من يعوض الشعب عن مآسيه وكوارثه

أكثر من ألف وخمسمئة شهيد فلسطيني وأكثر من ألفي معتقل وإغلاق لقطاع غزة لأكثر من سنتين وتدمير الاقتصاد الفلسطيني وتدمير مؤسسات السلطة واعتقال كل الشخصيات البارزة في حماس في الضفة الغربية على يد قوات الاحتلال، بمن فيهم من وزراء حماس ونوابها ورئيس المجلس التشريعي.. كل هذا كان ثمنا ولاتزال الفاتورة مفتوحة لجندي إسرائيلي ينعم بكل حماية وأمن وإطعام محترم وعناية به وبصحته لا ينالها أبناء الشعب المساكين..

• وقبل أكثر من عام حدث ما حدث في غزة؛ قتل المئات وقطعت أرجل الآلاف وواجه المئات إهانات بالغة، بمن فيهم رجال محترمون بين أهلهم ومجتمعهم، وسيطرت حماس على مقاليد الأمور بغزة فانطلقت أجهزة الأمن في الضفة تلاحق وتعتقل وتعذب المجاهدين والقيادات من حركة حماس وأحيانا من حركة الجهاد الإسلامي، إلى الدرجة التي مات فيها البعض تحت تأثير التعذيب.
• الآن، وبعد هذه التجارب المأساوية، يبدي طرفا النزاع استعدادهما للعودة إلى المربع الأول وكأن لاشيء حصل.. استعدت حماس أن تتراجع عما فعلت واستعدت الرئاسة أن تقبل بالقوة التنفيذية وأن تفتح باب الحوار من أجل الوصول إلى أهداف سياسية حول إعادة هيكلة (م.ت.ف) بما يضمن وجودا فاعلا لحماس في المنظمة.. حتى إن الجهاد الإسلامي الذي كان متخذا موقفا مبدئيا بعدم اللقاء مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، هاهو يلتقي بعباس دون شروط، معتبرا ذلك إنجازا سياسيا مهما.
• الشعب الفلسطيني وحده الذي لا يستدعى إلا في دفع ضريبة الدم وبلا توقف منذ ستين عاما، فيما قياداته تصنع الحروب والمعارك في أكثر الأحيان بلا وعي ولا مسئولية، وتكون هذه المعارك في معظمها تفقد الحس الاستراتيجي أو الإدراك الذي يجعل منها بوابات لما هو افضل .. الشعب الفلسطيني يساق أبناؤه الى معارك داخلية داخل الأمة وداخل الشعب بلا إرادة منه، والنتيجة بعد سفك الدماء أن يتعانق المتقاتلون ويجيدون دبكتهم على دمائه..
• ماذا استفاد الفلسطينيون من قصة جلعاد شاليط؟ إن العقل والقرآن كانا يؤكدان لنا أنه ليس بإمكان من هو في مثل وضعنا أن يأسر قطا إسرائيليا وليس جنديا!! نحن لم نثخن في الأرض ولا نستطيع حماية بيوتنا؟ وماذا استفاد الفلسطينيون من الحسم الذي صنع في غزة وهاهم يتراجعون عنه .. هل يعقل أن يلجأ الناس إلى تدمير مجتمعهم فيما كل أوراق اللعبة بيد عدوهم؟ هل يعقل أن تمر هذه الهزائم باقدس قضية دفع لها العرب والمسلمون أبناءهم وأموالهم وأمنهم .. هل يعقل أن يفلت هؤلاء المسئولين عن مآسي الشعب دون مراجعة ومحاسبة؟ على فتح وحماس أن تعتذرا للشعب المظلوم على ما سقط من أبنائه من ضحايا وجرحى ولا حول ولا قوة إلا بالله.