الجزائر
دعوات إلى تنظيف أماكن جمعها تجنبا للرّوائح

نجاح حملة جمع جلود الأضاحي المُستمرّة..

نادية سليماني
  • 575
  • 0
أرشيف

لقيت الحملة الوطنية التحسيسية لجمع جلود الأضاحي، نجاحا ملحوظا بتجاوب المواطنين معها وجمعهم جلود أضاحيهم “سليمة” في أماكن مخصصة لها. والحملة أطلقتها كنفدرالية الصناعيين والمنتجين الجزائريين وتحت إشراف مجمع “جيتكس” وشاركت فيها جمعيات حماية المستهلك والمرصد الوطني للمجتمع المدني إضافة إلى شباب متطوعين، تولوا مهمة توزيع منشورات، ملصقات، أقمصة وقبعات قبل العيد ترويجا لهذه الحملة.
وقفت “الشروق” في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، على مشاهد تخص جمع جلود الأضاحي لكل من حي درقانة ببلدية برج الكيفان، وببلدية باش جراح بالجزائر العاصمة، بحيث وضع المواطنون جلود أضاحيهم في أماكن مخصصة لها، لتقوم بعدها شاحنات مخصصة بنقلها نحو أماكن تجميعها ثم تحويلها لجلود. وما لاحظناه تواجد مادة الملح بالأماكن المخصصة لجمع “الهيدورات”، في حال تعذر على المواطنين وضع الملح على الجلد بمنازلهم، خاصة وأن تمليح “هيدورة واحدة” يحتاج قرابة 2 كلغ من الملح.
وأكد عمال تواجدوا بأحد أحياء درقانة، أن كمية الجلود المجموعة في أول أيام العيد الحالي كانت معتبرة مقارنة بأول عيد السنة المنصرمة، مرجعا السبب لنجاح العمليات التحسيسية والتوعوية التي نظمتها الجمعيات والسلطات المحلية.

مواطنون يحرصون على سلامة “الهيدورة”
وحاول المواطنون قدر المستطاع الحفاظ على جلود أضاحيهم سليمة من أي خدوش أو تمزقات خلال عملية السلخ، بحسب توصيات المشرفين على الحملة الوطنية لجمع جلود الأضاحي، لأن غالبية الجلود المجموعة تكون في وضعية “تلف”، فمثلا ببلدية برج البحري شرق الجزائر العاصمة، وبحسب ما أكد متطوع بالحملة لـ” الشروق”، فقد تم جمع 300 جلد أضحية في أول أيام العيد، 60 واحدة منها فقط كانت في حالة سليمة، والباقي لا يصلح لتوجيهه نحو مصنع الجلود، بسبب كثرة الثقوب فيه، وسيتم توجيهه نحو مركز ردم النفايات.
وتفاوتت العملية عبر مختلف ولايات الوطن، فبولاية قالمة تم جمع 3800 من الجلود في أوّل أيام العيد الأضحى تمّ تحويلها نحو مصنع الجزائرية للجلود ومشتقاته بولاية باتنة.
وعملية جمع الجلود لا تزال مستمرة، وقد تستمر لأسبوع كامل بعد العيد، لأن مادة الملح تحافظ على سلامة الجلود.
واختلفت الشعارات التي أطلقتها منظمات المجتمع المدني وجمعيات حماية المستهلك للتحسيس بأهمية جمع جلود الأضاحي، ومنها “في يوم عيدنا نبني صناعتنا وننقي محيطنات ونساهم في غد مشرق لأبنائنا”، وشعار “ما ترميهاش.. تمّ فايدتنا” وشعار آخر “ضحّ واسلخ مليح أو ملح باش تساهم بهيدورة تصلح”.
وتندرج الحملة، بحسب المشرفين عليها في إطار نشر التوعية وثقافة رسلكة النفايات التي تستفيد منها المؤسسات الصناعية على رأسها مجمع “جيتكس” الذي يساهم في صناعة منتجات جزائرية بمادة أولية محلية، وهذا ما يساعد على تشجيع هذه الصناعة التي توفر مناصب شغل وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
ويشار إلى أن حملة جمع جلود الأضاحي، جمعت السنة المنصرمة مليون ومئتي جلد أضاحي، استفادت منها مؤسسة جيتكس في صناعة الحقائب الأحذية. بينما يتوقع المشرفون على الجملة جمع قرابة 3 ملايين من الجلود خلال هذا العيد، بسبب تجاوب المواطنين “الكبير” مع العملية.

“هيدورات” مرمية بمواقف النقل العمومي..!
وفي الجهة المقابلة، فضل مواطنون رمي جلود أضاحيهم وبصفة عشوائية في الشوارع وبين الأزقة الضيقة وبالقمامات، دون تكليف أنفسهم عناء وضعها في أكياس بلاستيكية لدرجة شاهدنا “هيدورة” مرمية بالقرب من محطة ترامواي باب الزوار بالجزائر العاصمة، ربما نقلتها للمكان كلاب ضالة، أو وضعها صاحبها بالمكان.
والظاهرة أزعجت المواطنين، في ظل التعفن السريع للجلود بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الحشرات الضارة حولها، كما أن رائحتها تجلب الكلاب الضالة للأحياء والتجمعات السكنية.
بينما أكّد مواطنون أنّ بعض المساحات التي خصصتها السّلطات المحلية لجمع جلود الأضاحي، هي عبارة عن ملاعب كرة قدم وأخرى مخصصة لبيع السيارات، ما جعلهم يناشدون السلطات المحلية التنظيف الجيد لهذه الفضاءات بمجرد انتهاء حملة جمع الجلود، تفاديا لانشتار الروائح الكريهة.

تخوّفات من رميها بقنوات الصرف الصحي
وفي هذا الصدد، أكد عضو المنظمة الجزائرية للدفاع عن المستهلك “حمايتك”، ي. كعبوش، أن التخوف الأكبر في سلوك الرمي العشوائي لجلود الأضاحي من طرف المواطنين، هو رميها داخل قنوات الصرف الصحي، ما يتسبب في انسدادها وحصول فيضانات مع سقوط أول زخات المطر. وقال: “الروائح الكريهة والكلاب الضالة يمكننا التحكم فيها، ولكن انسداد بالوعات الصرف الصحي كارثة”.
وأكد أن منظمة “حمايتك” تواصل، منذ أول أيام العيد إلى اليوم، حملتها التحسيسية، المتعلقة بتنظيف المحيط من مخلفات العيد، عن طريق توزيع مناشير ومطويات على المواطنين، عبر مختلف الولايات، تتضمن نصائح وإرشادات.

مقالات ذات صلة