الصيفي انطلق على وقع إبرام شبيبة القبائل صفقة مع الحارس مرباح بـ700 مليون شهريا تحت إشراف شركة موبيليس التي تمول النادي، ما يجعل الميركاتو الصيفي مرشحا لغليان كبير بين أندية الملايير التي مصدرها الشركات العمومية، على أن تكتفي أندية الظل بمتابعة المشهد في صمت، على أن تكون مضطرة للتعاقد مع لاعبين مغمورين أو تستثمر في المواهب الكروية، في الوقت الذي يبقى نادي بارادو يصنع الاستثناء بفضل سياسة التكوين التي مكنته من تصدير عدة مواهب كروية إلى أوروبا وبطولات عربية، صادرات جعلته يضمن الاستقلالية المالية والتفاوض مع مجريات البطولة بشكل مريح.

مقالات ذات صلة