اقتصاد
بعد عام من القطيعة الاقتصادية والتجارية مع مدريد

نزيف للشركات الإسبانية بالجزائر و1.5 مليار أورو خسائر

حسان حويشة
  • 5105
  • 0
أرشيف

أظهرت بيانات لكتابة الدولة الاسبانية المكلفة بالتجارة نزيفا بلا توقف لشركاتها سواء التي تنشط في الجزائر أو لها علاقات تجارية من خلال التصدير، بخسائر فاقت مليارا و500 مليون دولار، بعد عام من قرار السلطات العليا للبلاد تعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار مع هذا البلد الأوروبي.
وكما هو معلوم فإن الجزائر أعلنت في 8 جوان 2022 تعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار مع اسبانيا التي جرى توقيعها عام 2002، بعد الموقف الأحادي والانقلابي لرئيس الحكومية بيدرو سانشيث الذي انحاز لطرح المخزن المغربي فيما يتعلق بحل النزاع في قضية الصحراء الغربية، وتخليه عن موقف الحياد الذي لطالما تبنته مدريد باعتبارها المستعمِرة السابقة وقوة مديرة للإقليم.
وتشير بيانات كتابة الدولة المكلفة بالتجارة نشرها موقع “أوبجاكتيف” الإخباري المتخصص، أن صادرات الشركات الاسبانية هوت في ظرف 11 شهرا وتحديدا ما بين جوان 2022 وأفريل 2023، بـ87.1 بالمائة، نزولا من مليار و755 مليون يورو في الفترة ذاتها من العام الذي سبقها، إلى 227.5 مليون يورو، وهو ما يجعل قيمة الخسائر تفوق 1.5 مليار يورو.
وعلق الموقع على الوضعية بأن نزيف الشركات الاسبانية التي تتعامل مع الجزائر لا يزال مستمرا بشكل “دراماتيكي”.
وحسب المصدر ذاته، فإن متوسط مبيعات إسبانيا إلى الجزائر شهريا كان في حدود 150 مليون يورو، لكنه انتقل عقب انقلاب مدريد بخصوص الصحراء الغربية، إلى 66 مليون يورو في جوان 2022، بعد أن كان في مستوى 197 مليون يورو في ماي، ثم تواصل الانهيار إلى 28 مليونا في جويلية و6.2 مليون في جانفي الماضي.
بمقابل ذلك، بلغت مبيعات الجزائر نحو إسبانيا خلال الفترة ذاتها، أي ما بين جوان 2022 وأفريل 2023، 6 مليار و759 مليون يورو، بزيادة 22 بالمائة، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الذي سبق، ما يعني أن صادرات الجزائر نحو هذا البلد ارتفعت في 11 شهرا إلى 939 مليون يورو.
وحسب نفس المصدر، فإن المفارقة أن صادرات اسبانيا نحو الجزائر تهاوت بشكل استثنائي استعراضي، وبالمقابل تحسنت كثيرا مبيعاتها نحو مدريد بشكل لافت.
ووفق بيانات كتابة الدولة للتجارة، فإن العجز التجاري الإسباني تفاقم لصالح الجزائر خلال 11 شهرا ما بين جوان 2022 وأفريل 2023، إذ سجل 6 مليارات و531 مليون يورو لصالح الجزائر، وهو يتجاوز بـ1.5 مليار (أكثر من 22 بالمائة) العجز التجاري الذي سجل خلال الفترة ما بين جوان 2021 وأفريل 2022، والذي بلغ 4 مليار و64 مليون يورو.
وقبل أيام قليلة سُئل الرجل الأول في الحزب الشعبي الإسباني، ألبيرتو نونيث فيخو، بعد فوزه في الانتخابات المحلية والإقليمية التي جرت نهاية الشهر الماضي، عن مستقبل العلاقات بين الجزائر ومدريد في حال فوزه المرتقب بمنصب رئيس الحكومة، فرد بأن عودة العلاقات مع الجزائر هي إحدى أولويات حكومته المقبلة.
وقال فيخو “لقد قلت ذلك من قبل، إذا وصلنا إلى الحكم سنحاول في المقام الأول استعادة العلاقات مع الجزائر، إنه إرث تركه لنا جميع رؤساء الحكومات السابقين، كانوا جميعا يتمتعون بعلاقات جيدة مع الجزائر والبرتغال، فيليبي غونساليس، ماريا أثنار.. كلهم، لقد كانت دولة عقدنا معها معاهدة صداقة”.
بدوره تعهد القيادي في حزب الشعب والمرشح لمنصب وزير الخارجية في حال الفوز بانتخابات 23 جويلية المقبل، استبيان غونثاليث بونس، قبل أيام، بإعادة مواقف مدريد التقليدية الموافقة لقرارات الأمم المتحدة، واعتبر أنه وجب على مدريد إيجاد موقع لها في شمال إفريقيا يسمح لها أن تلعب الدور التقليدي الذي كانت تؤديه سابقا.

مقالات ذات صلة