معاناة البحث عن الخبز والحليب تتكرّر يومي العيد

ككل عيد، يتكرر سيناريو البحث عن الحليب والخبز والخضر والفواكه، كمواد غذائية هي الأكثر استهلاكا، حيث اصطدم بعض المواطنين، لاسيما القاطنين في العاصمة، والولايات الكبرى، بندرة نوعية في بعض هذه المواد، رغم تأكيد جمعيات التجار والحرفيين على نجاح المداومة وبذل مجهودات جبارة من طرف أصحاب المخابز ومحلات المواد الغذائية، والخضر والفواكه.
ورصدت جمعيات حماية المستهلك الجزائري، يومي عيد الفطر، تحسنا ملحوظا في الالتزام بقانون المداومة المتعلق بإجبارية بعض النشاطات التجارية خلال هذه المناسبة الدينية.

زيادة في أعوان المراقبة والتزام بنسبة عالية
وشهدت الكثير من المحلات التجارية وبعض الخدمات المعنية بالمداومة يومي العيد، حالة استجابة مرضية لهذا النظام الذي سخرت له وزارة التجارة نحو 50 ألف تاجر.
وفي الجزائر العاصمة، ووهران، وفي بعض المناطق الجزائرية، ونظرا إلى ذهاب بعض العاملين في المخابز والنشاطات التجارية الأخرى، لقضاء العيد بين عائلاتهم في مناطق أخرى، فإن ذلك تسبب في نقص مادة الخبز، وتذبذب التموين ببعض المواد الغذائية على رأسها الحليب والخضر والفواكه.
وفي هذا السّياق، أكد يوسف قلفاط، رئيس الاتحادية الوطنية للخبازين، أن مادة الخبز توفرت يوم العيد عبر 6250 مخبزة عبر الوطن، منها 480 مخبزة في الجزائر العاصمة، هذه الولاية الأخيرة التي عرفت، حسبه، نقصا في مادة الخبز لنقص اليد العاملة بعد ذهاب بعض العمال في المخابز إلى عائلاتهم.
وأوضح، قلفاط أنّ نظام المداومة الذي تعود عليه التجار منذ 7 سنوات، وبعد فرضه بموجب قانون 2004، الذي يفرض عقوبات غلق المحلات وغرامات مالية على أصحابها، أصبح أمرا معتادا ولقي استجابة واسعة خلال عيد الفطر 2022.

خدمات تصليح العجلات والميكانيك تدخل قائمة نظام المداومة
ومن جهته، قال الأمين الوطني المكلف بالإدارة والوسائل العامة، مدير الديوان لاتحاد التجار والحرفيين، عصام بدريسي، إن وزارة التجارة أضافت نسبة 11 بالمائة من أعوان الرقابة للفرق المكلفين بمتابعة نظام المداومة، إضافة إلى تنظيم الاتحاد حملة تحسيسية للمطاعم والمقاهي المخابز، وتوعيتهم بأهمية المداومة وفتح المحلات ومزاولة بعض الخدمات يومي العيد، وبقية أيام الأسبوع.
وأكد بدريسي أن اتحاد التجار قام قبل 15 يوما من العيد ومن خلال اللجان الجهوية، بتحسيس المعنيين بنظام المداومة الموجودة أسماؤهم في القوائم، وتحذيرهم من العقوبات التي قد تلحق بهم.
وأفاد عصام برديسي بأنّ خدمات تصليح العجلات والميكانيك دخلت قوائم المداومة يومي العيد، وهذا استجابة لمطالب جمعيات حماية المستهلك، التي اقترحت على وزارة التجارة فتح محلات هذه النشاطات بعد تسجيل شكاوى من المواطنين الذين تعرضوا إلى أعطاب في مركباتهم وهم مسافرون يومي العيد.
وطمأن ممثل اتحاد التجار بعودة كل النشاطات التجارية وبصفة عادية بعد العيد مباشرة.

حماية المستهلك تستحسن نجاح المداومة رغم نقص التمويل
في هذا السياق، قال مصطفى زبدي، رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك وإرشاده، إن الالتزام بنظام المداومة بلغ بحسب وزارة التجارة 99.93 بالمائة خلال اليوم الأول لعيد الفطر، وهو ما يؤكد ممارسة فعلية للنشاطات والخدمات التجارية، التي شهدت حسبه، تحسنا ملحوظا مقارنة بسنوات مضت.
وأوضح زبدي أنّ فتح المحلات ليس بالضرورة توفر المواد الغذائية وبعض الخدمات حيث شهدت بعض النشاطات التجارية اختلالات يرجع ذلك حسبه، إلى نقص التمويل وغياب بعض العاملين.
وفي السياق، أكد رئيس جمعية اليقظة لحماية المستهلك، عضو وطني مكلف بالإعلام لدى الاتحاد الوطني لحماية المستهلكين، خودير كريبيعة، أن بعض ولايات الجنوب والوسط، عرفت مزاولة للنشاطات التجارية والخدماتية المطلوبة من طرف المواطنين، منذ صباح اليوم الأول للعيد، وكادت تصل نسبة الالتزام من طرف التجار بالمداومة، 100بالمائة في بعض المناطق، إلا أن أكثر مشكل كان يؤرق المواطنين والزبائن هو نقص التموين ببعض المواد الأكثر استهلاكا وفي مقدمتها نقص حليب الأكياس.