الرأي

مُسيّرات “الهُدهد”: صور حقَّقت أهدافها…

محمد سليم قلالة
  • 1265
  • 0

نَشَر “حزب الله”، أمس، ما التقطته مُسَيَّرات “الهدهد” من شمال الكيان الصهيوني وبالضبط من مدينة حيفا المحتلة من صور لمناطق حَسَّاسة وأهداف حربية محتملة، في الوقت الذي يزور فيه “عاموس هوكستين”، المبعوث الأمريكي الخاص لبنان في محاولة لمنع توسّع الحرب في شمال فلسطين المحتلة وجنوب لبنان، وفي الوقت الذي تواصل فيه قوات جيش الاحتلال الصهيوني قتل الأبرياء في غزة وحرق وجرف وتدمير البيوت من على رؤرسهم… ويبدو أن تلك الصور حققت أهدافها مباشرة…
عند قراءة بنك الأهداف التي حدّدتها هذه المُسَيَّرات بدقة، يتبين لنا ذلك على أكثر من مستوى:
ـ في المستوى الأول: تتجلى لنا بوضوح العلاقة الإستراتيجية بين ساحات المقاومة في فلسطين ومن حولها في لبنان واليمن والعراق، ويتضح لنا أنها المرة الأولى التي بلغ فيها التنسيق بين أربع فصائل مقاومة محيطة بالكيان إلى هذه الدرجة من الدقة والفعالية، كما يتضح لنا أن هناك تقليصا واضحا للهوة التكنولوجية التي كانت في السابق تفصل الكيان الصهيوني عن جيرانه، وزيادة في قوة الردع لدى الطرف المقاوم على ما كانت عليه قبل 10 سنوات من اليوم.
يكفي الاطلاع على بنك الأهداف التي حدّدتها بدقة مُسيَّرات “الهدهد” أو ما جاء به الهدهد، على حد تعبير إعلام المقاومة اللبنانية، لنعرف ذلك.
ـ أولا تم التوغل بعمق ما بين 20 و40 كلم داخل شمال فلسطين المحتلة وتم تصوير أكثر من موقع للقبة الحديدية ومقلاع داوو والعصا السحرية ومنظومة السهم، بدون أن تستطيع كل هذه المنظومات التي يزعم الكيان أنها الأكثر فعالية في العالم من رصدها.
ـ ثانيا لم يتم تصوير المنطقة جوا بشكل عام فقط لأن ذلك متوفر الآن بأكثر من وسيلة (برغم أن خرائط غوغل تمنع ذلك منعا باتا للهوات والمحترفين)، إنما تمت تسمية كل موقع بما يحتويه وتم الإعلان عن طبيعته مما يدل على أن عمليات الرصد والاستعلام عن هذه المواقع كانت منذ مدة طويلة، فقط لزم تأكيد ذلك على المباشر وفي الوقت الذي تصاعد التهديد من الكيان لغزو شامل للبنان وتخريب عاصمته بيروت مثلما تم تخريب البنى التحتية في غزة، بما يعني أن رد المقاومة اللبنانية سيكون دقيقا ومدروسا مسبقا.
ـ ثالثا يكفي أن نعرف طبيعة الأهداف التي رصدها “الهدهد” لكي نُدرك طبيعة الرسالة الموجهة لـ”هوكستين” وهو يتفاوض مع القيادات اللبنانية حول مصير هذه الجبهة وعلاقتها بما يحدث بغزة.
من بين هذه الأهداف والأكثر خطورة التي يمكن أن تصيبها مسيّرات وصواريخ المقاومة اللبنانية:
ـ أكبر مجمع للصناعات العسكرية الصهيونية (مصانع رفائيل لإنتاج العتاد الحربي)، مصانع المكونات الصاروخية، مصانع أنظمة التحكم والتوجيه، أنفاق اختبار الصواريخ، رادارات التجارب الصاروخية، مخازن محركات الصواريخ، مخازن صواريخ الدفاع الجوي… إلخ)
ـ الأهداف الإستراتيجية بميناء حيفا: قاعدة ميناء حيفا العسكرية المسؤولة عن الساحة البحرية، مبنى وحدة الغواصات، غواصات رئيسية صهيونية ساعر 4 و5 و6.
ـ منصات القبة الحديدية ومقلاع داوود في المنطقة التي كان يُفتَرَض أن تعترض وتدمر مسيّرات “الهدهد”.
ـ أكبر تجمع عمراني عالي الكثافة في المنطقة (260 ألف نسمة) وكذلك مساكن القوات النظامية وأكبر محطة كهرباء في حيفا، وخزانات الوقود والمواد الكيماوية الخطرة… إلخ.
بما يعني أن أي هجوم واسع على بيروت بطائرات F35 الأمريكية أو بصواريخ أخرى والعمل على تدمير بنيتها التحتية أو المساس بأمن المدنيين بها، سيُقابل بالمثل، والأهداف محدّدة الآن وعلى المباشر..
وهذه رسالة أكثر من واضحة لقيادة الكيان الصهيوني وللقيادة الأمريكية تقول: انتهى زمن إخضاع المنطقة بقوة السلاح، وإذا أردتم ألا تشتعل جبهة لبنان أكثر، وأن تتوقف المقاومة اليمنية والعراقية عن ضرب الأهداف المشروعة التي حدّدتها، عليكم بوقف العدوان على غزة، وتمكين الشعب الفلسطيني من العيش بسلام…
وقد وصلت الرسالة.. يكفي متابعة الإعلام العبري والبلبلة الحاصلة داخل الكيان قيادة ورأي عام بعد رسالة “الهدهد” لنعرف ذلك.. وتلك الأيام نداولها بين الناس..

مقالات ذات صلة