نجاح “مذهل” لزراعة البنجر السكري بالجنوب
نجحت تجربة غرس منتج البنجر السكري المحلي بعمق أراضي الجنوب في ولاية ورقلة بالتحديد، في عملية رائدة لم تعرفها الجزائر منذ الثمانينات من القرن الماضي، قبل أن تتوقف، وتصبح مصانع التحويل التي ظلت تشغل ما يتطلب من السلطات العليا، استحداث صيغ تمكن من إعادة استغلالها أو إنجاز أخرى مرافقة للمستثمرات المهتمة بهذا المجال، بهدف تقليص فاتورة الاستيراد التي تكلف خزينة الدولة ما يربو عن 2 مليار دولار.
وأوضح رئيس الاتحاد الوطني للمهندسين الفلاحيين، منيب اوبيري، في تصريح لـ”الشروق”، أن الأوضاع المناخية والطبيعية أثبتت ملاءمتها لزرع البنجر السكري بالجنوب، وخير دليل على ذلك التجربة الرائدة التي نجح فيها أحد المزارعين بغرس 300 هكتارـ على أن يستمر في العملية الشهر المقبل لزرع نحو 500 هكتار أخرى، لا سيما أن المنتج أثبت نجاحا مبهرا بعدما وصل وزن الحبة الواحدة منه إلى نحو 10 كيلوغرامات، كما يمكن أن يمنح من 70 إلى 80 طنا في الهكتار، مشيرا أن المنتج يملك العديد من الخاصيات، فبالإضافة إلى إنتاج السكر، يقدم علفا للحيوانات كما يمكن تعميم العملية التي لها قيمة اقتصادية عالية، وتقليص فاتورة الاستيراد.
وعاد المتحدث إلى عقدي السبعينيات والثمانينيات، حين كانت زراعة هذا المنتج مزدهرة بالجزائر، كما كانت هناك مصانع تحويل مختصة في صناعة السكر، بكل من مستغانم وخميس مليانة فضلا عن قالمة. قبل أن يعرف المجال ركودا واندثارا وتتعرض المصانع للإغلاق والبيع بالدينار الرمزي للخواص دون استغلال وأبوابها لا تزال موصدة لظروف ما، وأضاف المتحدث أن ولاية الوادي هي الأخرى دخلت تجربة إحياء زرع البنجر السكري، لتنويع الزراعة خارج البطاطا وغيرهاـ بعدما أثبت مناخ وتربة المنطقة إمكانية زرعه بعدما اقتصرت هذه الزراعة في الماضي على مناطق الشمال فقط، مشيرا أن مهمتهم اليوم ترتكز على توسيع المساحات المزروعة بهذا النوع، لضمان كثافته وتغطية الطلب مع ضرورة تدخل السلطات العليا لمرافقة الفلاح والمستثمر لتدعيم تلك المناطق بمصانع تحويل في عين المكان وتوفير النقل، المسالك والطرقات فضلا عن الكهرباء والمياه، وتصدير الفائض إلى الخارج.
وعن جودة المنتج، قال اوبيري إن التجربة، حققت ما لم يكن في الحسبان، حيث يفوق المقاييس العالمية بالدول المتقدمة بعدما ثبت أن نسبة السكر في البنجر المحلي تقدر بـ22 بالمائة، متقدمة على البنجر الأمريكي الذي تقدر نسبة السكر فيه ما بين 12 إلى 14 بالمئة.