رياضة
"الفيفا" مطالبة بالتدخل لتفادي خلط السياسة بالرياضة

موقف الاتحاد يحرج “الكاف” ويفضح أطماع لقجع والمخزن

صالح سعودي
  • 4869
  • 0

خرج اتحاد الجزائر منتصرا من الناحية المعنوية، بعدما تشبث بموقفه القاضي بعدم مواجهة نادي نهضة بركان بملعب هذا الأخير لحساب إياب الدور نصف النهائي من كأس “الكاف”، بسبب إصرار الفريق المغربي على اللعب بقمصان تتضمن الخريطة المزعومة، وهو الأمر الذي يحرج “الكاف” مثلما يفضح ممارسات أذناب نظام المخزن بقيادة فوزي لقجع، كما يضع “الفيفا” في الصورة حتى تتحمل مسؤولياتها في ظل الخلط الحاصل بين الرياضة والسياسة.

كما كان منتظرا، فقد قرر اتحاد الجزائر عدم لعب مباراة العودة من نصف نهائي كأس “الكاف” أمام نهضة بركان، وهذا بسبب السيناريو السخيف الذي لجأ إليه الطرف المغربي بكثير من الاستفزاز والابتزاز دون مراعاة أخلاقيات كرة القدم وقوانينها، بعدما أصر مجددا على لعب مباراة العودة بقصمان تحتوي على الخريطة الوهمية في سيناريو مماثل للذي عرفه لقاء الذهاب بمركب 5 جويلية، ما جعل أسرة الاتحاد ترد بالمثل على الفريق المغربي في ملعب هذا الأخير، في انتظار الفصل النهائي في هذه القضية التي خلفت الكثير من ردود الأفعال على الصعيدين القاري والدولي، وسط استماتة أسرة اتحاد الجزائر على موقفها المستمد من مواقف الدولة الجزائرية المناهضة لكل أشكال الاستدمار وهضم حقوق الغير، خاصة وأن الأمر يتعلق بزج الفريق المغربي للرياضة في السياسة لتحقيق غايات وأطماع معروفة من طرف نظام المخزن الذي بات يسلك جميع الأساليب السخيفة والمرفوضة منطقيا وأخلاقيا وقانونيا، من أجل مصالح ونظرة ضيقة، حتى إنه لا يتوانى في الاستثمار في الجانب الرياضي لتحقيق أهداف سياسية توسعية في منطقة محل نزاع وسط إصرار الشعب الصحراوي على نيل حقوقه وحريته، وبالمرة طرد المحتل المغربي من أراضيه.

ويجمع الكثير من المتتبعين بأن الطرف المغربي قد وظف جميع السبل في استغلال هذه المناسبة الكروية في مسائل سياسية ضيقة وفي قضية إنسانية جعلت الجزائر تتخذ موقفا واضحا تجاهها، وهو ضرورة أن ينال الشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير، في سيناريو لا يختلف على التضامن غير المطلق مع الشعب الفلسطيني الذي له الحق في دولة مستقلة بجميع ترابها وعاصمتها القدس الشريف. وفي الوقت الذي عمل الإعلام المغربي على نهج أسلوب النفاق باتهام الجزائر بخلط السياسة بالرياضة، إلا أن الكثير أكد أن مثل هذه المراوغات الكلامية ينطبق عليها المثل المعروف “لا يقول السفيه إلا ما فيه”، وهذا وسط تأكيد واضح ومكشوف بأن المغرب هو الذي يزج بالرياضة في وحل السياسة بعدما فشل في تحقيق أطماعه التوسعية بلغة السياسة والشق العسكري، فراح يسلك طرقا ملتوية جعلته يقوم بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، إضافة إلى توظيف الرياضة بطريقة مفضوحة، سواء في لقاء اتحاد الجزائر أمام نهضة بركان أم خلال منافسات ودورات رياضية ودية ورسمية أقيمت في المغرب.

ويذهب المتتبعون لقضية لقاء نهضة بركان أمام اتحاد الجزائر إلى القول بأن أبناء سوسطارة قد تحلوا بموقف مشرف على أكثر من صعيد، وهو موقف مستمد من السياسة الحكيمة للدولة الجزائرية التي تناهض كل أشكال الاستدمار، ناهيك عن مثل هذه الممارسات السخيفة التي تخلط بين الرياضة والسياسة في سيناريوهات خاسرة وغير مجدية، وهو الأمر الذي جعل الموقف الشجاع لاتحاد الجزائر يفضح ممارسات وأطماع فوزي لقجع ونظام المخزن بشكل عام، مثلما أحرج الكاف التي وضعها في الصورة، شأنها في ذلك شأن الفيفا المطالبة باتخاذ قرارات صارمة لتفادي خلط السياسة بالرياضة، وهو الأمر الذي يعد من صميم مبادئها وقوانينها حفاظا على سمعتها وشرعيتها في الحركة الكروية العالمية.

مقالات ذات صلة