رياضة
بسبب تربص المنتخب المحلي والمنافسة الإفريقية

“نزاهة” البطولة في المزاد ونحو حسابات “ضيقة” في الجولة الـ29

الشروق الرياضي
  • 2717
  • 2
أرشيف

تسبب تربص المنتخب المحلي والمباراة الودية أمام المنتخب السعودي، بالإضافة إلى انشغال أندية مولودية الجزائر واتحاد العاصمة ووفاق سطيف، في خلط أوراق البطولة الوطنية وحسابات الجولة الـ29، وعلى وجه التحديد حسابات البقاء والهروب من فخ السقوط، من خلال لجوء العديد من الأندية غير المعنية بالحسابات الرياضية وتهديدات البقاء أو حتى “تحفيزات” المراتب المتقدمة في جدول الترتيب، بخوض مباريات هذه الجولة بتشكيلة من الصف الثاني وإعفاء اللاعبين الأساسيين لأسباب منطقية وأخرى بعيد عن المصلحة العامة والنزاهة الرياضية، الأمر الذي يخدم بعض الأندية المعنية بحسابات البقاء على حساب أندية أخرى منافسة، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول دور الرابطة والفاف في هذه القضية، وهما اللذان يتحملان جزءا كبيرا من هذه المسؤولية.
وكانت الرابطة المحترفة لكرة القدم ومن ورائها الفاف أصرت في وقت سابق على ضرورة إجراء مباريات الجولات الخمس الأخيرة من البطولة في نفس اليوم والتوقيت، لكنها تراجعت بحجة عدم قدرتها على الالتزام بذلك بسبب مشاركة الأندية الجزائرية في المنافسة الإفريقية، ثم تغاضت عن ذلك مرة أخرى حتى بعدم وجود عامل المنافسة الإفريقية أو على الأقل “بعده الزمني” من الناحيتين النظرية والتطبيقية، ويتجسد ذلك بتقديمها لمباراة شبيبة القبائل واتحاد العاصمة من يوم السبت إلى الجمعة، رغم أن الشبيبة معنية بحسابات البقاء رفقة أندية أخرى منافسة، في وقت أن الرابطة كان بمقدورها الالتزام بالبرمجة مادامت مباراة اتحاد العاصمة أمام ممثل كينيا مقررة في نهاية الأسبوع المقبل، وحتى إن تقديم لقاء اتحاد الحراش ومولودية الجزائر غير المعني بأي حسابات كان بإمكانها رفض تقديمه تمسكا بموقفها “التحكمي” في المنافسة.
هذا وأثر تربص المنتخب المحلي وودية السعودية في “نزاهة” البطولة بشكل مباشر، بما أنه جاء في وقت حساس بالنسبة إلى حسابات البطولة الجزائرية، على عكس البطولة السعودية التي اختتمت منذ فترة طويلة، ما يبرز أن هذا التربص والمباراة كان مفيدا للسعوديين أكثر من الجزائريين بدليل نتيجة المباراة، على اعتبار أن الأندية الجزائرية لا يمكنها إشراك لاعبيها الدوليين بعد أن لعبوا أمام السعودية الأربعاء، وخاصة تلك المعنية بلقاءات اليوم الجمعة، فاتحاد العاصمة سيعفي لاعبيه الأربعة بن موسى وعبد اللاوي وشافعي وبن خماسة، ومولودية الجزائر قد تعفي بدورها عزي وشريف الوزاني وبدرجة أقل شاوشي الذي بقي احتياطيا في لقاء السعودية، كما أن شبيبة القبائل لن تستفيد من خدمات بوخنشوش الذي أصيب في المباراة، الأمر الذي يثير التساؤلات حول إصرار ماجر على برمجة هذا التربص والمباراة الودية، التي ضربت نزاهة ومصداقية البطولة في الصميم، ما دام تبرير بعض الأندية لعدم لعبها بالتعداد الأساسي اليوم مثلا، أمرا مقبولا ومنطقيا استنادا على هذه النقطة بالتحديد، ما يعني أن الفاف والطاقم الفني لـ”الخضر” منحت الأندية “سلاحا” لتبرير عدم تمسكها بقواعد اللعب النظيف والنزيه. من جهة أخرى، فإن انشغال أندية مولودية الجزائر واتحاد العاصمة ووفاق سطيف بالمنافسة الإفريقية، وخاصة للاتحاد والوفاق سيدفع هذين الفريقين إلى اللعب بتشكيلة مبتورة أمام فريقي شبيبة القبائل ودفاع تاجنانت على التوالي المعنيين بحسابات البقاء، الأمر الذي يخدم مصلحتهما الحسابية والفنية على حساب فريقي أولمبي المدية واتحاد بسكرة مثلا، المعنيين بدورهما بحسابات البقاء، وهما اللذان يواجهان فريقي نادي بارادو واتحاد بلعباس على التوالي، ليكونا بذلك من أكبر الخاسرين نظريا في هذه الجولة التي تتحكم فيها الحسابات الضيقة والمصلحية على حساب المصلحة العامة والنزاهة الكروية.

مقالات ذات صلة