الجزائر
الوجبة الواحدة بـ4 آلاف دينار مع ضمان السهر والترفيه

مطاعم “شيك” تستثمر في الوجبات الرمضانية

نادية سليماني
  • 3438
  • 5
ح.م

أقدمت كثير من المطاعم الراقية وفي ظاهرة جديدة بالمجتمع، على فتح أبوابها طيلة الشهر الفضيل، لتقديم وجبات منوعة بين التقليدي والشرقي للعائلات الراغبة في الإفطار خارج المنزل، والإفطار يكون مرفوقا بسهرات رمضانية منوعة، والجديد أن الإقبال كان رهيبا على بعض المطاعم رغم غلاء الأسعار.

كثيرة هي المطاعم بالعاصمة والتي قرّرت التكيف مع الشهر الفضيل، في ظل انعدام زبائن في رمضان، فقرّرت تقديم وجبات إفطار منوعة للعائلات الراغبة في تذوق إفطار رمضاني مميز خارج المنزل، تعقبه سهرات فنية وترفيهية بذات المطعم، وتختلف الأسعار من مطعم لآخر.

1700 دج للطفل الواحد و3 آلاف دج للبالغ

والمُلفت في هذه المطاعم أن أسعارها مرتفعة نوعا ما، وهو ما جعل زبائنها من العائلات الميسورة أو الشباب الأعزب، فسعر وجبة إفطار لشخص واحد فقط تبدأ انطلاقا من 1500 دج وتصل حتى 4 آلاف دج، وهي أسعار موجهة حتما للطبقة الثرية، إذ لا يمكن لعائلة متوسط الحال ومكوّنة مثلا من 5 أفراد أن تدخل مثل هذه المطاعم، ويرتفع السعر في حال طلب الشخص “قلب اللوز” أو “زلابية” وحتى مشروبات غازية أو عصائر غير الماء.

كما يجد الباحثون عن المطاعم الراقية التي تقدم وجبات إفطار في رمضان في متناولهم موقعا إلكترونيا يضم قائمة بجميع المطاعم عبر الوطن، فيما تلقّى كثيرا من المواطنين رسائل نصية قصيرة على هواتفهم المحمولة، يدعوهم فيها أصحاب المطاعم للحجز هاتفيا أو عن طريق الإنترنت، مع إغرائهم بتقديم خدمات مميزة.

الدخول بحجز مُسبق للتمتع بأطباق تقليدية لطباخين مشهورين

ولمعرفة نوعية الخدمات المقدمة في هذه المطاعم، اتصلت “الشروق” ببعض أصحاب المطاعم.. بدأنا بمطعم “الباردو” بوسط العاصمة، وهو واحد من المطاعم التي تقدم إفطارا رمضانيا للعائلات، وحسب مسير المطعم، ايدير ياسين، فالأسعار تقدر بـ 3300 دج للشخص الواحد. وعن إقبال العائلات، أكّد محدثنا بالقول “معظم العائلات التي تقصد مطعم الباردو في رمضان، تأتي في نهاية الأسبوع بعد الحجز المُسبق”، والزبائن حسبه، عائلات مُكوّنة من عدة أفراد… الوالدان والأطفال وحتى الجدّان، يأتون جماعة للتمتع بأطباق تقليدية محضة ومنها الشوربة والبوراك و”طْواجن”، كما أكد ياسين استقبالهم مجموعات من الشباب يفضلون الإفطار مع الأصدقاء، خاصة وأن “شاف” المطعم طباخ ممتاز.

 أما بمطعم “لالة مينا” بوسط العاصمة فتبدأ الأسعار انطلاقا من 3500 دج للشخص الواحد، فيما يقدم مطعم “loft” بدالي ابراهيم، تخفيضات في أسعاره للأطفال، فوجبة إفطار لطفل واحد تقدر بـ 1700 دج، فيما يدفع الشخص البالغ مبلغ 2700 دج ليتمتع بأطباق شرقية وغربية، ويوفر المطعم أيضا وجبة السحور لزبائنه.

فيما تعطي مطاعم أخرى الحرية للزبون بين الإفطار بالمطعم أو حمله معه الى المنزل للإفطار وسط عائلته، وهو ما يعرضه مطعم “la table des gourmets” بباب الزوار.

موائد إفطار عائمة تستقطب الصائمين

يصنع مطعم “الدلفين” بمنطقة الجميلة بعين البنيان الاستثناء في رمضان، فالمطعم هو الوحيد الذي أدرج خدمة تناول الطعام على سفينة بالبحر على غرار المطاعم التركية والمصرية، ومثلما كان الإقبال كبيرا على المطعم في الأيام العادية، يعرف المكان نفس الإقبال أو أكثر خلال الشهر الفضيل.

وحسب المكلفة بالحجوزات بالمطعم، صابْرين، فأكدت لـ “الشروق” أن المطعم يمتلئ عن آخره في رمضان من طرف عائلات وشباب، وحسب تأكيدها “نستقبل يوميا قرابة 100 شخص بعدما يحجزون قبلها بفترة، ويبدأ توافد الزبائن ابتداء من الساعة الـ 6 والنصف مساء”.

وعن الأطباق التي يقدمها المطعم، تقول صابرين “نعرض على الزبائن أطباقا تقليدية منوعة، من شوربة وبوراك وأطباق تقليدية وقارورة ماء، وذلك ابتداء من 3 ألاف دج للشخص الواحد، وفي حال رغب الزبون في تناول “زلابية” أو “قلب اللوز” أو مشروبات غير الماء يدفع 1000 دج إضافية”.

ويُوفر المطعم لزبائنه سهرات فنية تنطلق بعد منتصف الليل، بحضور فنانين أو من تنشيط “دي جي”.

مواطنون يُعلقون… “شوربة وبوراك في داري.. خير من السلطان في دارو”

نوال من القبة بالعاصمة، هي واحدة من الأشخاص الذين أفطروا بمطعم عين البنيان خلال رمضان، ورغم أنها موظفة وراتبها بسيط، لكنها قررت المغامرة لتغيير الجو مع صديقاتها، وعن هذا أخبرتنا “حجزتُ مع 3 صديقات ودفعنا مبلغ 12 ألف دج، وغايتنا كانت الهروب من ضغط المنزل والعمل، وتمضية لحظات جميلة لا تنسى وسط البحر”. وعن تكرار التجربة، أكدت المتحدثة، أنها لن تفعل ذلك بسبب غلاء الأسعار، خاصة وعيد الفطر على الأبواب، فيما رفضت عائلات أخرى تماما فكرة الإفطار خارج المنزل، حتى ولو عند الأقارب “فما بالك بمطعم وتدفع مبالغ خيالية” حسب تعبير أحمد والد لطفليْن، والذي أكّد أنه يأكل ما لذ وطاب بمنزله وبتكلفة بسيطة، ثم يتوجه لأداء صلاة التراويح بالمسجد “وهكذا يُمضي يوما رائعا” حسب قوله.

مقالات ذات صلة