جواهر
أطباء ومختصّون يحذرون من خطورتها على الصحة

نساء يتهافتن على أدوية “الكورتيكويد” لزيادة الوزن

آمال عيساوي
  • 9894
  • 7
ح.م

انتشرت مؤخرا، لدى عديد الفتيات ظاهرة تناول أدوية تسبب السمنة وأخرى النحافة وأخذت أبعادا كبيرة، كما صارت أمرا حتميا لدى الكثيرات ممن يرغبن في زيادة وزن أجسامهن بأي طريقة سليمة كانت أم خاطئة ومضرة وخطيرة أيضا، وقد تؤدي بهن إلى التهلكة، حيث يذهبن إلى تناول أدوية وخلطات وأعشاب أضرارها أكثر من منافعها، فتسبب لهن أعراضا في منتهى الخطورة على صحتهن ومشاكل بالجملة وكل هذا يهون عندهن في سبيل تحقيق السمنة والحصول على أجسام ممتلئة..

وقد صارت هذه الخلطات والأدوية التي تتعلق بزيادة الوزن موضة عند الكثيرات ممن يشتكين من النحافة، خاصة بعدما روّج لها أصحاب المحلات عبر الفايسبوك ومختلف مواقع التواصل، من خلال عرض أجسام قبل وبعد تناول تلك الخلطات التي تباع بأسعار تتراوح بين 1000 إلى 20 ألف دينار، والأدهى والأمر، أن منهن من يلجأن إلى شراء أدوية من الصيدليات خاصة بأمراض معينة مثل الحساسية وكذا مضادات الالتهابات، والتي بدورها فيها أعراض ثانوية حيث تختلف أنواع الأدوية المسببة لزيادة الوزن من جسم لآخر ومن دواء إلى آخر، فهناك التي تسبب زيادة في الشهية وكذا النوم ما يؤدي إلى إكثار الشخص من تناول الطعام وبالتالي زيادة الوزن.

كما أن هناك بعض الأدوية تؤثر على عمليات الأيض في الجسم ما يؤدي إلى تقليل أو إبطاء قدرة الجسم على حرق السعرات الحرارية، وعديد الأدوية الأخرى التي تعالج أمراض الحساسية ومضادات للاكتئاب وكذا الالتهابات، وتكون أعراضها الثانوية هي زيادة الوزن، لكنها بالمقابل تسبب أضرارا وكوارث صحية كبيرة على الجسم قد تؤدي إلى انتفاخ القلب والوفاة، وهناك عديد الأدوية باعة والخلطات والوصفات والأعشاب التي يتم اقتناؤها من عند الأعشاب بأسعار باهظة وتتناولها الكثير من الشابات وتكون مجهولة المصدر والمكوّنات، وإن ذُكرت الأخيرة فهي بلغة غير مفهومة بتاتا، لكن غالبية الفتيات والمراهقات يقمن باقتنائها من دون التفكير في العواقب التي قد تسببها هذه الأدوية في المستقبل، فكل ما يفكرن فيه هو زيادة الوزن، على الرغم من أن تلك الأدوية ينتهي مفعولها الخاص بزيادة الوزن بمجرد الانتهاء من تناولها، حيث يعود الجسم إلى طبيعته، لكنها تترك فيه أضرارا خطيرة فتسبب الماء في العظام وضيق التنفس وتشنجات في الجسم وأمراضا جلدية مثل ظهور شعر زائد على الوجه وغيرها من الأمور التي تجد الفتيات صعوبة في التخلص منها فيما بعد..

وللاستفسار أكثر عن حقيقة هذه الأدوية اتصلنا برئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك مصطفى زبدي، الذي تحدث سابقا عن هذه الأدوية والأضرار التي تسببها، حيث صرّح “للشروق”، أن هناك بعض الأدوية التي فيها مفعول ثانوي على غرار مضادات الالتهابات “الكورتيكويد” وأدوية الحساسية، إذ تتسبب في السمنة غير الطبيعية، باعتبارها تعمل على تراكم المياه في الجسم خاصة عند تناولها من دون وصفة طبية ومن دون اتباع حمية غذائية خاصة، مضيفا أنّ هذا المفعول تعتبره بعضهن  كأداة وعامل لأجل اقتناء هذا الدواء، ويجهلن كما ذكر زبدي، بأن هذه الأدوية تؤدي إلى مضاعفات جد وخيمة، وطالب في هذا الشأن إلى وعي الصيدليات ومنع بيعها من دون وصفة طبية، كما أنّ هناك بعض الخلطات، كما قال، تباع عند العشابين وهي عبارة عن أدوية أو أعشاب خطيرة تحتوي على مواد كيمياوية قد تكون قاتلة وقد تسبب أضرارا صحية كبيرة كالعقم والإجهاض والإعاقة ونقص الرؤية وغيرها من الأمور، خاصة بالنسبة للأدوية مجهولة المكوّنات.

كما أكد زبدي، أن الظاهرة تكاثرت وتفاقمت عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي صارت تروج بقوة لهذه الأدوية والخلطات مجهولة المكونات، وللأسف أسواق مواقع التواصل مفتوحة ومتاحة للجميع وغير مراقبة.

مقالات ذات صلة