الجزائر
الجمعة الـ 28 من الحراك

مطالب بمحاسبة الفاسدين محليا وإعادة أموال الشعب

الشروق أونلاين
  • 5093
  • 20
ح.م

بشعار “مستمرون.. وللحراك  مواصلون”،  خرج عشرات الآلاف من الجزائريين في الجمعة الثامنة والعشرين والأخيرة قبل الدخول الاجتماعي للمطالبة بالتغيير الجذري، ورحيل ما تبقى من رموز العصابة، مرددين شعارات رافضة لجلسات الحوار التي يقودها كريم يونس، ولإجراء انتخابات رئاسية قبل رحيل باقي النظام السابق.

ونزل، الجمعة، الآلاف من الجزائريين بعد صلاة الجمعة مباشرة إلى شارع ديدوش مراد وصولا إلى ساحة البريد المركزي، مرورا  بساحة موريس أودان وسط الجزائر العاصمة، رافعين شعارات رافضة لإجراء انتخابات رئاسية بنفس وجوه النظام السابق، ورافضة في نفس الوقت لاستمرار لجنة الحوار والوساطة التي يقودها كريم يونس في تمثيلهم.

ورغم الإجراءات الأمنية المشددة، والانتشار المكثف لعشرات المركبات التابعة للشرطة، بدءا من ساحة البريد المركزي إلى غاية ساحة موريس أودان، مع تضييق الخناق على المداخل الرئيسية الشرقية والغربية بحواجز أمنية لتفتيش الوافدين إليها، أبى المواطنون إلا  أن يواصلوا حراكهم الشعبي الذي انطلق في 22 فيفري الفارط، ليؤكدوا مرة أخرى أن الحراك الشعبي تمكن من اجتياز امتحان العطلة الصيفية بنجاح.

وكما جرت عليه العادة  توافد العشرات من  المتظاهرين إلى شارع ديدوش مراد بالعاصمة ولأول مرة منذ بداية الحراك الشعبي لوحظ تواجد شاحنات الشرطة على طول شارع باستور، غير أن هذه الإجراءات لم تمنع المتظاهرين من الوصول إلى ساحة البريد المركزي ، مرددين هذه المرة شعارات تطالب السلطات برفع الحصار عن العاصمة خاصة مع بداية الدخول الاجتماعي، متوعدين إياهم باستمرار في الحراك في ظل الإصرار على إجراء انتخابات رئاسية وبقاء رموز النظام السابق، مطالبين بترك الكلمة للشعب الذي هو مصدر السلطة .

وحملت شعارات الجمعة الثامنة والعشرين في طياتها انتقادا للجنة الحوار والوساطة التي يقودها رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق كريم يونس، حيث عبر المتظاهرون عن رفضهم للدور الذي تقوم به اللجنة في الوساطة والحوار، معتبرين أن هذه الأخيرة خانت الشعب الذي خرج في الحراك الشعبي، وهذا بقبولها فتح نقاش مع السلطة في ظل غياب شروط نجاحه على غرار إطلاق سراح معتقلي الرأي، والاستجابة لمطالب الحراك المتمثلة في رحيل رموز النظام السابق، وغياب ضمانات من طرف السلطة تستجيب من خلالها لمخرجات الحوار.

وطالب المحتجون الذين عمت بهم شوارع العاصمة برحيل من سموهم “بقايا الفاسدين من نظام بوتفليقة”، ورددوا هتافات وحملوا شعارات من أبرزها: “لا حوار ولا انتخابات مع العصابات”، “الشعب يريد تطبيق المادتين 7 و8″، “،”نريد إرساء دولة مدنية “، “يا حنا يا نتوما، ماناش حابسين، مكاش انتخابات يا العصابات “وهي الشعارات التي لا تزال تتكرر في كل جمعة من الحراك الشعبي.

كما كرر المحتجون مطالبهم بضرورة إطلاق سجناء الرأي أو ما يعرف بمعتقلي الحراك الشعبي وعلى رأسهم المجاهد لخضر بورقعة حيث رددوا شعارات دعوا من خلالها للإفراج عن السجناء، مرددين شعارات موجه لنظام السابق.

دعوة لاسترجاع أموال الشعب

وردد المحتجون في جمعتهم الثامنة والعشرين شعارات دعوا من خلالها لإرساء دولة مدنية، والاستمرار في اعتقال رموز النظام السابق الذين تورطوا في الفساد وتسببوا في معاناة الجزائريين، على حد تعبيرهم، داعين في نفس الوقت لاسترجاع أموال الشعب المنهوبة التي تفننت العصابة حسبهم في نهبها على حساب الشعب، حيث رفعوا لافتات كتب عليها “نريد أموال الشعب.. وسجن من باع الوطن”.

آخر جمعة قبل الدخول الاجتماعي
مطالب بمحاسبة الفاسدين محليا وإعادة أموال الشعب

يواصل سكان ولاية ميلة، وللجمعة الـ28 على التوالي، الخروج في مسيرات سلمية حضارية، حيث خرج الجمعة، عقب صلاة الجمعة، مئات المتظاهرين بمختلف الشوارع والأحياء بالدوائر الكبرى لولاية ميلة، وتجمع مئات المتظاهرين بساحة الشهداء ـ عين الصياح بعاصمة الولاية، لينطلقوا بعدها في مسيرة جابت الشارع الرئيسي لعاصمة الولاية ميلة وصولا إلى محول بوالصوف، حاملين الرايات الوطنية، ورددوا شعارات تعكس مدى وعي سكان الولاية. وقد حرص المحتجون على المطالبة برحيل بقية الباءات، ومواصلة مرافقة الجيش للحراك الشعبي ومتابعة الفاسدين، محافظين على سلمية الاحتجاجات وسط تنظيم محكم، رغم أن عدد المتظاهرين هذه المرة لم يتعد المئات، مرددين “استجيبوا للنداء وطهروا لنا البلاد من المفسدين”، “الجيش الشعب خاوة خاوة”، “صامدون صامدون للمسيرات مواصلون”. كما جدد سكان قسنطينة ظهر أمس، خروجهم للجمعة الـ28 على التوالي، مؤكدين على مطالبهم السابقة المتعلقة أساسا بضرورة رحيل كل رموز النظام السابق، وكذا رفضهم إجراء انتخابات رئاسية في ظلّ بقاء حكومة بدوي، حيث هتفوا “لا انتخابات مع العصابات”، كما رفعوا شعارات ضد لجنة الوساطة والحوار التي اتهموا تشكيلتها بخدمة النظام السابق.

المتظاهرون الذين تجمعوا كعادتهم بوسط مدينة قسنطينة، طالبوا بضرورة الإسراع في محاسبة رؤوس الفساد محليا، وكشفهم للرأي العام المحلي، نفس المشهد عاشته مدينة قالمة، عندما تجمع المتظاهرون في شارع سويداني بوجمعة بقلب المدينة مؤكدين على تمسكهم بمطالب التغيير الجذري، رافعين شعارات ضد لجنة الوساطة والحوار، وجددوا مطلبهم إلى العدالة بضرورة الإسراع في التحرك لفتح الملفات محليا لمحاسبة رؤوس الفساد وفي مقدمتهم مسؤولي الأحزاب والمنتخبين الذي عبثوا بمصير الولاية ومواطنيها على مدار عشريتين من الزمن، وقد شهد الحراك بقالمة وصول صاحب الدراجة الهوائية الشيخ القادم من ولاية بومرداس لمشاركة القالميين في مسرتهم السلمية. كما طالب أبناء روسيكادا خلال مسيرتهم السلمية الـ28 التي شارك فيها كل أطياف المجتمع، والتي انطلقت كالعادة من حي 20 أوت 1955 وصولا إلى ساحة أول نوفمبر، مرورا بالشارع الرئيسي بمحاسبة العصابة الموجودة على مستوى الولاية وعلى رأسها البرلمانيين المحليين، حسب ما جاء في الشعارات التي رفعوها والتي تدعو أيضا للضغط على السلطات لتحقيق جميع المطالب التي رفعت منذ الـ22 من شهر فيفري الماضي، وعلى رأسها رحيل الباءات المتبقية ومحاسبة الفاسدين وناهبي المال محليا ووطنيا، وضرورة استرجاع الأموال المسروقة، وككل جمعة هتف السكيكديون بضرورة فصل الجيش عن الدولة، كما رفضوا رفضا قاطعا الحوار مع أشخاص محسوبين على النظام السابق المغضوب عليه من طرف كل أطياف المجتمع جراء نهبه لأموال الشعب على مدار 20 سنة كاملة، ورددوا بصوت واحد لا حوار مع العصابات، هذا وطالبوا بإشراك شباب الحراك الشعبي في الحوار من اجل الخروج من هذه الأزمة السياسية التي طال أمدها، كما بارك المشاركون في هذه المسيرة السلمية الـ28 دور العدالة التي زجت بعدد معتبر من الحوت الكبير في سجن الحراش وتسليط أقصى عقوبة عنهم.

البجاويون بصوت واحد: بركاو من اللعب.. السلطة للشعب

على وقع هتافات “أولاش سماح أولاش” انطلقت مسيرة الجمعة 28 بمشاركة عشرات الآلاف من المواطنين، صغار وكبار، رجال ونساء، الذين جابوا الشوارع الرئيسية لمدينة بجاية انطلاقا من ساحة دار الثقافة “الطاوس عمروش” أو “ساحة الحراك” كما يحلوا للكثير تسميتها، باتجاه ساحة حرية التعبير “سعيد مقبل” قبل أن يواصل الطوفان البشري سيره صوب المدينة القديمة فالميناء، حيث جدد المشاركون في مسيرة بجاية رفضهم المطلق لبقاء من وصفوهم ببقايا نظام بوتفليقة في الحكم على رأسهم بن صالح وبدوي وحكومة هذا الأخير بشعار “نعم للتغيير الجذري ولا لتجميل وترقيع النظام”، في حين أجمع المشاركون في هذه المسيرة على ضرورة تطبيق المادتين 7 و8 من الدستور بشعار “بركاو من اللعب.. السلطة للشعب”، فيما رفع أحد المواطنين لافتة دون عليها “المفتاح المناسب 7-8” وقد رفض المشاركون في مسيرة بجاية، كل أشكال المراوغة التي تنتهجها السلطة، التي وصفوها بغير الشرعية، من أجل كسر الحراك، مؤكدين في هذا السياق تمسكهم برحيل كل رموز نظام بوتفليقة الفاسد وبتسليم السلطة للشعب.

وقد طالب المواطنون مرة أخرى، بإطلاق سراح ما أضحى يطلق عليهم بمعتقلي الرأي، كما أصروا على محاسبة كل الفاسدين والمفسدين الذين دمروا البلاد طولا وعرضا طوال عشرين سنة من حكم بوتفليقة، ملحين في نفس الوقت على ضرورة تطهير كل القطاعات على المستوى المحلي، حيث تساءل أحد المواطنين في هذا الصدد بالقول: “وماذا عن العصابات المحلية؟”.

مقالات ذات صلة