الشروق العربي
مراكز التدليك في الجزائر

من أماكن للاسترخاء إلى أوكار للفساد!

نسيبة علال
  • 34832
  • 20
ح.م

بعض من بلغهم انتشار موضة مراكز التدليك في الجزائر، اعتقدوا أنها إضافة محمودة في عالم الجمال والصحة، وخطوة ايجابة نحو التطور في هذا المجال خاصة وأن مدارس برمتها نشأت لتكون أجيالا من المتخصصين في مجال التدليك والعناية، هذا قبل أن يتم القاء نظرة عن كثب، وعن حجم الفساد والانحلال الخلقي الذي بات يغزو هكذا مراكز، دون أن يسلط عليها الضوء.

محرمات وانتهاك للحرمات

مع ظهور مراكز التدليك في الجزائر، وزيادة انتشارها في الأحياء الراقية بشكل ملفت، زاد الاقبال عليها، خاصة وان هذه المراكز باتت كملحق للحمامات العصرية ومراكز العناية والتجميل وحتى مراكز العلاج، وتحول الخضوع إلى جلسة استرخاء تحت أيادي متخصصة تتحرك بكل مرونة برستيجا شبابيا بعد أسبوع من العمل والضغوطات بعدما كان التدليك مغيبا تماما من ثقافة الجزائريين، تقتضيه الحاجة العلاجية لا غير، إلى هنا الأمر عادي، لكنه يخرج عن دائرة المعقول إذا علمنا أن بعض مراكز التدليك في الجزائر إن لم نقل غالبيتها، تتعمد توفير كلا الجنسين لخدمة زبائنها، من الرجال والنساء، بحيث يمكن لأخصائيي التدليك من الرجال تقديم خدماتهم للسيدات والعكس، حسب طلب الزبون، هذا ما وقفنا عليه بقاعة الاسترخاء التابعة للمركز العناية والعلاج spa بوادي حيدرة بالعاصمة، أين تقدم لك المضيفة في قاعة الجلوس كتيبا صغيرا يعرض الخدمات التي تتوفر عليها قاعة الاسترخاء، والتي من بينها اختيار جنس أخصائي التدليك الذي سيتلاعب بأطرافك طيلة نصف ساعة من الزمن أو أكثر مع العلم بأن من قوانين الخضوع الى جلسة تدليك في قاعة الاسترخاء تلك، هو التجرد شبه الكامل من الملابس.
للتأكد من انتشار هذه الظاهرة المنافية للدين والأعراف، أجرينا بحثا عبر الانترنت، وقمنا بالاتصال هاتفيا ببعض مراكز التدليك المنتشرة في غرب البلاد وشرقها، وتبين لنا أن غالبيتها تمنح لزبائنها من الجنسين فرصة التدليك تحت أيدي الجنس الآخر، على أنغام موسيقى هادئة، مقابل أسعار مرتفعة جدا، حيث تصل حصة استرخاء تدوم لساعة من الزمن إلى ما يقارب الثمان مئة آلاف دينار، حسب فخامة المركز وما يقدمه من خدمات إضافية، وحسب نوعية التدليك التي سيحصل عليها.

مراكز التدليك.. من الشبهة إلى التحريم

أثير جدل واسع حول انتشار مراكز التدليك، سواء حول النشاط في حد ذاته أو بخصوص أنها توظف الجنسين معا، وتقدم خدماتها للجنسين أيضا، فبعض المشايخ والأئمة اعتبروها شبهة يجب تركها حتى وإن كانت المرأة تخضع للتدليك من قبل سيدة مثلها ولا تختلط بالرجال، فمجرد التعري أمام امرأة وكشف العورة أمامها منبوذ في ديننا، بدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى نساء المسلمات عن زيارة الحمام بسبب التعري أمام بعضهن البعض، أما فئة أخرى فقد حرمت زيارة هكذا أماكن، وقد وردت العديد من الفتاوى بخصوص الأماكن المختلطة وخاصة في مجال العناية والتجميل، حيث يمكن للرجل أن يلامس شعر المرأة أو أن يكشف عنها فما بالك بتدليك جسمها.

خروقات تزعج المهنيين

قبل أن تنتشر ظاهرة تدليك النساء من قبل الرجال والعكس، داخل مراكز أشبه ما تكون إلى أوكار فساد، كان التدليك في الجزائر مهنة علاجية لها أصحابها الذين يحرصون على حرمة المريض أثناء تدليكه في عيادات محترمة ومؤسسات استشفائية لمساعدته على تخطي مشكلة صحية ما، لكن الواقع المؤسف الذي آلت إليه المهنة في الجزائر جعلت الكثير من أصحابها يتركونها أو يتحفظون عن الإدلاء بها بسبب الشبهات التي التصقت بمهنة التدليك مؤخرا، فيما يجابه مختصون آخرون لتطهير المجال وتقنين النشاط فيه.

مقالات ذات صلة