جواهر

ملحدة وأفتخر!

سمية سعادة
  • 11780
  • 1
ح.م

“إذا كان الله هو من وضع القضاء والقدر، فلماذا قادني إلى الإلحاد؟”، مهلا، ليس هذا كل ما توصلت إليه “قريحة” ملحدة جزائرية نثرت أشواكها المسمومة في حسابها على فيسبوك، وإنما بلغ بها الضلال إلى اعتبار لحم الخنزير مصدرا مهما “للفيتامينات”، وعلاجا مفيدا للكثير من الأمراض المستعصية، مثلما بدا لها أن النبيذ الأحمر يحمي من أمراض القلب والسكري ويحارب السمنة ويطيل العمر، وتساءلت هذه الملحدة بكل صفاقة وهي تتحدث عن السفاح شارون الذي ساوته بعدد من الشخصيات السياسية والعسكرية في العالم الإسلامي”لماذا تكرهون اليهودي أكثر من المسلم؟”!.

ترى من أين استمدت هذه الملحدة الجزائرية الجرأة لمخالفة شرع الله بهذا الأسلوب البغيض في بلد يبدو الدين فيه يحتل منزلة خاصة تجعله عصيا عن أي تطاول ونصوصه غير قابلة لأي نقاش؟ ترى ما التحول الذي طرأ في الجزائر لتسمح هذه الملحدة لنفسها بتحليل ما حرّمه الله في كتابه العزيز؟ ترى في أي بيئة ولدت لترافع عن شارون المجرم الذي سفك الدماء حتى استحالت أنهارا وهي التي تلطم خدودها على ضياع الإنسانية، وانطفاء جذوة الحب بين البشر؟.

من المؤكد، أن وسائل التواصل الاجتماعي التي أتاحت للمستخدمين فرصة التعبير عن أفكارهم بحرية وخلف أسماء مستعارة فتحت الباب أمام هؤلاء المارقين عن دين الله ليعربدوا في هذه الفضاءات الافتراضية طالما أنهم بعيدون عن أي رقابة قانونية أو أسرية، وطالما أن الله بعزته وجلاله وملكوته غير موجود في حياتهم وليس مستقرا في قلوبهم، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح، ما الذي جعل الأسرة الجزائرية تخرّج لنا ملحدين ومرتدين عن الإسلام؟ هل غابت القدوة الحسنة فيها، وتضاءل  وانحسر الدين فأصبح أفرادها مستعدون للتخلي عن الإسلام والارتماء في أحضان الإلحاد تحت أي ظرف أو سبب؟.

لا نزعم بأننا نقدم تفسيرا متكاملا للأسباب المؤدية للإلحاد، ولكن ما يبدو واضحا وجليا أن بعض المؤثرات الخارجية ممثلة في الانترنت والفضائيات والآراء والتصرفات المتطرفة  لإسلاميين لم يخدموا الإسلام بقدر ما أساؤا له، والانبهار بالغرب الماجن الذي يصنّع لنا التكنولوجيا ويدهشنا كل يوم باختراعاته، والجري خلف الشهوات التي لا تحتمل الركون إلى الدين والعمل بشرعيته، هي من بين الأسباب التي جعلت مثل هذه الجزائرية تنجذب نحو أفكار عقيمة بحجة إعمال العقل ومناقشة كل ما يعتبر محظورا مناقشته، والتطاول على الدين لأن من سبقوها في الإلحاد لقنوها “الجمل”و”العبارات” التي يتم توزيعها على”صغار”الملحدين الذين يجترونها ويجترونها حتى لا يعد لها أي أثر أو تأثير فيعودوا من حيث جاؤوا وقد أفسدوا دنياهم بالابتعاد عن الله وخسروا آخرتهم.

مقالات ذات صلة