-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تحت شعار القفة مقابل الصوت الانتخابي

ناشطون في العمل الخيري يتسابقون نحو البرلمان على رقبة المعوزين

سمير مخربش
  • 932
  • 3
ناشطون في العمل الخيري يتسابقون نحو البرلمان على رقبة المعوزين
أرشيف

تحرك بعض الناشطين في الجمعيات الخيرية لركوب موجة الانتخابات التشريعية القادمة، والطمع في البرلمان معتمدين على الصدقات التي منوا بها على الفقراء والمساكين، والتي آن الأوان لاستغلالها كورقة انتخابية تحت الشعار القفة مقابل الصوت الانتخابي.

بداية وجب التأكيد أن هناك عديد الخيرين والناشطين في الجمعيات الخيرية لهم عمل تطوعي يبتغون به وجه الله، وهم صادقون في ذلك وقد رفعوا الغبن عن عائلات حكم عليها بالفقر المؤبد. لكن في الجهة المقابلة هناك من ركب موجة العمل الخيري بلا وازع ديني ولا إنساني، بل يبتغي جزاء من نوع آخر اتضحت ملامحه هذه الأيام مع اقتراب موعد التشريعيات. فعلى الساحة السياسية تجد الآن رؤساء الأحزاب قد خرجوا من جحورهم رفقة من تبقوا من مناضليهم لتسول الأصوات وقبلها إمضاءات الاستمارات، لكنهم ليسوا وحدهم بل معهم أيضا الناشطون الجمعويون بمختلف أطيافهم، وهم الذين استغلوا الجمعيات كغطاء لنشاط سياسي مخفي يظهر في مثل هذه المناسبات وفي مقدمة هذه التنظيمات تجد بعض الجمعيات الخيرية أو التي رفعت راية الخير وورقة الانتخاب بعمود واحد. فجمعوا بين الخير والسياسة ومثلهم كمثل الذي جمع بين الأختين. فقد آن الأوان في نظرهم لرد الخدمة وتغيير اتجاهها من الفقير إلى المتبرع بعدما كانت في اتجاه واحد، وهو الوجه الآخر للعمل الخيري الذي امتطاه بعض الطفيليين من الذين لم ينجحوا حزبيا وسياسيا فلجأوا إلى الجمعيات الخيرية التي تهتم بشؤون الفقراء والمعوزين والأرامل والأيتام، وهي شريحة هامة تصلح لملء الوعاء الانتخابي عند من لا يعرف الحياء، فكل فقير أو مسكين له إصبع آن الأوان لاستغلال بصمته في استمارة تعد بداية الطريق نحو البرلمان.

أحد هؤلاء الذين يصنفون أنفسهم مع الناشطين الجمعويين جهر بالدعوة وأطلق نداءه في العلن: “أين هم الذين ساعدناهم بالأمس عليهم اليوم رد الجميل وسنتحاب على كل شيء أخذوه”، بعبارة أوضح يريد أن يقول ما أخذوه من حبات عنب عليهم أن يعيدوه بالعنقود. وأما رئيس جمعية أخرى فلم يتردد في استغلال قائمة الفقراء التي اعتاد العمل عليها ليحوّلها هذه المرة الى قائمة صوتية ومادة حيوية لملء استمارات الترشح، مع العلم أن كل المعلومات جاهزة وما على ذلك المسكين إلا أن يحضر إصبعه ويبصم على أنه مؤيد لذاك المترشح وللاحتيال والاستغلال أيضا.

بعض الناشطين في الجمعيات وفي مثل هذه المناسبات عادوا إلى قوائم الأسماء المسجلة في هواتفهم ودعوا أصحابها لمشاركتهم الوليمة الانتخابية التي تعني في الحقيقة نعي الأخلاق والمبادئ، فكل من أخذ قفة عليه أن يحاسبهم بإصبعه وصوته وإن رفض سيقطعون يده عن القفة ويكتمون صوته الذي اعتادوا على سماعه عند طلبه للصدقة. وتؤكد أرملة أنها تلقت دعوة في شكل استدعاء من رئيس الجمعية للالتحاق بالمقر مرفوقة ببطاقة التعريف دون توضيح الأسباب التي تبدو واضحة بعد تحديد موعد الانتخابات. وقد تبين من خلال هذه الاتصالات التحتية أن الأرامل في مقدمة المستهدفين لأن هذه الفئة تسمى بالأرامل في العمل الخيري لكن في النشاط السياسي يتحول اسمها الى الفرع النسوي المكلّف بإكمال القوائم وجمع الاستمارات والأصوات، وهي الفئة التي تصلح أيضا للحملة الانتخابية وتكثيف السواد في القاعات.

مثل هذه التصرفات أثارت حفيظة بعض المحسنين الذين اعتادوا على دعم مثل هذه الجمعيات بدأوا يفكرون في وقف التموين، لأن أموالهم التي كانت موجهة للفقراء غيرت مسارها لفائدة الطامعين في البرلمان، وهو خروج عن قواعد الصدقة والعمل الخيري الحقيقي، ولذلك يطالب البعض سلطة مراقبة الانتخابات بالتدخل وإضافة شرط عدم استغلال العمل الخيري للترشح في الانتخابات لأن ذلك يعد نوعا آخر من الفساد وشراء للذمم واستغلال للمعوزين.

هكذا هو العمل الخيري لدى البعض يبدأ بقفة فيها السميد والمصبرات والعجائن والزيت الذي انسحب من اللعبة في الوقت الحالي وارتقى الى مستوى أعلى، وينتهي بتعبيد الطريق نحو البرلمان باستغلال الغلابى الذين يستجيبون للنداء الدنيء مكرهين غير آبهين بمن اعتلى قبة البرلمان، وهم على الأقل لازالوا يملكون ورقة يحفظون بها قوت يومهم، وفي الحقيقة هم ضحايا العمل الخيري المنحرف الذي تبناه أولائك الذين يرضون أكل الميتة، فأضحى الخير شرّا فسدت معه النيات وغاب عنه الأمان مادام الهدف هو البرلمان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • خليفة

    نسبة كبيرة من الجمعيات الموجودة على الساحة الوطنية ،انشءها اصحابها لاغراض سياسية و نفعية خاصة ،و حسب هذا المقال بدءا ينكشف وجهها الحقيقي و نواياها الخبيثة ،و عليه ينبغي على المواطنين ان يكونوا في يقظة تامة في التعامل مع هذه الجمعيات ،و لوقف التهافت على البرلمان ،كان ينبغي على الدولة ان تعيد النظر في رواتب النواب ،و ان تنزع كل المزايا التي كانوا يتمتعون بها ،و ذلك لترشيد نفقات الدولة من جهة و لتحقيق العدالة الاجتماعية بين الجزائريين من جهة اخرى

  • Bachebdi

    عندك حق والله هذه هي الحقيقة و لاكن هناك ناس مازالو في الخبر ولاكن يخدمو في السترة و ان يترشحو. وانا منهوم خويا سمير. انا مناظل في البيئة وابقى إنشالله حتى أموت.

  • مهلوب

    ناشطون في العمل الخيري يتسابقون نحو البرلمان على رقبة المعوزين . ... غالبية هؤلاء الذين ينشطون في العمل الخيري لهم أجندات ميكيافيلية وهذا ليس وليد اليوم بل يعود الى تسعينيات القرن الماضي فقد تسابقوا للأعمال الخيرية في زلزال بومرداس 2003 وفي فيضانات باب الوادي 2001 ............ لكن لأغراض خبيثة أهمها تقوية صفوفهم لتنفيذ أجنداتهم .