منمنمة ثورية بـ11 شمعة في دالي إبراهيم

ازدهت خشبة قاعة الحفلات للإقامة الجامعية دالي ابراهيم 1، ليلة الخميس، بعمل شائق برعت فيه كوكبة من الحسناوات الواعدات اللائي أبهجنّ المتلقين باللوحة المسرحية الموسومة “الشمعات”.

وفي مبادرة أطلقتها مصلحة النشاطات الثقافية على مستوى إقامة البنات بدالي إبراهيم غربي العاصمة، وتحت إشراف الأكاديمي رابح هوادف، أبانت حرائر جزائر 2019، قدرات لا يستهان بها في التقمص والتكامل والانسجام مع روح الفعل المسرحي النبيل، على نحو أثمر إنتاج لوحة ركحية رامزة في زمن قياسي لم يتعدّ 48 ساعة.

وتبعًا لحداثة تجربة طاقم دالي إبراهيم مع أب الفنون، فضّل أ/ هوادف تجسيد منمنمة تفاعلية ارتسمت عبر خمس لوحات شهدت حضور سمية شريط (الراوية)، لينا إسراء بدادرة (القائدة)، ياسمين خاوة (قائدة السرب)، العالية سعد (البنت الثائرة)، بوبة رحال (الأم المكلومة)، نور الهدى سليماني (الضابطة الفرنسية)، سلمى جرودي، وبشرى بوشوكة (جنديتان فرنسيتان)، إضافة إلى “المجاهدات” حنان لغريسي، أسماء عنتر وسهام مهاجي.

وقياسًا بافتقاد الطالبات المشاركات في إضاءة “الشمعات” لأي تراكم مسرحي، يعدّ العمل المُنجز مشتلة حقيقية لفعل يشي بقيمة مضافة مؤكدة مستمرة في الزمن لفتيات يمتلكنّ الإرادة والرغبة في تشكيل منظومة إبداعية ممتدّة على أهبة القادم.

وأهاب مواكبون لمنمنمة “الشمعات” بإدارة الإقامة الجامعية 1 للبنات، لتثمين المسار المسرحي التكويني في الحي، وإخراجه من دائرة الاستعجال والمناسباتية، إلى رواق فسيح سيتيح للطالبات فرصة الارتقاء والتأسيس لنواة قارة تنهض بالسياق العام خصوصًا مع توفر إمكانات تأطير أرمادة المسرحيات الصاعدات في حي بهيّ يمتاز بالفرادة والتميّز.

وفي إقامة دالي إبراهيم 1 للبنات التي تكتنز مواهب لا تعدّ ولا تحصى على أكثر من صعيد، يبقى الهامش متاحًا لتفعيل الموروث الثقافي واستدراج التاريخ وإبهاج الرونق، على درب المزيد من استكشاف جزائر الآثار والعمق الحضاري، فهنا تروي عشرات المعالم ملحمة الأمير الشاعر عبد القادر، وتتراقص الأساطير الحية، من قوس كراكلا الأصلي، إلى تمثال‮ أب‮ ‬الآلهة‮ ‬عند‮ ‬الرومان‮ ‬جوبيتر‮، مرورًا بموكب‮ ‬باخوس‮ ‬العظيم‮ الذي‮ ‬احتفظت‮ ‬الجزائر بتفاصيله ‬قرونا‮ ‬من‮ ‬الزمن في بلد أبو ليوس وأوغستين ومصطفى كاتب وكاتب ياسين وغيرهم من أعلام أرض مرّ بها القرطاجيون والرومان والوندال والإسبان والفرنسيين والعرب من فاطميين وزيانيين ورستميين وحفصيين، وتزخر عبر جهاتها الأربع بألوان تراثية منّوعة.