رياضة
تصفيات أمم إفريقيا 2023 تنطلق بعد شهر من نهائي 2022

مواصلة تنظيم “الكان” مرة كل سنتين سيضع محترفي إفريقيا في حرج

ب. ع
  • 706
  • 0

في الوقت الذي تدخل المنتخبات المتأهلة من الدور الأول من منافسة أمم إفريقيا الدائرة حاليا بالكامرون الدور الثمن النهائي في سبيل رحلة الأمل لبلوغ النهائي، ستنطلق بعد شهر من الآن، تصفيات بلوغ دورة كوت ديفوار 2023 التي ستلعب على مدار شهر، ما بين نهاية جوان ونهاية جويلية.

وستكون رزنامة المنتخبات مزدحمة إلى درجة لعب أربع مبارات تصفوية دفعة واحدة في أيام شهر جوان، ما يعني أن كأس أمم إفريقيا صارت جزءا مُهما من حياة اللاعبين الأفارقة، ولا أحد بإمكانه أن يضمن نجاح “الكان” القادم، في كوت ديفوار ولا الذي يليه في غينيا، فغالبية بلاد القارة السمراء تعيش فقرا ونقصا في الموارد المالية، وإجراء “الكان” بـ24 منتخبا يتطلب ما لا يقل عن ستة ملاعب كبيرة، بملحقات التدريب وفنادق إيواء الرياضيين والصحافيين والمدعوين وهو أمر صعب، إذا علمنا بأن البلد المستضيف لا ينال شيئا من استقبال الدورة بسبب الحضور الجماهيري القليل ونقص الإشهار.

فمن دون أن يسافر المتفرج والمتابع لمباريات كأس إفريقيا إلى الكامرون، يمكنه ملاحظة سوء التنظيم، ورداءة المنشآت الكروية وحتى عمليات التصوير وإخراج المباريات، وواضح أن غالبية الدول الإفريقية عاجزة عن تنظيم هذه التظاهرة، التحدي الكبير للقارة السمراء والتي تلعب عكس كل الدورات القارية مرة كل سنتين وليس مرة كل أربع سنوات.

وباستثناء دول شمال القارة وجنوب إفريقيا، فإن بقية البلدان تعاني جميعها في الكثير من الأزمات الاقتصادية والأمنية ناهيك عن المنشآت الرياضية والفندقية التي تجعل من استقبال 23 منتخبا مع المئات من الصحافيين ومن المناصرين أمرا مستحيلا، وهو ما جعل الكثير من الوجوه الرياضية تقترح العودة إلى 16 فريقا، من خلال تقليص مدة المنافسة وضمان الفرجة مع المنتخبات القوية قاريا فقط، إضافة إلى تمكين كل البلدان من احتضان الدورة، لأن تواجد 16 فريقا، يمكن احتضانهم في أربعة ملاعب على أقصى تقدير.

ففي دورة 1990 في الجزائر التي لعبت بثمانية منتخبات احتضن ملعب 5 جويلية الفوج الأول، الذي ضم الجزائر ونيجيريا وكوت ديفوار ومصر، واحتضن ملعب 19 ماي بعنابة الفوج الثاني الذي برز فيه منتخب السنغال.

وكأس أمم إفريقيا مرشحة لأن تبقى تدور ما بين بعض الدول الكبيرة دون غيرها، لعقود طويلة، لأن الكثير من البلدان ترفع التحدي وتنظم الكأس دون التوفيق فيها، ويبقى همّ الكاف هو المردود المالي فقط، كما هو حاصل في الدورة الحالية، وكانت العديد من البلدان ومنها زامبيا في دورة 1988 قد انسحبت من التنظيم، وتدخلت المغرب حينها لإنقاذ الدورة التي فازت بها الكاميرون.

كما أنقذت جنوب إفريقيا دورة 1996 من الإلغاء نهائيا عندما انسحبت كينيا، وعادت جنوب إفريقيا لتنقذ القارة الإفريقية من عرسها الكروي الكبير في الدورة الأخيرة عام 2013 عندما انسحبت ليبيا، حتى وإن كانت ليبيا في ذلك الوقت تمتلك كل المؤهلات من ملاعب وفنادق لأجل استقبال العرس الكروي، ولكن لأسباب أمنية طلبت إعفاءها، كما أنقذت مصر الكاميرون في سنة 2019، وما حدث في الدورة الحالية عندما حاولت الفيفا زعزعة “الكان”، دليل على أن القارة الإفريقية ستبقى تعاني، لأنها ربما رفعت تحديا أكبر بكثير من إمكانيات هذه القارة الفقيرة ماليا، والملاحظ في أمم إفريقيا هو غياب الجانب السياحي، فالمناصرون والإعلاميون يكتفون بالتواجد في الملاعب على عكس كأس أمم أوربا أو كأس العالم عندما تتحوّل التلفزيونات إلى رصد الغرائب الاجتماعية والمناظر السياحية في هذا البلد أو ذاك كما حدث في مونديالي البرازيل وروسيا ومازالت صورهما الجانبية تصنع الحدث لحد الآن، بعد مرور عدة سنوات.

مقالات ذات صلة