جواهر
أزواجهن يصرون على الطلاق

نساء أمام المحكمة والتهمة إصابتهن بالسرطان!

سمية سعادة
  • 6198
  • 0

خبر واحد ينقله الطبيب للمريضة، وتؤكده التحاليل الطبية، كفيل بأن يكشف نوايا الزوج التي ظلت مستترة خلف حياة مستقرة وصحة جيدة.

فبعد عشرة طويلة، يقرر الزوج أن ينهي علاقته مع زوجته بشكل عاجل لأنها مصابة بالسرطان ونسبة شفائها منعدمة مع مرض تكاليفه باهظة، وآثاره على الجسد قاسية وواضحة، خاصة عندما يتعلق الأمر بسرطان الثدي.

وغالبا ما يحاول الزوج أن يقدم مبررا قويا للتخلي عن زوجته بعيدا عن فكرة عدم الوفاء والتنكر للعشرة، حيث يفسر ذلك بعدم قدرة زوجته على أداء مهامها وواجباتها الأسرية مما يحتم عليه أن يختار زوجة أخرى تتمتع بـ” صلاحية طويلة”ناسيا أنه قد يكون هو الضحية القادمة لهذا المرض..

ذلك ما حدث مع زوج إحدى السيدات المصابات بالسرطان، التي تقول عنها السيدة وسيلة التي التقتها بمستشفى سطيف، إن زوجها منذ أن علم بإصابتها بالسرطان حتى صارحها برغبته في عدم مواصلة حياته معها، فعادت الزوجة إلى بيت أهلها وهي تجر أذيال الخذلان، ولكن بعد فترة قصيرة اتصل بها وطلب منها أن تعود إلى البيت لأنه يريد أن يفاتحها في موضوع خاص اعتقدت أنه سيكون حول الطلاق، ولكنها تفاجأت به يحدثها بألم وحزن عن إصابتها بالسرطان الذي لم يمهله كثيرا وأنهى حياته خلال أشهر قليلة.

وعن نفس الموضوع، تقول إحدى السيدات التي تحفظت على ذكر اسمها، إنه بعد عشر سنوات من الزواج، أنجبت خلاله بنتان وولد، خذلها زوجها الذي كانت تثق فيه لدرجة لا يمكن تصورها.

فما إن تأكدت إصابتها بالسرطان حتى صار يهددها بالطلاق، متجاهلا مواقفها النبيلة معه، وصبرها الطويل على ظروفه السيئة التي جعلتها محرومة من كل ما تشتهيه النفس من طعام وبيت مريح لأنه ببساطة بطّال.

ورغم خطورة المرض الذي تعاني منه، لم تعد هذه السيدة تفكر إلا في اللحظة التي تذهب فيها إلى المحكمة لتنهي حياتها الزوجية وتبدأ معاناة جديدة عنوانها قسوة الزوج وسطوة المرض.

“سكن الموت”

من المؤكد أن الأطراف التي تعمل على الدفاع عن حقوق المرأة المنبوذة والمظلومة تدرك جيدا حجم المعاناة التي تحيط بالمصابات بالسرطان والمهددات بالطلاق، لأن رائحة هذه المعاناة فاحت وانتشرت في أروقة المحاكم، غير أن التفكير في تطبيق الحلول التي توصلت إليها هذه الأطراف مزال بعيد المنال، على غرار المبادرة التي دعت إليها المحامية فاطمة الزهراء بن براهم التي تتلخص في إنشاء بيت أطلقت عليه” سكن الموت” في كل ولاية تأوي إليه المصابات بالسرطان اللواتي تخلى عنهن أزواجهن ولم يجدن من يتحمل مسؤوليتهن.

وحتى القانون الذي طالبت بن براهم باستصداره، والذي يقضي بمنح الزوجة الحق في البقاء في عصمة زوجها وتحت رعايته إلى أن تشفى من مرضها أو يتوفاها الله، لم يأخذ طريقه إلى التطبيق بعد، ولذلك سنسمع بين الحين والآخر عن امرأة تم التخلي عنها من طرف زوجها أو طردت من بيتها، وذنبها الوحيد أنها ابتليت بمرض خبيث.

مقالات ذات صلة