-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نكبة المسرح!

قادة بن عمار
  • 4283
  • 6
نكبة المسرح!

خرج معظم المتابعين للعروض المسرحية التي تم تقديمها خلال الدورة الحالية من مهرجان المسرح المحترف بالعاصمة، بخيبة أمل كبيرة، تتّسع مساحتها لتملأ جميع الفراغات حتى الدورة المقبلة!

فائض الخيبة هذا، جاء مختلطا بجملة من الاتهامات لعدد من المسرحيين الذين يمارسون هواية التمثيل والإخراج وغيرها من فنون الخشبة، ظلما وزورا وبهتانا، كما أن المهرجان تحول برمته إلى مناسبة لالتقاء الفرقاء والغرباء والأحباء، لا أكثر ولا أقل!

المسرح الحقيقي قد يكون ذلك الذي تصنعه الجموع في الساحة المقابلة لمسرح بشطارزي، حيث تتزايد الأعداد مع مرور وقت المسرحية في الداخل، ليتضح بعد قليل، أن هؤلاء الذين خرجوا للساحة، بحثا عن الهواء النقي، ليسوا سوى جموع الهاربين من “القرف” الداخلي!

أما أكثر نكات المهرجان إضحاكا للتعساء في الدورة الحالية، فتتلخص في تصريح أحد المخرجين على الخشبة بعد عرضه “المشوه” قائلا أن هؤلاء الذين مثلوا “شباب صغار.. مازالوا تحت الوصاية الأبوية، وبالتالي، فالمطلوب أن يرفع عنهم الجميع القلم، ولا ينتقدهم أحد، لكن لا ضير من بعض التصفيق والتهليل والتكبير”؛ وكأن الذي تم عرضه على الخشبة، ينافس نصوص شكسبير!

وفي مناسبة أخرى، يجلس المسرحيون والمثقفون والمخرجون للحديث عن صاحب السينوغرافيا الذي اعتقد نفسه مخرجا بالصدفة والتقادم، وعن الممثل صاحب الدور الواحد سينمائيا الذي ظن نفسه نجما كبيرا، وعن المسرحي الذي تم تكريمه فنسي ماضيه “وغاشيه” وأطلق شعره تشبها ببراد بيت!

الدورة الحالية للمسرح المحترف والتي تنتهي فصولها اليوم، ستطرح العديد من التساؤلات، عن معايير الاختيار، وعن جدوى القيام بالمسابقات الجهوية، في الوقت الذي انسحب فيه العديد من ممثلي الفرق بعد ما تأكدوا أنهم لن يحصلوا على جوائز مثل وهران، وبقي آخرون تم “ترشيحهم سرا وعلنا، مثل أم البواقي”!

المسرح لن يذكر من الدورة الحالية، سوى أشياء بسيطة، على غرار نضالات عدد من الشباب بحثا عن الفرصة الوحيدة أو ربع الفرصة للبروز، لن يذكر سوى الرجل الذي كان يكنس أمام البوابة الرئيسية “أوساخ المدعوين” تكريما لروح عز الدين مجوبي، لن يذكر من الدورة الحالية سوى صرخات الأطفال والمراهقين وهم يتقاذفون الكرة في الساحة الكبيرة أثناء توقيت العروض، فقد كانوا وهم الصغار يلعبون، ومن في الداخل من الكبار، يتلاعبون؟!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • Taous

    لقد أضهرت العروض المسرحية خارج المسابقة للمغرب وتونس خاصة وكشفت مدى التدني الفضيع لما يسمى بالمسرح المحترف عندنا
    وغياب مقاييس هذا الإحتراف ... خاصة ماشاهدناه في مسرح قسنطينة وباتنة وقالمة وغيرهم......
    أما الحديث عن الملتقى فهو مخجل ويعكس مستوى

    المنظمين والمشاريكين الذين لم يكونوا في مستوى شهاداتهم الجامعية....؟؟؟؟
    وكانت مداخلاتهم سطحية .... ولم تتجاوز أحاديث المقاهي....

    ويوم تنشر المصاريف الحقيقية اهذه المهرجانات سندرك حجم الكارثة؟

    هذا ماتبقى من هذا المهرجان والبقية تأتي.........

  • Taous

    لقد أصبح المسرح الجزائري مرتعا للإنتهازيين بكل أصنافهم ،

    من أشباه مثقفين و أشباه مسرحيين ،.........أصبحت تقام لهم المهرجناتالرديئة بكل المقاييس، من أجل تقاسم الريع ،،وإشباع نزواتهم المكبوتتة في الفنادق....ويعتبر ماسمي بمهرجان المحترف

    نموذج في الرداءة والتخلف الفني والفكري والأخلاقي......بأموال الشعب....لقد بدأ هذا المهرجان حيث كانت تناقش العروض في قاعة المقار مع عمالقة هذا الفن مثل علولة وكاتب ياسين أما اليوم يتحاشى المنظمون هذا النشاط حتى لاتنكشف عوراتهم ......وسخفهم ....

  • mokaki

    ان تعالج قضايانا بصفة او باخري انا اقول لابتعاد عن الخياليات في المسرحية و تقريبها من الوقعية و لابتعاد عن الديكورات الخيالية في المسرحية اقول هذه الكلمة انا اعلم ان المسرح الجزائري اكاديمي اتي من الغرب لكن حسب الخصوصيات الجزائرية المسرح يجب ان يقترب من الواقعية لان المواطن الجزائري يفتقر لثقافة المسرح و المسرح الذي تستعمله الجزائر هو من احدث الاساليب يعني عدم وجود ديكور حقيقي واقعي يجعل المتفرج ان يشغل مخه من اجل الفكرة العامة و هذا خطئ عندنا يجب رجوع الي المسرح القديم بصفته سهل الفهم.

  • mokaki

    انا اقول ما يمكن القول عن المسرح في بلادي هذا الركن الذي قامت به اقوي لامبراطوريات علي كوكب لارض ان سبب عزوف الجمهور عن هذه لاخيرة هو كالاتي
    1-غياب ديكور و الخلفية الحقيقية لموضوع المسرحية مثلا مسرحية عنوانها شارع لامير عبد القادر يكون ديكورها في خلفية المسرح عبارة عن رسم لعمارات فيها نوافذ و ابواب و رصيف احمر وابيض و انارات الشارع الخ من الواقعية اليومية في الحياة وكل هذه المعطيات تساعد علي من يلتحق بالمسرحية متاخر او في نصفها ان يفهم رسالتها سريعا و هذا يزيد من محبي هذه لاخيرة
    2-المواضيع 1

  • بدون اسم

    لماذا سميت هذا المهرجان بالنكبة؟ لقد شارك فيه من أرادوا و من إعتادوا المشاركة.
    لا جديد إذا عند المحترفين بل قدموا أقل ما قدم الهاوون. أما الكواليس و جدوى المسابقات الجهوية و معايير الإختيار و لجنة التحكيم و كيفية توزيع أو منح الجوائز نتركه لحكم الهاربين من القرف و الضالعين في أعماق أب الفنون ليحكموا و يحكموا و يبلغوا من يهمهم الأمر.

  • بدون اسم

    Aucun commentaire. 0 Commentaire personne n'est intrerssé par ce que vous ecrivez