الرأي

نحن و…”دريم”!

قادة بن عمار
  • 5015
  • 21

من يشاهد الحملة التي تتعرض لها قناة “دريم” لرجل الأعمال المصري أحمد بهجت، والحرب الشرسة التي اندلعت بين الإعلامي المثير للجدل وائل الأبراشي، ووزير الإعلام صلاح عبد المقصود، فإنه وبلا شك سيتساءل: أين موقعنا كجزائريين في خضم هذه الصورة الملونة بالجدل، المثيرة للحراك الفكري والسياسي؟!

وقبل البحث عن اجابات ممكنة لهذا التساؤل المشروع، فلا ضير هنا من الإشارة لكرونولوجيا الصراع بين دريم والإخوان، والتي كانت قد بدأت قبل أيام، حين ظهر القيادي البارز عصام العريان على القناة المثيرة للجدل، متهما احدى مذيعاتها اللامعات “جيهان منصور” بأنها تقبض من جهة ما، بغية تشويه صورة الإخوان، وحينها قامت جيهان منصور برفع قضية ضد العريان، ودخل وائل الأبراشي، صاحب برنامج “العاشرة مساء” على خط المواجهة، متهما قيادات في الإخوان، بينها العريان، بتلقي أموال من القناة لأجل الظهور، مضيفا: نحن ندفع ولا نقبض!

ومع تصاعد المواجهة بين الطرفين، اتضح أن الإخوان المسلمين ومنذ وصولهم للسلطة، فتحوا جبهات الحرب مع طرفين، يمثلان قلعتين من آخر قلاع الليبرالية في مواجهة ما يسميه البعض “أسلمة الدولة أو حتى أخونتها”.. وهما الإعلام والقضاء!

ولا شك أن الجميع يعلم ما آلت اليه المواجهة بين مؤسستي الرئاسة والقضاء، حيث خسرت الأولى في مقابل انتصار الثانية “ولو مؤقتا”… لكن الحرب مع الإعلام ماتزال مستمرة، رغم أن الإخوان سجلوا فيها نقاطا كثيرة.. أغلقوا قناة الفراعين وقاضوا صاحبها توفيق عكاشة.. غيروا أبرز قيادات الصحف القومية ووضعوا فيها “أزلامهم”.. أطاحوا برئيس تحرير جريدة الجمهورية وأيضا الدستور ووو.. واليوم يهددون بإغلاق دريم وقناة التحرير بحجة البث من خارج مدينة الانتاج الاعلامي!

وبالعودة إلى السؤال السابق، عن موقعنا كجزائريين، نعتقد بأننا أضعنا الكثير من الوقت لتكوين مشهد سمعي بصري لامع ومحترم، مشهد يمكن أن يحمي إرادة الشعب ويقف في وجه الفساد وينشر قيم الاختلاف والتغيير.. وحتى اليوم، ومع بداية فكّ الحصار، نشعر أنه وفي ظل نقص المهنية وتخبط جميع القنوات الخاصة، وإفلاس التلفزيون العمومي بجميع قنواته، أضعنا الكثير من الوقت وأهدرنا كفاءات جميلة، هجرت، أو هربت من الرداءة اليوم مثلما فرّت من الموت بالأمس!

متى سيكون لدينا أبراشي جزائري أو محمود سعد جزائري أو حتى منى الشاذلي “بصناعة محلية”!؟ لماذا نلوم الأم بي سي على فتح قنوات في مصر، واتجاه الأموال الخليجية هناك، من أجل الاستثمار وفتح مناصب عمل بالآلاف في الوقت الذي مايزال فيه القطاع السمعي البصري عندنا مرشحا لمزيد من الضياع، بسبب جبن صاحب القرار وغياب الإرادة السياسية التي جعلتنا متأخرين، ونقف في أماكننا يوميا نراقب بحسد كبير، ما يحدث على مستوى الصورة في مصر، وحتى في المغرب وتونس.. حتى لا نقول بلدانا أخرى!

مقالات ذات صلة