-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
هيئة "الفورام" تدق ناقوس الخطر وتحذر من أمراض سرطانية

موضة تقوية العضلات بالمراهم والهرمونات تفتك بصحة الشباب

وهيبة سليماني
  • 757
  • 0
موضة تقوية العضلات بالمراهم والهرمونات تفتك بصحة الشباب
أرشيف

في ظل أزمة كورونا، وما خلفته من آثار عميقة في جميع جوانب الحياة، أصيب الكثير من الجزائريين بحالة الاكتئاب والإحباط، ولم يعد عند البعض مجال التطوير لتنمية الفكر والانشغال بمجالات الترفيه والمتعة في الحياة، وأمام هذه الحالة النفسية وجد البعض في القوة الجسدية والمظهر أسلوب في العيش والابتعاد عن الملل والتمرد عن الحياة كانتقام غير مباشر أو كعزاء نفسي لنسيان أجواء الوباء الذي لا يزال يطارد البشرية.. المراهم، والمكملات الغذائية والهرمونات المقوية للعضلات أصبحت محل اهتمام واسع من طرف الشباب في الآونة الأخيرة، وخاصة من طرف الممارسين للرياضة في القاعات الخاصة.

وقد راجت في الجزائر العاصمة، كغيرها من المدن الكبرى، محلات بيع مكملات غذائية وهرمونات، يقبل عليها شباب راغب في تكبير العضلات، وغالبا ما تكون هذه المحلات تابعة لقاعة الرياضة التي يمارس فيها هؤلاء رياضتهم المفضلة، ولم يقتصر الأمر على الرجال فقط، فحتى بعض الفتيات اللواتي يمارسن الرياضة الخاصة بالجيم، وكمال الأجسام يقبلن على تناول عقاقير ومنشطات هي عبارة عن أدوية هرمونية تباع بأثمان تكون أحيانا في متناولهن.

وفي جولة استطلاعية إلى أحد محلات بيع المراهم وهرمونات تقوية العضلات ناحية حسين داي، كشف لنا أحد فؤاد وهو شاب في ال25سنة، أن المنشطات والعقاقير الهرمونية هي أدوية بروتينية ومكملات غذائية نتاج مواد كمياوية.

وفي الجزائر الوسطى، يوجد عدة محلات تبيع عقاقير وهرمونات لتقوية العضلات، حيث أكد احد الباعة، أن توجيه الزبائن يكون غالبا من طرف أصحاب قاعات رياضة الجيم، وأن هذه الأدوية تباع هكذا دون وصفات طبية، موضحا أن الإقبال في الآونة الأخير أصبح ملحوظا، لاسيما أن أسعار بعضها لا تتجاوز 500دج.

وفي هذا الإطار، حذرت الهيئة الوطنية لترقية الصحية وتطوير البحث “فورام” من مخاطر رواج المراهم والمكملات الغذائية وهرمونات تقوية العضلات، وقالت المنظمة إن الظرف الصحي والتلقيح، يجعل تناول مثل هذه الأدوية أكثر ضررا بصحة الشباب، حيث في كل الأحوال فإن تناولها المفرط يتسبب في عدة أمراض وقد يؤدي إلى الموت.

وقال البروفسور مصطفى خياطي، إن هناك أدوية جديدة ظهرت مؤخرا وأصبحت تباع حتى من طرف بعض الصيدليات، وفي السوق السوداء، وأن ما يجعل هرمونات وعقاقير تكبير العضلات وتقويتها، تمثل سموم هرمونية، هو بيعها دون استشارة طبية، وتناولها بإفراط.

وأوضح خياطي أن بعض الأدوية تشترى على أنها مجرد مكملات غذائية، أو أملاح أمينية، وهي عبارة عن هرمونات، وهي تهدد صحة الذي يتعاطاها، فمثلا دواء تيسسترون أو تيسترون، هو عبارة عن مادة هرمونية ذكورية تفرز عند الذكور من الخصيتين بكميات ضئيلة لدى الجنين قبل ولادته وهو في داخل الرحم، ومع الولادة تتوقف الخصيتان عن إنتاج هذا الهرمون حتى سن البلوغ ليعود الإنتاج مرة أخرى بكميات كبيرة، مضيفا أن هذه الهرمونات تنخفض كميتها سن الأربعين، وأن استخدام التيسترون كحقن أو أقراص لتكبير العضلات.

وأكد البروفسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي، أن بعض المراهم الخاصة بتكبير العضلات تمتص من طرف الجلد وتدخل تدريجيا في الدورة الدموية مما تسبب أمراضا خطيرة كالسرطان أو قصور في الكلى، محملا قاعات الرياضة مسؤولية التشهير لمثل هذه الهرمونات والمراهم لاسيما في وقت يقبل عليه الشباب على الرياضة هروبا من الأجواء المشحونة التي سببتها جائحة كورونا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!