-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هذا ما تعنيه الضربة العسكرية المحدودة لسوريا

حسين لقرع
  • 5177
  • 10
هذا ما تعنيه الضربة العسكرية المحدودة لسوريا

يبدو أن القيام بعدوان عسكري غربي ثلاثي على سوريا قد أصبح مسألة أيّام معدودة، بعد أن تحركت البوارجُ الأمريكية والبريطانية والفرنسية تجاه السواحل السورية، وتصاعدت حدة التهديدات بالحرب، والحديث عن قرب بداية الضربات العسكرية.

المعارضة السورية طالما انتظرت هذه اللحظة ودعت إليها مرارا، ولكن يبدو أن أمريكا وحليفتيها ستكتفي بتوجيه ضربات محدودة تشمل أهدافا تتراوح بين 250 إلى 300 هدف، حسب تصريحات مسؤولين أمريكيين، ثم تُنهي العملية. ومع أن العدد كبيرٌ نسبيا وسيُلحق أضرارا جسيمة بالترسانة الكيماوية والتقليدية السورية، فإن اقتصارها على هذا الحدّ يعني بقاء نظام بشار في الحكم، وعدم تكرار السيناريو الليبي؛ حيث استمرت غارت الناتو الجوِّية أشهرا، دمّرت خلالها الدفاعاتِ الليبية ومهَّدت الطريق لمعارضي القذافي لدخول طرابلس وإسقاط حكمه ثم القبض عليه لاحقا وقتله بوحشية.

خيبة أمل المعارضة السورية في محدودية الضربة الغربية الثلاثية كبيرة دون شك، ولكن يبدو أن أمريكا وحليفتيها تحاول تفادي انفجار حرب إقليمية كبيرة تمتد إلى تل أبيب وتشعل ثيابها؛ فحينما يتأكد النظامُ السوري أن الحرب تستهدف الإطاحة به فسيطبِّق مقولة “عليّ وعلى أعدائي” وسيُمطر، بمعيّة حزب الله وإيران، الكيانَ الصهيوني بمئات الآلاف من الصواريخ ويُلحق به دمارا كبيرا، قد لا يكون مستعدا لتحمُّله. وهو ما تحاول أمريكا تفاديه من خلال التأكيد مرارا على “محدودية ضربتها” العسكرية المنتظرة، بهدف توجيه “رسالة واضحة” إلى بشار حتى يفكر مستقبلاً ألف مرة قبل أن يستعمل السلاح الكيماوي مجددا ضد شعبه، مع أنها لم تقدّم أي دليل دامغ يؤكد هذا الاتهام الذي يذكرنا بأكذوبة أسلحة الدمار الشامل العراقية.

ويُضاف إلى رغبة أمريكا في عدم رد سوريا بقصف الكيان الصهيوني، سببٌ آخر لمحدودية الضربة؛ وهي رغبتها في عدم إسقاط بشار خوفاً من أن يسارع السلفيون إلى الاستيلاء على الحكم في ظل الضعف الواضح لـ”الجيش الحر”، الذي لن يكون بمقدوره ضبط الأمن وتسيير دواليب الدولة في ظروف مريحة، بل قد لا يتمكن من الحفاظ على الحكم إذا أوصله إليه الغرب، وقد يسقط كالثمرة الناضجة في يد جبهة “النصرة” وأخواتها من التنظيمات السلفية التي أثبتت الأيام أنها تزداد قوة وانتشارا، برغم الضربات القوية المستمرة التي تلقتها على يد الجيش السوري في الأشهر الأخيرة.

وإذا خُيّرت أمريكا بين نظام إسلامي تديره “النصرة” على طريقة طالبان، وبين نظام بشار، فإنها لن تتردد في اختيار هذا الأخير، فهي تفكر في مصلحة الكيان الصهيوني وأمنه كما أسلفنا، و”النصرة” تهدد بفتح جبهة الجولان والزحف على فلسطين لتحريرها، بينما لم يطلق بشار رصاصة واحدة على الاحتلال في الجولان طيلة سنوات حكمه، كما لم يردّ على الغارات الصهيونية المحدودة على دمشق، ولذلك نشك في أنه سيردّ على الضربات الغربية المنتظرة.

 

أمريكا تريد بضرباتها “المحدودة” المنتظرة، تدمير الكيماوي السوري، وتحجيم الترسانة الصاروخية السورية المتنامية التي طالما أقلقت الصهاينة، وبالتالي ضمان ديمومة التفوُّق العسكري لربيبتها، كما تريد إحداث نوع من التوازن العسكري بين النظام والمعارضة بعد أن اختل على الأرض في الأشهر الأخيرة، قصد تحسين موقعها التفاوضي مع روسيا في مؤتمر “جنيف 2” المنتظر بعد أسابيع، والذي يُنتظر أن يسفر عن تسوية سياسية للأزمة، وبعدها ستسند إلى بشار مهمة مكافحة الجماعات السلفية التي أصبح تناميها يسبّب لها صداعا حادا. باختصار، ليس لأمريكا عدوّ دائم ولا صديقٌ دائم بل مصالح دائمة تتحالف مع أي كان لتحقيقها. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • ريماس

    اللهم انصر اخواننا في سوريا اللهم اعز سوريا على القوم الكافرين اللهم دمر بشار اسد مثلما دمر سوريا امين يارب العالمين

  • جمال

    بالله عليك هل أنت مصدق أن جبهة النصرة ستفتح جبهة الجولان وإعلان الحرب ضد الصهاينة!!؟ هذا كلام فارغ ثق تماما سيدي أن مشكلة السلفيين دوما مع المسلمين فقط فهم لا يسجلون حضورهم إلا حيث الفتن التي تراق فيها دماء المسلمين.

  • XXXXX

    بشار كان عليه ان يعالج الوضع قبل ان تبدء ثورة الربيع العربي في سوريا و لم ينجح في ذلك .. و عندما عرف ان له معارضين من الشعب رفض التنازل على كرسي الرئاسة .. ودخل عالم الاجرام و قتل ارواح الابرياء باحترافية .. لهذا فهو يستحق هجمة عسكرية تحطم امبراطوريته الوهمية التي شردت شعبه في كل البلدان .. وما صواريخ الكيماوية سوى شعرة من عجين عندما نتكلم لو تكلمنا بشكل عام .. في نظري الشخصي بشار يستحق صاروخ فوق رئسه بجدارة...

  • فيصل

    من خلق القاعدة ومثيلاتها ؟؟؟؟؟؟؟ أليس أمريكا؟؟؟؟
    لماذا ضحايا القاعدة دائما مسلمين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ظ

  • بدون اسم

    اي تقارير لقد سمعنا بتقارير مخابراتكم في العراق وعن السلاح النووي وعن اليورانيوم الذي اشتراه العراق من النيجر وعن المدفع العملاق وعن السلاح اليكماوي وعن صورمن كامرات وضعها المراقبون تبين بان هناك نقل لاسلحة ولم تجدوا اي شيء رغم انكم احتليتم العراق وارجعتموه الى القرون الحجرية فبعد ان كان له علماء وكان في طريق تطوير صناعته اصبح يشتري منكم كل شي واصبحت الكهرباء لا تغطي 20 في المئة بصفه دائمة بعد ان كانت اكثر م98 في المئة الاسلامويون الكفرة الموالين لكم هم من كذبوا عليكم فال سعود والقطرائليين و

  • سوريا في شغاف القلب

    ياإخوتي ما يحدث أمر جلل
    سوريا على حفا سقوط نحو الهاوية قد لا تنهض منه إلا بعد قروون
    يا جزائريين الدور القادم عليكم.. مالكم تهللون للناتو و فرحانين بيه و كأنه جاء لسواد عيون السوريين؟
    أين كانت دعاوى التأديب حين ضربت غزة بالاسلحة المحرمة دوليا و على مرأى كل كاميرات العالم؟

    يقول المثل عندنا: أنا و خويا على بن عمي.. و أنا و بن عمي على البراني

    عاشت سوريا الأسد
    الله محيي الجيش العربي السوري

    دعواتنا لك يا حبيبتنا يا سوريا

  • سارة

    ربي يهدينا و يهديكم
    بالله عليكم جاوبوني،، هل تحريتم عن كيمياوي سوريا؟
    تستبقون نتائج تحقيق علماء و مختصين و كأنكم أنتم العلماء أو كانكم ضربتو خط الرمل و تأكدتم من استعمال النظام للكيمياوي!

    تسرع ساذج فج و غبي لا يصدر عن مثقفين

  • العربي

    أحسن ما قرات في مقالك يختصر كل شيء
    " وإذا خُيّرت أمريكا بين نظام إسلامي تديره "النصرة" على طريقة طالبان، وبين نظام بشار، فإنها لن تتردد في اختيار هذا الأخير، فهي تفكر في مصلحة الكيان الصهيوني وأمنه كما أسلفنا، و"النصرة" تهدد بفتح جبهة الجولان والزحف على فلسطين لتحريرها، بينما لم يطلق بشار رصاصة واحدة على الاحتلال في الجولان طيلة سنوات حكمه، كما لم يردّ على الغارات الصهيونية المحدودة على دمشق، ولذلك نشك في أنه سيردّ على الضربات الغربية المنتظرة."

  • سمير

    بارك الله فيك ويا ترى اخواننا في الخليج هل يعون ذلك أم لا ؟؟؟؟؟؟؟؟

  • رياض

    نظرة امل دائما فيها خير +
    ماذا يحدث اذ ترك بشار يفعل ما يشاء في الابرياء .??
    هل سبق وان تدخلت من قبل قوة عربية مسلمة لتوقف الظلم الجاري ضد الابرياء و المساكين في سوريا و مصر ???
    .. لا طبعا ..
    في هذا الحال براك اوباما فيه بركة .. و هو مبارك في كل الاحوال ..
    ولا يمكن ان يبق الحال على ما هو عليه حاليا
    لنكون صريحين بعض الشيئ مع انفسنا
    البلدان المسلمة ليس بيدها حيلة لتفعل شيئ سوى ان تستسلم لامر الواقع ..
    كيف لفارس ان يدخل حربا لوحده وهو خائن ..