الجزائر
أئمة أغلقوها وآخرون يستمرون في فتحها

مصليات النساء تثير الفتنة في المساجد!

بلقاسم حوام
  • 8709
  • 2

لا تزال مصليات النساء تثير فتنة في المساجد، بعد إقدام عدد من الأئمة على إعادة غلقها بعد فتحها لصلاة التراويح رمضان الماضي، بحجة الإجراءات المتعلقة بمواجهة فيروس كورونا، حيث انتقدت مرشدات دينيات في تصريح للشروق اليومي إبقاء أغلب مصليات النساء مهجورة دون عذر، “نتفهم غلق مصليات النساء في المساجد الصغيرة والتي تحوّل في صلاة الجمعة للرجال، غير أن الكثير من المساجد عبر الوطن تتسع لآلاف المصلين بقيت فيها مصليات النساء مغلقة بسبب تعسف الأئمة وبعض مديري الشؤون الدينية.

جمال غول: كيف نسمح للمرأة بصلاة التراويح ونمنعها من الجمعة

وأمام هذا الانسداد في إعادة فتح مصليات النساء في الكثير من المساجد، رغم غياب تعليمة وزارية لغلقها، نشبت خلافات على مستوى لجان المساجد وجمعيات المرشدات الدينيات اللواتي طالبن بتدخل الوزير لإعادة فتح عدد كبير من مصليات النساء التي بقيت مهجورة.

لا وجود لتعليمة بمنع النساء من المساجد

وفي هذا السياق، أكد رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة جمال غول في تصريح للشروق أنه لا وجود لتعليمة وطنية لوزارة الشؤون الدينية تمنع النساء من دخول المساجد، وإنما تركت المجال مفتوحا للسلطة التقديرية لمديري الشؤون الدينية، الذين بإمكانهم تحويل مصليات النساء للرجال في المساجد الصغيرة بسبب احترام إجراءات التباعد ، “غير أن هناك العديد من مصليات النساء في مساجد كبيرة لا تزال مغلقة دون وجه حق فهي لم تسمح للنساء ولم تفتح للرجال، فكيف نسمح للمرأة أن تصلي التراويح في المسجد في الليل ثم نمنعها من صلاة الجمعة، خاصة أن عددا كبيرا من النساء تربطهن علاقة متينة مع المساجد وتمثل لهن صلاة الجمعة فرصة للإرشاد والوعظ، وإذا لم يكن هناك مانع صحي وشرعي لغلق مصليات النساء، فلماذا قام العديد من مديري الشؤون الدينية بغلقها في وجه المصلين نساء ورجالا”.

وأكد جمال غول، أنه في نفس الحي والبلدية هناك مساجد مفتوحة للنساء وأخرى ممنوعة، وهذا ما يتسبب أحيانا في استغراب النساء اللواتي لم يهضم عدد كبير منهن هذا الاختلاف بين الأئمة في منع المرأة من دخول بيت الله، خاصة مع وجود بروتوكول صحي يحمي من الإصابة بالوباء داخل المساجد على غرار التعقيم والتباعد وارتداء الكمامة.

وقال محدثنا إن غلق مصليات النساء في العديد من المساجد يعني حرمان الأمهات من دروس محو الأمية، وتوقيف الدروس التحضيرية للأطفال والعديد من الأنشطة التربوية والدينية التي تقوم بها المرشدات الدينيات والمعلمات في مصليات النساء.

كما طالب محدثنا وزارة الشؤون الدينية بإعادة تقييم البروتوكول الصحي في المساجد الذي يشهد فوضى كبيرة رغم التعليمة الأخيرة لتشديده، مؤكدا المساجد تعتمد على المتطوعين لفرض البروتوكول الصحي وهذا ما يتسبب في حرج كبير للأئمة والقائمين على المسجد، في ظل غياب موظفين مكلفين بهذه المهمة بشكل رسمي، “خاصة مع ارتفاع حالات الإصابة بالوباء مؤخرا، ما يتطلب صرامة أكبر في مراقبة المساجد وتشديد إجراءات الوقاية قبل المرور للأسوأ، والعودة لا قدر الله إلى غلق المساجد من جديد..”.

مقالات ذات صلة