الجزائر
عضو في الأمانة الوطنية لمنظمة المجاهدين:

“نرفض التعامل مع الأقدام السوداء.. فدماؤنا لا تزال تسيل”

محمد مسلم
  • 2117
  • 20
الشروق
عبد الواحد بوجابر

رفض عبد الواحد بوجابر، عضو الأمانة الوطنية للمنظمة الوطنية للمجاهدين، أي تطبيع مع “الأقدام السوداء”، مهما كانت المبررات، واعتبر الانخراط في هذا المسعى “خيانة” للثورة والشهداء وعموم الجزائريين.
وقال بوجابر لـ”الشروق”: “للأقدام السوداء تاريخ أسود في الجزائر والجميع يعلم هذا”، وتابع متسائلا: “من منا لا يتذكر جرائم هذه الفئة في حق الجزائريين بعد وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962. لقد أنشأوا المنظمة الإرهابية ممثلة في “منظمة الجيش السري” التي كان هدفها وحدها هو تفجير القنابل وقتل الجزائريين من دون تمييز”.
ومضى يقول: “نحن نسميهم الأقدام السوداء، لأنهم ارتكبوا الفظائع في حق الأبرياء، ومن يتحدث اليوم عن إقامة علاقات مع هذه الفئة التي ولغت أيديها في دماء الجزائريين، لم يعايشوا ما قامت به هذه المجموعات الإجرامية، إنهم بعملهم هذا يتجاهلون ما تكبده الجزائريون من معاناة على أيدي هؤلاء”.
وأضاف: “لكن ولحسن الحظ لا يزال البعض ممن عايش جرائم هؤلاء المجرمين على قيد الحياة، وبإمكانهم فضح الممارسات الإجرامية التي ارتكبها غلاة المعمرين الذين لم يكونوا يتصوروا يوما أن تفلت الجزائر من بين أيديهم”.
وشدد القيادي في المنظمة الوطنية للمجاهدين على رفض أي تقارب مع الأقدام السوداء: “إن عموم الشعب الجزائري وبالأخص نحن المجاهدين وأبناء الشهداء، لا يمكن أن نقبل بوجود علاقة للجزائر سلطة وشعبا مع فلول هذه المجموعات الإرهابية مع الجزائر، كما لا يمكن أن نتعاون معهم مادمنا أحياء، وعندما ينقرض المجاهدون فعلى الجزائريين حينها أن يقرروا مصيرهم، غير أنني لا أشك لحظة في أن الجزائريين سيتصدون لمثل هذا المحاولات التطبيعية اليائسة، لأنه لا يوجد جزائري قد سلم من جرائم هذه الفئة، سواء بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة”.
ويعتقد المجاهد عبد الواحد بوجابر أن جرائم “الأقدام السوداء في الجزائر ممتدة ولا تتوقف عند الفترة التي أعقبت وقف إطلاق النار إلى غاية إعلان الاستقلال في الخامس جويلية 1962، مثلما لا تقتصر جرائم هذه العصابات على فئة بعينها من الفرنسيين والأوروبيين الذين استولوا على أراضي الجزائريين وجوّعوهم وأبادوهم”.
وبرأي المجاهد بوجابر فإن “اتفاقيات إيفيان” عالجت قضية الأقدام السوداء وأعطتهم الحق في البقاء في الجزائر، غير أنهم “يدركون أن جرائمهم سوف لن تمر من دون حساب ولذلك فر غالبيتهم خوفا من ارتداد جرائمهم عليهم”.
وانطلاقا من هنا يرفض القيادي في منظمة المجاهدين، مطالبة المعمرين بممتلكاتهم، ويدعو بالمقابل السلطات الجزائرية إلى التصدي لهم، معربا في الوقت ذاته، باسمه وباسم كل المجاهدين، لتمكن البعض من هذه الفئة المنبوذة من استرجاع ما يزعمون أنها ممتلكاتهم.
واستغل الفرصة ليدعو مصالح العدالة إلى عدم التجاوب مع مطالب الأقدام السوداء بخصوص قضية الممتلكات، لأنهم غادروا البلاد بإرادتهم ومن ثم ليس من حقهم الحديث عن ممتلكاته، يقول بوجابر الذي وصف “الأقدام السوداء” بالخونة، ويجب التعامل معهم بما يستحقون، لأن دماءنا لا تزال تسيل، يضيف المتحدث.

مقالات ذات صلة