الرأي

نعيب حكومتنا!

قادة بن عمار
  • 5095
  • 12

تردّد أن الرئيس بوتفليقة، لن يستمع لوزراء حكومته في رمضان، على عكس ما جرت عليه العادة، ربما لأن فخامته اكتشف أنه لا فائدة من سماع حكومة “لا ترى ولا تسمع” لمشاكل وهموم الشعب، لكنها تتكلم كثيرا وتخوض في الشأن العام بلا حساب، وبلا فائدة!

أو لأن الرئيس اقتنع مثل غالبية الشعب أنه لا حكومة في البلاد، والوضع الانتقالي الذي نعيشه منذ التشريعيات السابقة، بكل ما شابها من شكوك، ولاحقها من تهم بالتزوير وتعطيل التغيير، أفضل مليون مرة من الوضع المستقر والذي لم يكن مستقرا في واقع الحال إلا في البيانات الرسمية وعبر نشرة الثامنة وفقط!

البعض يتحدث عن تغيير حكومي طال أمده ولم يحدث، في الوقت الذي يقول فيه آخرون ما فائدة التغيير أصلا، بكل ما تحمله هذه الكلمة من حساسية وتسببه من “حكّة” في جِلد السلطة، خصوصا بعد اكتشافنا أيضا بأنه يمكننا الاعتماد على وزير واحد لكل قطاعين ولو اختلفا اختلاف شعبان عن رمضان، مثل المياه والتربية، أو النقل والجامعات، أو حتى الفلاحة والثقافة!

على الأقل، فقد قلّصنا مصاريف الحكومة التي تناسلت فيها الوزارات بشكل هستيري في سنوات سابقة دون فائدة، حتى بتنا نخصص لكل وزارة، وزارة أخرى منتدبة، ومصالح مرفقة، وسكرتارية خاصة، وبودي غارد ووو، ولم يعد الرئيس ذاته يعرف أسماء جميع وزرائه فما بالك بالشعب!

السلطة أيضا من حقها أن تخرج علينا وتزعم أن المشاكل مستمرة رغم غياب الحكومة الفعلية، ورغم تفكير غالبية القيادات في الأحزاب السياسية بتشكيل أحزاب منشقة أو حركات تقويمية لخوض غمار المحليات المرتقبة، بدليل أن الأسعار ما تزال مرتفعة في رمضان، ليس فقط لأن وزارة التجارة نائمة في العسل، ولكن لأن المواطنين لا يعرفون كيف وماذا يشترون، و”بيناتنا” هناك كثير من الصحة في هذا الادعاء الحكومي المتواطئ!

فأن يصل مواطن لمحاولة قتل آخر بسبب “شكارة حليب” في تيسمسيلت، فهذا أمر لا علاقة له بالحكومة، سواء كانت السابقة أو اللاحقة، كما أن تزايد أعداد الواقفين في الطوابير بحثا عن الخبز والزلابية، في الوقت الذي يعبث فيه البائع بسعريهما فيرفعهما كما يشاء والمواطن يشتري وهو سعيد، لا علاقة له بتمسك الرئيس بجلسات الاستماع أو إلغائها!

أن يتنافس معظم الناس على محلات الجزارين بحثا عن اللحوم مباشرة بعد الدعوة لمقاطعتها من أجل تخفيضها، يثبت أيضا وللأسف الشديد، كلام وزير الشؤون الدينية يوما حين قال أنه لا فقراء في الجزائر، ولا صحة للإحصائيات التي تتحدث عن 14 مليون زوالي في البلاد، فهل رأيتم فقراء يأكلون اللحم يوميا!

ربما لهذا السبب فكر وزير التضامن “مشكورا” في دعوة المسيحيين وأهل الكتاب من عابري السبيل لموائد الرحمان في رمضان، ومن يدري، فقد يخصص لهم في السنوات المقبلة قفة رمضان التي قطع بسببها المواطنون الطريق وأشعلوا النيران في العجلات احتجاجا على توزيعها غير العادل، قبل أن يقفوا في طوابير لشراء اللحوم بأسعار مرتفعة في اليوم التالي!

نخشى الوصول لأن نقول يوما: نعيب حكومتنا والعيب فينا، وما لرمضان عيب سوانا.. أليس كما تكونوا يولّى عليكم!؟

مقالات ذات صلة