منوعات
صراع وهران بلعباس يهدّد بسقوطه من اليونسكو

ملف الرّاي.. القصة الكاملة من خليدة إلى بن دودة

زهية منصر
  • 4569
  • 0

تستعد اليونسكو للنظر في ملف الراي الذي تقدّمت به الجزائر في ديسمبر المقبل وهذا بعد أن تم سحبه سنة 2020 على إثر التحفظات التي تقدمت بها اليونسكو.

غير أن الملف مهدد مجددا بالرفض وعدم المرور وهذا نظرا لكون الملف لا يستند حسب مختصين إلى أرضية صلبة تدعمه خاصة في ظل استمرار التجاذبات بين وهران وبلعباس على ملكية وأصلية هذه الموسيقى والعمل الذي تقوم به دول مجاورة للاستحواذ على هذا التراث.

يرى السيد ناصر طويل رئيس “جمعية حماية وترقية الأغنية الوهرانية” والتي دأبت على تنظيم مهرجان الراي منذ 1985 أن ملف الراي في اليونسكو مهدّد بالسقوط لأنه لا يستند إلى أسس صحيحة قائمة على رأي الباحثين والخبراء وناس الميدان. وكشف السيد ناصر طويل على هامش جلسة جمعتنا به في مقر جمعيته أن ملف الراي ضحية تجاذبات، مؤكدا أن ثمة تواطأ من طرف جهات وأشخاص في الداخل على عرقلة الملف حتى لا يتم تصنيفه كتراث جزائري.

عاد بنا ناصر طويل أثناء الجلسة الحوارية إلى بدايات طرح الملف الجزائري في اليونسكو والذي تم سنة 2016 من طرف الوزير الأسبق للثقافة عز الدين ميهوبي. وقال الطويل إن الجزائر يومها سارعت إلى محاولة قطع الطريق على المغرب التي كانت منذ عام 2000 وهي تحضر للاستحواذ على هذا التراث بتحويل مهرجان سعيدية إلى مهرجان دولي للراي. وأضاف المتحدث أن الملف الذي تقدمت به الجزائر كان فارغا ولا يستند إلى عمل ميداني ولم يأخذ براي ناس الميدان.

وحسب ناصر طويل، فإن الصراع القائم بين وهران وبلعباس حول أحقية ومصدر الأغنية وتاريخها لا يخدم الملف الجزائري في اليونسكو قائلا إن المشكل بدأ بخلاف بين وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي والوالي السابق لوهران الطاهر سكرا والذي سبق وكان على خلاف مع الوزيرة عندما كان واليا على قسنطينة وعندما جاء نفس الوالي إلى وهران صادف وأن زارت خليدة المدينة لافتتاح مهرجان الراي في 2006 وكان يومها تكريما للشيخة الريميتي بينما كان الوالي ينتظر الوزيرة في الاقامة الولائية هي فضلت المغادرة رفقة الزهوانية وفضلت عدم المبيت في إقامة الولاية وكان هذا سببا كافيا للوالي لوضع المهرجان بين يعنيه وعرقلته فقررت خليدة نقله إلى بلعباس. وكشف المتحدث أن الوزيرة السابقة مليكة بن دودة كانت تحضر لإعادة المهرجان غالى وهران بعد العمل الذي تمت مباشرته لإثراء الملف المطروح في اليونسكو.

وبخصوص هذه النقطة “إثراء الملف” أشار المتحدث انه تم تشكيل لجنة مساندة للدفاع عن ملف الجزائر في اليونسكو وقد قامت الوزيرة بن دودة بجمع عدد من ناس الميدان في لقاء موسع بجمعية الدراسات الأندلسية في تلمسان وقد تبين أن الملف كان فارغا وأن ثمة تواطأ حتى لا يصنف الراي جزائري ما دمنا غارقين في الخلافات والصراعات التي لا طائل منها.

ونبّه المتحدث أن العمل الذي يقوم به المغرب انطلاقا من مهرجان وجدة ومقارنة باللامبالاة التي يعامل بها الملف عندنا فإن المخاوف تصبح مشروعة من أن يتم تصنيف الراي كتراث مغربي وستصبح نكسة فنية ثقافية للجزائر. وقال ناصر الطويل إن ثمة باحثين جزائريين في اليونسكو يلعبون دورا إيجابيا في التعاطي مع الملف ومحاولة الدفاع عنه وعرقلة التشويش على الملف لكن إلى متى يمكن لهؤلاء الباحثين الاستمرار في المقاومة وهم يواجهون بجهود فردية عمل منظم للوبي ودولة كاملة بينما الرسميون عندما ما يزالون يتعاطون بسلبية أو على الأقل بعدم الجدية التي يتطلبها الملف.

وأعطي المتحدث مثال على ذلك أنه في الوقت الذي نغرق فيه نحن في صراع بلعباس ووهران وأحقية كل ولاية بالمهرجان عمل مهرجان وجدة على إعطاء بعد دولي عالمي للتظاهرة التي تحاول سرقة الفنانين الجزائريين ونسبتهم إلى المغرب فقد استضاف مثلا في إحدى دوراته المرشحة الفرنسية للانتخابات سيغولين روايال وجاءت هذه الأخيرة مدعومة بارمادة كاملة من الصحفيين تخيل أنك تقرأ في الغد العنوان التالي: “المرشحة سيغولين روايل تفتتح المهرجان الدولي للراي في وجدة”. في كل الإعلام الفرنسي والدولي ألا يعتبر هذا نوعا من الضغط على اليونسكو؟

ودعا ناصر طويل إلى الإصغاء لناس الميدان والاستثمار في العمل الذي أنجزه مختصون في مقدمتهم الراحل الحاج ملياني ومركز “كراسك وهران” قائلا إنه كان يفترض أن يتكفل هذا المركز بقيادة الملف نظرا لعمل المهم الذي قام الحاج ملياني، والذي أبرز في بحوثه أصول الراي وتاريخه ومساهمة أغنية البدو القديمة التي خرجت منها أغنية الراي في الثورة التحريرية في خمسينيات القرن الماضي.

مقالات ذات صلة