-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
اعتبرنه تقديرا للذات:

“نحن متميزات لكننا لسنا متعجرفات”

إيمان بوخاتم
  • 2385
  • 5
“نحن متميزات لكننا لسنا متعجرفات”
ح.م

لكل امرأة  شخصيتها والصفات والطباع التي تجعلها مختلفة عن قريناتها، فهذه فخورة بحسبها ونسبها، وتلك متميزة بمنصبها ونجاحاتها أو جمالها، والأخرى غرها مالها وثروتها، وغيرهن كثيرات ممن لا يستطعن تخيل أنفسهن بدون المميزات التي يمتلكنها، لذلك فمن البديهي أن تكون هناك نقاط اختلاف تميز الواحدة منهن عن غيرها، لكن هل يا ترى حيازتها على بعض الصفات يمنحها حق التفاخر والتباهي للرفع من قيمتها؟ وفي حالة خسارتها لشيء مادي يميزها، هل يمكنها تقبل ذاتها بشكل عادي بعدها؟

الرضا الداخلي.. نعمة مفقودة

الحقيقة التي قد يتفق عليها الجميع أن المرأة إن لم تفرض نفسها ووجودها لن يتقبلها الآخرون وسطهم بسهولة، لكن المهم أن تجعل مكانتها مبنية على أسس متينة لا تزول بزوالها كأن تكون متواضعة وخلوقة  وعلى قدر من الثقافة والعلم، وليس أن تبنيها على أمور ليس لها لا ناقة فيها ولا جمل وهي معرضة لخسارتها في أي وقت لأن دوام الحال من الحال..

إنّ التي تعطي قيمة كبيرة لجمالها مثلا ستفاجؤها السنين بما تتركه من أثر عليها، مما يجعلها مهووسة بعمليات التجميل وكريمات محاربة التجاعيد، لتمتنع بعدها عن الخروج بدون وضع المساحيق، وهذا ما يجعلها تضيّع أحلى مراحل عمرها.

كذلك الأمر بالنسبة لمن غرها المال وجعلها كالخاتم في إصبعه، فهي تداري نقصها الداخلي بمظهرها الخارجي، حتى انها بين ولعها بالأزياء والسيارات والسفريات وسعيها إلى تكوين المعارف والصداقات، تجد أن هدفها الوصول إلى الرضا الذاتي، متناسية أن الجوهر الحقيقي يكمن في القناعة وشكر الله على جزيل النعم.

كل امرأة مميزة .. والكمال لله

تقول إشراق: “بطبيعة الحال لكل مخلوق صفات خاصة تميزه عن الآخرين، لكن لا وجود لشخص كامل الأوصاف لأن الكمال لله فتمتع امرأة مثلا بالجمال لا يبيح لها السخرية ممن تفتقده وعليها التسليم بأنه أمر سائر إلى زوال وكذا التي تتمتع بالغنى عليها أن تتوقع تغير الحال في أي وقت ولا داعي للفخر والتكبر على الفقراء.. وبالمختصر كل امرأة مميزة في نظر البعض وعادية في نظر البعض الآخر لأن تقييم الأفراد يختلف.”

وفي نفس الاتجاه ذهبت رائدة إلى القول: “كل سيدة لديها ما يميزها عن الأخريات سواء في الصفات العقلية أو الجسمانية، وعن نفسي أرى أن ما يميزني هي أخلاقي، لكن لا يحق لأي امرأة التفاخر فالإنسان الحقيقي لا يكون متصنعا  ولا يحتاج أن يتباهى، فالمال والجمال قيم غير ثابتة ولا يجب الاستناد عليها، بل على المرأة أن تعيش لحظتها فحسب فإن فقدتها في يوم من الأيام لن يتسبب ذلك في أذيتها النفسية أو فقدانها لثقتها بنفسها خاصة إذا كانت صاحبة جمال داخلي حقيقي وقناعة بقضاء الله وقدره”.

أما مليكة  فتعتقد أن النجاح يخلق الثقة عند المرأة ولا يعني ذلك بالضرورة  الافتخار والتباهي بل بالعكس لابد أن تكون قدوة لانطلاقة أنثى أخرى نحو النجاح، فالمرأة بطبيعتها  صعب أن تتقبل الخسارات ولكن القوية منهن تحاول التأقلم مع واقعها الجديد والمضي نحو تحدَ جديد وقد تأخذ فترة لإعادة بناء ما تحطم بداخلها. وهو ما توافقها عليه سمية حيث ترى أن تقبل المرأة لنفسها يرجع إلى قوة الشخصية فالتي لا تقبل نفسها على ما حرمت منه تعتبر ضعيفة الشخصية، وأما التي منحت كل تلك الصفات لا يحق لها التفاخر بما تملك بالعكس عليها استغلاله بما يفيدها أو يفيد غيرها.

الاختلاف ميزة والتفاخر عقدة

من منا لم يصادف يوما نماذج لنساء متعجرفات متعاليات تكاد تحسبهن من كوكب آخر، فكل لها ما تراه استثنائيا يدفعها إلى التباهي والتفاخر أمام الملأ وعلى مسامع الجميع فهن لسن كمثيلاتهن من النساء، وفي هذا الصدد جمعنا بعض الآراء لنساء يجمعهن نبذ التفاخر ويميزهن الاختلاف.

نسيمة التي لامست بطرحها صلب الموضوع قالت ” شخصيا أعتبر التفاخر أمام الملأ بما يميزني عقدة في حد ذاته لأن من تمتلك مميزات عليها أن ترقى إلى درجة تقبل الآخرين والتواضع لمستواهم وتباهيها بذاتها عليها أن تترجمه على شكل طبيعة علاقتها بالآخرين وكيفية التعامل معهم والتعاطي مع مختلف وجهات النظر، وتقبل الذات في حين خسرت ما كان يميزها راجع إلى كيفية التعامل معه حين كانت تمتلكه، فمن كانت تركز على جمالها أو مالها أو وظيفتها في التفاخر ستجدها في غالب الأحيان تبكي على الأطلال لتعلل في كل مرة كنت وكنت وكان لدي، محاولة إعطاء حجج لنفسها بأنها لا تزال تمتلك نفس القيمة أمام نفسها والآخرين وتبقى دائما المسألة نسبية”.

عفاف هي الأخرى تؤكد أن “كل واحدة ترى نفسها الأحسن إذا كانت ذات مال أو سلطان أو جمال، لكن لا يحق لها التباهي مهما بلغت من ذلك مبلغا، فعليها دائما توقع زوال تلك النعم لأنها من الله وزوالها ابتلاء منه أيضا.. أنا مثلا دائما أفتخر بنفسي وأشعر ببعض التباهي لكن لم أجرؤ أبدا على إظهار ذلك ولو لأقرب الناس لأنني أحسب حساب يوم تزول فيه كل العطايا ولا ينفع سوى العمل الصالح ونيتي في ذلك التواضع إرضاء لله وكذا حتى لا أشعر من حولي أنه أدنى مني في شيء…”

وبرأي صريح عبرت كاميليا أن تقبل الذات والخلقة من القناعة والرضا بنعم الله عز وجل، فهي ترى أن التفاخر و التباهي لهما جانبين، الجانب الأول يتمثل في الغرور والتعجرف وهما صفتان منبوذتان، أما الجانب الثاني فيسلط الضوء على الثقة في النفس وفرض الاحترام في بعض الحالات، مؤكدة أنها لا تتوانى عن ذكر محاسنها عندما يتجاهلها البعض في بعض المواقف.

الأكيد أنه لا مانع من التمتع بما وهبنا الله من نعم، لكن المهم أن تكون قلوبنا طاهرة محبة للخير، أن نكون راضين عن أنفسها وحياتنا، أن نقدر ونقدس ذواتنا دون الوقوع في فخ التباهي بما ليس لنا الفضل فيه.. أن نكون مستعدين إلى الانطلاق من الصفر في أي لحظة إلى الخسارة والربح إلى السعادة والحزن، فالدنيا فانية.. يوم لك ويوم عليك.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • جزايرية اصيلة

    ماهذا ياحل وحيد انا ارى بانك على الوحدة وحيد وفقط يبقى السؤال اين هو الحل الوحيد ؟؟؟؟ ؛-)
    الحشرات في كل مكان عليك ان تتقبلها لان الله خلقها لحكمة ما اما القبر فكلنا راحلون نسال الله حسن الخاتمة

  • حل وحيد

    كنت امشي تحت الشمس واقول اين يذهب الفر د في كومة حشرات مثل هؤلاء فحدثتني نفسي في نفسي بنفسي عن نفسي الجوهر ليس الحلي ولا فستان اخضر كهذا المهم ان يختبئ الانسان من الحشرات المؤذية

  • حل وحيد

    عن اي جمال تتكلمين

  • الحل الوحيد

    كنت امر كل يوم على مقبرة كبيرة واقر ا تلك الواح قد وافقت يوم الوفاة الشهر والسنة فقلت الفناء لنا

  • حل وحيد

    ربما كل هذا خطأكبير