رياضة
مدربون ولاعبون فلسطينيون يستعيدون ذكرياتهم مع الكرة الجزائرية ويؤكدون لـ"الشروق":

مواجهة “محاربي الصحراء” حدث لن ينسى.. وللجزائر مكانة خاصة لدى الفلسطينيين

صالح سعودي
  • 3021
  • 0
الأرشيف

أشاد تقنيون فلسطينيون بمتانة العلاقات الأخوية بين فلسطين والجزائر، من الناحية الكروية والإنسانية، معبرين عن امتنانهم لدعم ووفاء الجزائريين للقضية الفلسطينية من مختلف الجوانب السياسية والثقافية والرياضية.

ويكشف العديد من المدربين الفلسطينيين واللاعبين الدوليين السابقين، في تصريحاتهم لـ”الشروق” بالتنسيق مع الإعلامي الفلسطيني فايز نصار من صحيفة “القدس” عن إشادتهم لكل من حرص على برمجة مباراة ودية بين فلسطين والجزائر يوم 17 فيفري. واعتبروا أن هذه المناسبة تعد احتفالا كبيرا في مباراة ودية شعبية، وتشكل حسبهم أنموذجا آخر للدعم الذي تقدمه الجزائر لأبناء فلسطين. كما يكشف بعض التقنيين واللاعبين السابقين عن ذكرياتهم مع الكرة الجزائرية، خصوصا أن هناك من سبق له أن واجه أندية جزائرية في منافسات عربية وإقليمية.

قائد ومدرب سابق للمنتخب الفلسطيني صائب جندية:

للمباراة دلالات كبيرة وتشرفت بمواجهة شبيبة القبائل ومناد منذ 21 سنة

“أعتقد أن مباراة بين أبناء فلسطين وأبناء الجزائر على أرض الجزائر الحبيبة في هذا التوقيت الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني لهجمة شرسة من المحتل في جميع المدن الفلسطينية، تدل على عمق العلاقة التاريخية بين أبناء الشعبين. وللمباراة دلالة كبيرة للمواقف المشرفة لأهل الجزائر الشقيق على المستوى الرسمي والشعبي. وأعتقد أن هناك وجودا دائما للقضية الفلسطينية في المحفل السياسي والشعبي عند الإخوة في الجزائر الشقيق. وهنا في فلسطين الكل يتابع الرياضة الجزائرية ومنتخباتها الرياضية في المحافل العربية والدولية. ولها تشجيع كبير، خاصة في كأس العالم الأخيرة، والنتائج التي أسعدت الجميع هنا في فلسطين. وبالمناسبة، أتذكر أنني تشرفت باللعب أمام شبيبة القبائل في عام 1994 بطولة الأندية العربية أبطال الكأس، حيث كان معهم جمال مناد. كما تشرفت باللعب أمام الجزائر في بطولة التضامن الإسلامي في 2005 في السعودية”

 اللاعب الدولي السابق جمال الحولي:

اللقاء اختبار جيد للفدائي ومواجهتي لشبيبة القبائل من أحسن الذكريات

“هذه المباراة لها معان كثيرة. وهذا بعيدا عن الأمور الرياضية، وفي مقدمة ذلك أهمية التواصل العربي الجزائري الفلسطيني، خاصة الموقف الجزائري الداعم للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني بصورة واضحة، بشكل يؤكد على متانة العلاقات بين الشعبين. ولا تنس أن إعلان استقلال دولة فلسطين كان من الجزائر، والمباراة استعداد واختبار قوي لمنتخبنا استعدادا لتكملة التصفيات المؤهلة لكأس العالم وكأس الأمم الآسيوية. سبق لي أن لعبت أمام الفرق الجزائرية عام 1994 في البطولة العربية العاشرة للأندية أبطال الكأس بألوان شباب رفح ضد شبيبة القبائل الجزائري، حيث فازت الشبيبة بهدفين لصفر، وأيضا باليمن عام 2002 في بطولة الأقصى الدولية الودية مع منتخب فلسطين أمام منتخب الجزائر الأولمبي الذي فاز علينا بهدفين مقابل هدف واحد”.

 قائد المنتخب الفلسطيني سابقا أحمد كشكش:

المباراة تاريخية وتجسد روح المحبة بين منتخبين شقيقين

“هي مباراة تاريخية تجمع منتخبين شقيقين، وغرضها الأساسي هو تجسيد روح المحبة والأخوة بين الشعبين، التي طالما حلم بها جمهور منتخبنا الوطني وطالب فيها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. وهذا الحب للشعب الجزائري لم يأت من فراغ إنما جاء من الدعم اللا محدود من الشعب والقيادة السياسية الجزائرية لقضيتنا وحقوقنا في جميع المحافل العربية والدولية. وأتمنى أن يخرج هذا العرس الكروي بأبهى صورة لنوجه رسائل إلى الجميع بأننا شعب واحد. وأتمنى أن نستضيف المنتخب الجزائري هنا على أرض فلسطين في القريب. وعلى الصعيد الرياضي هي مباراة تحضيرية مهمة لمنتخبنا قبل الجولة الأخيرة من التصفيات المزدوجة. ويجب الاستفادة من لقاء المنتخب الجزائري الذي يحمل خبرات كبيرة من خلال مشاركاته في كأس العالم والبطولات الدولية قبل اللقاء الحاسم مع الإمارات مارس المقبل”.

المدرب الوطني السابق فراس أبو رضوان:

مباراة 17 فيفري تمتزج فيها فرحة اللقاء بعبق الشهداء

 يؤكد المدرب الأسبق لمنتخب فلسطين، المشرف الحالي على نادي شباب الخضر، فراس أبو رضوان، أن مباراة يوم 17 فيفري المقبل هي مناسبة ينتظرها الفلسطينيون ليعانقوا الإخوة وأصحاب الدم والهم الواحد والقضية، معتبرا إياها مباراة تمتزج فيها فرحة اللقاء بعبق الشهداء، وهو لقاء لا يشبه حسب قوله أي لقاء فلسطيني في أزماته، خصوصا أن الأمر يتعلق بمسألة أول من يناصره الجزائري ظالما أو مظلوما، وقال المدرب فراس أبو رضوان “الفلسطيني دائما ترفع رايته في ملاعب الجزائر.. الفلسطيني في انتفاضته يرفع علم الجزائر ثائرا في وجه الظلم.. هكذا أراه لقاء الإخوة الأشقاء، لقاء الشهامة والأصالة”.

مدرب منتخب الشباب سابقا ناصر دحبور

الكرة الجزائرية تطورت وهذه فرصتنا للاحتكاك 

أما ناصر دحبور، مدرب منتخب الإناث ومدرب منتخب الشباب سابقا فيقول: “في البداية لا خاسر بين الأشقاء بأبجدية العلاقة التاريخية والعاطفية، لما يحمله الشعبان من مودة وتعاطف، فحينما تلعب الجزائر في أي محفل دولي تقف الجماهير الفلسطينية بعمقها ووجدانها قلبا وقالبا مع الإخوة الجزائريين، وكذلك الجماهير الجزائرية تهتف لفلسطين وللشهداء في كل مباراة للمنتخب، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على عمق العلاقة، اللقاء رسالة موجهة للجميع في احتضان الجزائر للقاء، وهي رسالة واضحة للأمة العربية والإسلامية لتوطيد علاقاتها الرياضية مع فلسطين التاريخ والحاضر من أجل ترسيخ حق الوجود، أما من الناحية الفنية فالكرة الجزائرية تطورت في الآونة الأخيرة من حيث المستوى واحتراف لاعبيها وتفوقهم في ميادين الكرة الأوروبية، وهي فرصة لمنتخبنا للاستفادة والاحتكاك القوي في مثل هذه المباريات”، وفي النهاية منظر جميل حينما تمزج الأعلام الفلسطينية والجزائرية في لوحة فنية بين الجماهير الحاضرة، وعليه نتمنى أن تخرج المباراة وقد حققت الهدف المنشود.

مدرب منتخب الناشئين أيمن صندوقة

اللقاء تجسيد للعلاقات التاريخية بين الشعبين

ويرى أيمن صندوقة، وهو مدرب نادي الأهلي ومدرب منتخب الناشئين، أن اللقاء المرتقب هو موعد الأشقاء يجمعنا على أرض الجزائر بلد الشهداء، مؤكدا أن الهدف ليس رياضيا بحتا، ولكن هناك شوق وحنين لهذا اللقاء، على أساس تجسيد العلاقات التاريخية التي تربطنا بالجزائر، مضيفا بالقول: “نحن نتشرف بهذا اللقاء، ونتشرف بوجودنا في الجزائر، وهذا الحدث التاريخي يعيدنا إلى جهود وتضحيات الجزائر التي طالما احتضنت القضية والشعب الفلسطيني، ما يجعلنا نكن لها كل الاحترام والتقدير”.

مدرب شباب الخليل خضر عبيد 

أتوقع تشجيع الجزائريين لمنتخب فلسطين

“لقاء الجزائر أمام فلسطين هو من المباريات الجماهيرية الأكبر على المستوى العربي، وأتوقع أنها ستكون الأولى على مستوى التاريخ من حيث تشجيع الجمهور لمنافس لفريق بلده، أما من الناحية الفنية فأتوقع أن المباراة سيظهر عليها طابع الاحتفالية أكثر من الأداء، ولن تظهر في هذه المباراة جمالية الأداء، ولا مجال للتفكير في نتيجة المباراة بالنسبة إلى الأولمبي الجزائري، وهذا سيؤثر على منتخب الفدائي الذي سيستمتع مع الجمهور ناسيا الأداء داخل الميدان، توقعاتي أن يشرك مدربا المنتخبين عددا كبيرا من اللاعبين خاصةً أن عدد التغييرات المسموح بها سيكون كبيرا، وسيعتمد بهذه المباراة الكابتن عبد الناصر في هذه المباراة على إشراك عدد من اللاعبين الشباب، وسيدمج معهم بعض عناصر الخبرة، ربما سيأخذ الكابتن عبد الناصر من هذا اللقاء رؤية وافية عن المردود العام تحسبا للقاء المقبل أمام الإمارات، وهي فرصه للاستفادة من شبه المعسكر الذي سيخوضه اللاعبون، لذلك أتمنى لهذا العرس الوطني أن ينجح بكل المقاييس”.

مدرب شباب الظاهرية عبد الفتاح عرار

حلمنا الثاني أن تـطأ أقدام “الخضر” أرض فلسطين

ويقول مدرب شباب الظاهرية والمنتخب الأولمبي الفلسطيني، عبد الفتاح عرار، في هذا التصريح “كل الشكر والتقدير للاتحاد الجزائري على دعوته للفدائي للعب في الجزائر، لأن ذلك كان حلما يراود كل فلسطيني، وربما الحلم الأكبر أن تحط أقدام محاربي الصحراء على أرض فلسطين وهذا ما بات قريبا، هي ليست مجرد مباراة، بل هو عرس وطني جزائري فلسطيني، الجميع ينتظر هذا العرس بفارغ الصبر، وهذه المباراة ستسجل سابقة تاريخية بأن يكون لمنتخب جماهير خارج أرضه أكثر من جماهيره في أرضه، نظرا لقناعتنا بمدى حب الشعب الجزائري لفلسطين، ووفائهم لشهدائها وإيمانهم بعدالة قضيتنا.. حسب وجهة نظري ستكون المباراة الأولى في هذا القرن التي سيتابع فيها المشاهدون الجمهور وهتافاته أكثر من المباراة نفسها، لقد تنقلنا إلى الجزائر بشوق لأننا تعلمنا النضال منكم، ونتوق للقائكم بشوق، فأنتم رأس حربتنا ودرعنا الواقي كما عهدناكم، فأهلا بنا بين أهلنا وشعبنا.. كرويا تعلقنا بكم منذ العام 1982 عندما شرفتم الأمة العربية بنصر مستحق على ألمانيا، كانت لحظات لا تنسى احتفل فيها شعبنا بالنصر بطريقة لن تمحى من الذاكرة، فأصبح منتخبكم الأقرب إلى قلوبنا، تابعنا بشغف جميع مباريات المنتخبات الجزائرية وأندية الجزائر الحبيبة، ولا زلنا نتابع جيلا بعد جيل يحيي دائما معشوقته الجزائر، نحن نحتفل بروابط قلما تجدها بين شعبين كالجزائري والفلسطيني، لدرجة أن العديد من شبابنا أصبحوا يعرفون أنفسهم على أنهم “جزائرسطينيين”، نحن قادمون لنكتسب خبرات عدة.. ليس خبرة كروية فحسب، نعلم جيدا أنكم لن تبخلوا علينا وستعطوننا أكثر مما نتوقع، وهذا اللقاء سيحفر بأحرف من ذهب في تاريخ الجزائر وفلسطين، وسنتفاخر به أمام العالم أجمع، نحبكم قدر حبكم لنا وننتظركم هنا في وطنكم لنستقبلكم استقبال الفاتحين”.

مقالات ذات صلة