-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من يستمع للعقلاء في زمن التهريج؟

صالح عوض
  • 8627
  • 0
من يستمع للعقلاء في زمن التهريج؟

خلال أسبوع واحد أدلى إسرائيليان كبيران بتصريحات مهمة للغاية، أحدهما شمعون بيرس رئيس الكيان الصهيوني وآخر فلاسفة المشروع العنصري الاستيطاني، والآخر ابرهام بورغ رئيس الكنيست الأسبق ورئيس الوكالة اليهودية السابق.. أكد الأول أن لا أمل في تسوية مع الفلسطينيين، وبرر موقفه بسبب (الانقسام القائم بين حركتي فتح وحماس في غزة وتفاقم الخلاف بينهما، بالإضافة إلى أن ابو مازن لايزال يفتقد للشرعية بين أبناء شعبه، كما لا يملك القوة لتنفيذ اتفاقات أمنية مع إسرائيل وإذا ما اتفق، فإن أي اتفاق يخرق غداة اليوم، لان السلطة ضعيفة ولذلك – حسب بيريس – فإن هذا الطريق لا أمل فيه (…أما الآخر، فأكد أن حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين ليس الا محاولة لتغطية المشكلة الجوهرية وانه لابد من تكسير الإطار العنصري للدولة الإسرائيلية وان يعيش الفلسطينيون واليهود في دولة واحدة هي فلسطين التاريخية.

  • الأول عدو عنصري مسؤول عن مجازر عديدة بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني، وهو من أسس للمفاعل النووي الإسرائيلي وهو من باب روحه العنصرية وحرصه على أمن الكيان الصهيوني  يرى أن كل ما يجري من مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين إنما هو مضيعة للوقت ولا أمل فيه.. والثاني ايضا من باب حرصه على مستقبل اليهود وتجنيبهم كوارث، فيما لو سقط حليفهم الاستراتيجي أو ضعف، فإنه يجنح إلى حل بأقل الخسائر..
  • أين نضع كلام عريقات وقريع وأولمرت وباراك في مقابل هذه الرؤية لرجلين مدركين يفهمان تماما ان اللغو الدائر ليس الا امعانا في تعقيد القضية؟ ان المستمع الى جوقة الطبالين المنتفعين من اجواء التضليل، يعتقد بأن الدولة الفلسطينية العتيدة قاب قوسين او أدنى..أولمرت وعصابته يريدون من هذا المناخ ان يغطي على فضائحه وجماعتنا من المفاوضين الفلسطينيين يريدون ان يظهروا لنا انهم يفهمون سياسة ويستطيعون بالمفاوضات ان ينتزعوا من إسرائيل حقوقا للشعب الفلسطيني، غير ملتفتين الى حجم المهانات الإسرائيلية لهم، فيما المفاوضات جارية.. والقسم الآخر من السياسيين الجدد في الساحة الفلسطينية يدورون حول ملفاتهم الكبرى وهي رفع الحصار عن غزة وفتح المعابر وملف جلعاد شاليط والاعتراف بشرعيتهم وتقاسم وظيفي على المعابر بعد ان انقسم الوطن وانقسم الهم..
  • لا أحد يستمع لصوت العقل.. وان كانوا في إسرائيل لا يتخذون مواقفهم هكذا بناء على حلم يراه النائم انما وفق حسابات مصلحية دقيقة.. فإننا لطالما توزعنا على محورين اما ان نأكل جوزا فارغا ونصدر أوهاما او ان ندخل معارك هامشية وهمية.. والاستيطان مستمر والقتل فينا مستمر وجماعتنا من السياسيين الفلسطينيين يكيدون لبعضهم في قضية هم جميعا خاسرون فيها.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!