الرأي

من تيڤنتورين إلى روستنبرغ!

قادة بن عمار
  • 4229
  • 11

وجدت السلطة مرة أخرى في أحداث روستنبرغ، ما هو أكثر أهمية من عملية تيڤنتورين في عين أميناس، حتى تُنسي الرأي العام الوطني تداعيات هذه الأخيرة، وأسبابها وأيضا في أخطائها، مثلما قال وزير خارجيتنا مراد مدلسي، على ذمّة وكالة أسوشيتيد برس الأمريكية، قبل أن تصحح له وكالة الأنباء الرسمية زلّة لسانه الأخيرة، وما أكثرها!

طبعا، فإن وكالة الأخبار الأمريكية هي المخطئة، وهي التي لم يرتق تفكير محرريها ولا ذكاؤهم ليصل إلى مستوى تفكير وتصورات مراد مدلسي، وبالتالي فإننا ندين بشدة هذا”الاسفاف المهني الخطير” والذي جعلنا نشكّك – والعياذ بالله – في مستوى تفكير وزير خارجيتنا، رغم امتلاكنا اعترافا صريحا من طرفه في السابق أمام محكمة الخليفة، بأنه “جاهل”.. لكن ذلك كان في ملفات المالية والبنوك، وليس في الخارجية!!

ربما قد ننتظر تصريحا رسميا آخر من وزارة الخارجية، أو الاتصال في الساعات المقبلة، لتصنيف “جريمة أسوشيتيد برس” ضمن العدوان العالمي الذي تعرضنا له في تيڤنتورين؟ أليست هذه الوكالة الاخبارية من جنسية أمريكية؟ إذن فهي شريكة في التآمر على سلطتنا وسيادتنا في الصحراء، وهي نفسها السيادة التي تصرّفنا فيها بأمر رئاسي مطلق، حين سمحنا للطائرات الفرنسية بالعبور فوق أجوائنا، فليس هنالك شخص يعرف مصلحة البلد أكثر من الرئيس، شئنا أم أبينا؟!

بالمناسبة، حتى الطائرات الفرنسية لم تمر فوق أجوائنا مثلما “زعم الأعداء المتربصون بنا”، بل إنها عبرت أجواء المغرب الشقيق، حسبما أكدته مجلة جون أفريك، وهي – للتذكير- وسيلة اعلام غربية أيضا مثل وكالة أسوشيتيد برس، لكنها وسيلة اعلام صديقة وموالية، وليست عدوّة ومتآمرة من وجهة نظر السلطة!

يعني في النهاية، الطائرات الفرنسية لم تعبر أجواءنا، وعملية تيڤنتورين كانت مؤامرة دولية، والجيش لم يرتكب أخطاء، وعملية الاتصال خلال الأزمة كانت جيّدة وفي المستوى.. حتى الفريق الوطني لكرة القدم بالمناسبة لم يقص من بطولة أمم إفريقيا، بل هي مؤامرة دولية لإسقاط حاليلوزيتش وروراوة فقط؟!

حمدا لله أن وزيرنا الأول عبد المالك سلال، خرج قبل أيام لطمأنة الأمة على سلامة “النيف” الجزائري، فهو أكثر شيء يثير مخاوفنا الجادة من كسره أو حتى إخضاعه في تلك “المؤامرة الكونية” بالساحل الإفريقي، و”النيف” كما تعلمون مثل الشرف، إن ذهب فلن يعود أبدا، على عكس أويحيى وبلخادم وسلال، فهم يذهبون ويعودون.. لا مشكلة في الأمر؟!

النيف الذي أرادت وكالة أنباء أمريكية اخضاعه بالتآمر على تصريحات وزير خارجيتنا “الطيب في مواقفه” هو نفسه “النيف” الذي حافظ عليه حاليلوزيتش في جنوب إفريقيا، فلم يمرّغه لصالح الطوغو وتونس رغم الهزيمة، بل حافظ عليه حتى بعد الاقصاء، وكأننا بصدد اختلاف بسيط بين تيڤنتورين وروستنبرغ، ففي الأولى فزنا بالنتيجة دون الأداء، وفي الثانية حقّقنا الأداء دون النتيجة؟!

مقالات ذات صلة