الجزائر
أولياءهم انتقدوهم وقارنوهم بأصحاب المعدلات المرتفعة

ناجحون في البكالوريا بمعدل 10..”يافرحة ما تمت”!

نادية سليماني
  • 5691
  • 9
أرشيف

اشتكى كثير من التلاميذ الناجحين في البكالوريا من سوء المعاملة التي تلقوها من أوليائهم، بسبب حصولهم على معدل نجاح لا يتعدى 10 على 20، وهو المعدل الذي رأت فيه العائلة “إهانة وعدم تشريف ” في ظل المعدلات المرتفعة التي تحصل عليها ناجحون آخرون وفاقت 18، والويل لهم إذا كان المتفوقون من الجيران أو الأقارب… !!
سلوكات غريبة وغير مقبولة أقدم عليها كثير من الأولياء بمجرد ظهور نتائج البكالوريا، فالبعض لم يتقبل حصول ابنه أو ابنته على معدل نجاح يساوي 10، فأسمعوهم أبشع أنواع الذمِّ والقدح و”المُعايرة”، والسلوك تسبب في عقد وصدمات نفسية للتلاميذ، وحرم الناجحين من فرحة البكالوريا على غرار أقرانهم.
“وسيلة” من عين النعجة بالعاصمة، ناجحة في البكالوريا بمعدل 10.22 في شعبة العلوم الطبيعية، فرحتها كانت كبيرة جدا عندما تحصلت على أس أم أس النجاح، لتتحول فرحتها وفي ثواني إلى حسرة، بعدما سارعت والدتها للسؤال عن معدلها، وبمجرد علمها بأنه لم يتعدّ الـ 10، فأسمعتها في الحال كلاما قاسيا، حيث قالت لها حسب تصريح محدثتنا “10 وراكي فرحانة بروحك”، وتمنت الوالدة أن لا تتحصل ابنة الجيران على معدل جيد.. وتضيف وسيلة “تجاهلت والدتي كليا موضوع نجاحي وبدأت تسأل عن معدل ابنة الجيران، وعندما علمت بأنه 14.50 كاد يغمى عليها من الحزن”.
وأمضت محدثتنا أسوأ أيامها بعد نجاحها، لدرجة فكرت في الانقطاع عن الدراسة الجامعية، انتقاما من عائلتها.
قصة أخرى لتلميذة معيدة لأكثر من مرتين في المرحلة الثانوية، والأخيرة لم تفرح عائلتها بنجاحها في البكالوريا بمعدل 10، بل قالو لها “أقرانك تخرجوا من الجامعة وأنت تفرحين بالنجاح مع تلاميذ أصغر منك سنا”.
وفي الموضوع، تأسف المختصون في علم النفس لما اعتبروه سلوكات سلبية وهدامة من الأهل، قد تُدمر مستقبل أولادهم وتدفع بهم إلى الهاوية، وفي هذا قالت المختصة مونيا درّاحي “كثير من الأهل يدفعون بأبنائهم إلى الانتحار أو تعاطي المخدرات أو الهروب من المنزل، بسبب كلامهم القاسي والمدمر للنفسية”، وأضافت “جعلت بعض العائلات من البكالوريا مفتاح المستقبل خاصة للفتيات، وكأن من ترسب في نيل الشهادة محكوم عليها بالإعدام، في وقت نرى أن كثيرا من الناجحين في حياتهم هم من خريجي التكوين المهني أو أصحاب الحرف، على غرار الخياطات والحلاقات والبناؤون والمقاولون، في وقت نصادف كثيرا من المتفوقين في الدراسية غارقون في البطالة منذ تخرجهم من الجامعات.
وتؤكد دراحي أنها استقبلت سابقا كثيرا من الأبناء يحملون ضغينة لأوليائهم، بسبب سلوكات أقدم عليها الأب أو الأم بقصد أو عن جهل، ولذلك تناشد العائلات خاصة الأمهات، بضرورة الفرح بنجاح أبنائهم مهما كانت معدلاتهم، وعدم مقارنتهم بأبناء الغير، وإلا فالنتيجة ستكون وخيمة ومدمرة لنفسية الابن، والذي يكبر مليئا بعقد نفسية وصراعات داخلية وحقد دفين على العائلة والمجتمع، قد يدفعه للانتحار أو كٌره والديه للأبد.

مقالات ذات صلة