-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مهام‮ ‬قذرة‭..‬‮ ‬ولا‮ ‬أويحيى‮ ‬لها‮ !‬

قادة بن عمار
  • 4765
  • 0
مهام‮ ‬قذرة‭..‬‮ ‬ولا‮ ‬أويحيى‮ ‬لها‮ !‬

أكبر الخاسرين من ذهاب أحمد أويحيى ورحيله عن المشهد السياسي، ولو بصورة مؤقتة، هي تلك المهام القذرة التي كان يصف زعيم الأرندي نفسه برجلها الأول، فقد باتت السلطة حائرة اليوم من تختار لتنفيذ تلك العمليات الانتحارية الخطيرة ضد الشعب، بدون مراعاة مشاعره ولا لغضبه‮ ‬النائم‮!‬

هناك طينة من المسؤولين، لا طعم لهم ولا رائحة ولا أخلاق، يفعلون أبشع المنكرات ويرتبكون أفظع الجرائم في حق المواطنين البسطاء، ثم يخرجون على الملأ وهم يرددون دون خجل ولا حياء: أيها الشعب العظيم، أنت تستحق الأفضل!!؟

نحن ندرك تماما أن الجزائريين ـ وكل شعوب العالم ـ يستحقون أفضل من أويحيى وبلخادم، وأبو جرة سلطاني، وتواتي ولويزة حنون.. ولا شك أن المشهد السياسي في الوقت الراهن، يكاد يضيق ذرعا من أمثال هؤلاء السياسيين، الذين تسبّبوا في كل الكوارث التي ألمت بالشعب “المزلوط”،‮ ‬من‮ ‬الفقر‮ ‬وتسريح‮ ‬العمال‮ ‬وغلق‮ ‬المؤسسات،‮ ‬وحتى‮ ‬انتشار‮ ‬التهاب‮ ‬السحايا‮ ‬وغيرها‮ ‬من‮ ‬أمراض‮ ‬الفقر،‮ ‬وتوقف‮ ‬النسل‮ ‬عند‮ ‬كثير‮ ‬من‮ ‬العائلات‮!‬

الوزير الأول حاليا، عبد المالك سلال، نفسه، وبعدما قال في ولاية سعيدة إن البلاد مرتاحة ماديا لأربع سنوات مقبلة، وبأن جميع الهزات والأزمات الاقتصادية ولو اجتمعت كلها على رأس الجزائر خلال المرحلة المقبلة، فإنها لن تتسبب في هز شعرة واحدة من رأس الجزائريين!!! بعدها بساعات قليلة، تخرج علينا حكومة السيد سلال نفسه، بشحمه ولحمه، ومعها هدية مسمومة تتمثل في رفع أسعار النقل الجماعي، لتنهك بذلك جيوب المواطنين و”الغلابى” من الشعب المقهور، والذي لم يعد يفرّق: هل هي قرارات سلطوية من طينة تلك التي كان أويحيى يروّجها ويحاول إقناع الشعب بها؟ أم إنها فلسفة نظام لا يتوب ولا يرحم؟ بل لم يعد يؤمن أصلا بغضب الشعب، فيحرضه على الهيجان ولو مرة واحدة في السنة، من جانفي 2012 إلى جانفي 2013، على طريقة المغنية الكبيرة فيروز.. “زوروني كل سنة مرة، حرام تنسوني بالمرة”!

عندما يقول الوزير بن حمادي تعليقا على مطلب آلاف العمال المتمسكين بإقالة المدير العام لمؤسسة البريد: “إن الدولة ليس من أخلاقها ولا شِيمها التخلي عن رجالها في الأوقات الحرجة”!! فهو يريد القول بعبارة ثانية: سنتخلى عن كل هؤلاء العمال و”طز” في جميع المطالب، المشروعة‮ ‬منها‮ ‬وغير‮ ‬المشروعة،‮ ‬لكن‮ ‬لن‮ ‬نقطع‮ ‬رأس‮ ‬مسؤول‮ ‬واحد‮ ‬من‮ ‬أبناء‮ “‬السيستام‮” ‬الأوفياء؟‮!‬

بهذا‮ ‬المنطق‮ ‬الشاذ‮ ‬في‮ ‬زمن‮ ‬الربيع‮ ‬العربي‮ ‬الذي‮ ‬أسقط‮ ‬رؤساء‮ ‬جمهوريات‮ ‬بأكملها،‮ ‬وأرهب‮ ‬ملوكا‮ ‬وأمراء،‮ ‬فإن‮ ‬الجزائريين‮ ‬لن‮ ‬يكون‮ ‬بمقدورهم‮ ‬إطاحة‮ ‬مدير‮ ‬مؤسسة‮ ‬واحد‮ ‬أو‮ ‬وزير‮ ‬ولا‮ ‬حتى‮ ‬مير‮ ‬بسيط‮!‬

رحل أويحيى ولكن المهمات القذرة لهذا النظام ماتزال مستمرة، من رفع الأسعار إلى غلق المؤسسات، إلى قمع النقابات والتضييق على الحريات وترهيب العمال المحتجين، والتمسك برموز الدكتاتورية والفساد.. حيث لا شيء تجدد أو تبدد، وكأن أويحيى كان بيدقا واحدا في رقعة شطرنج لم‮ ‬يئن‮ ‬لها‮ ‬تتغير‮!‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!