-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مصلحة البلد بين بلعايب وبوشوارب!

قادة بن عمار
  • 9673
  • 0
مصلحة البلد بين بلعايب وبوشوارب!
الأرشيف
وزير التجارة بختي بلعايب

الوزير الأول عبد المالك سلال استغل الاجتماع غير الرسمي لمنتجي النفط بالجزائر أمس من أجل المرافعة عن اقتصاد البلد والحديث عن صموده في مواجهة تراجع الأسعار، مما دفع البعض للتساؤل: هل سلال فعلا مقتنعٌ بالكلام الذي يقوله؟ أم أنه للاستهلاك الإعلامي فقط، خصوصا أن إطلالة سريعة على تصريحات العجز الفاضح في الميزان التجاري وفشل كل البدائل لإنقاذ الاقتصاد وتنويعه، كافية لنفي كل ما قاله؟!

الأمر الآخر: ما هذا العبث الذي أصاب عددا من المسؤولين عن ملفات اقتصادية مهمة بالبلد، فبعدما تحدّث وزير التجارة ضمن خرجته الشهيرة مؤخرا عن عودة استيراد السيارات المستعمَلة، عاد مصدرٌ غير معروف ليكذّب الوزير يوما واحدا بعد ذلك، ثم انتظرنا عودة وزير الصناعة من الولايات المتحدة ليقول إن الأمر غير مطروح في قانون المالية 2017 أصلا؟! فباسم من كان يتكلم بلعايب؟ وباسم من ينفي بوشوارب المسألة برمتها؟!

أخطر ما يهدد الاقتصاد الوطني المبني على برميل بترول، ليس فقط تراجع الأسعار، بل أيضا تلك التصريحات التي يطلقها هذا الوزير، ثم يردّ عليه وزيرٌ آخر، في ظل تخبُّطٍ حكومي ملحوظ لم يعد خافيا حتى عن أولئك الذين لا يهتمون بالسياسة في البلد.

بلعايب وبوشوارب من حزبٍ واحد وهو الأرندي، ذلك الحزب الذي يقوده مدير الديوان في الرئاسة، والذي بدلا من احتواء العبث السائد بين أعضاءٍ في الحكومة يمثلون حزبه، عاد ليغسل يديه من وزيره للتجارة، ثم تحدّث في بداية الأسبوع الماضي عن تراجع مداخيل الجزائر بـ70 بالمائة، وبدلا أيضا من تقديم حلول وبدائل، اتهم أشخاصا خارج البلد من مزدوجي الجنسية بمحاولة إحراق الجزائر في مؤامرةٍ جديدة تشبه مؤامرة 2011 المسماة بأحداث الزيت والسكر.

هل نشهد تصديرا لمشاكل الأرندي الداخلية إلى الواجهة على حساب مصلحة البلد؟ ولماذا أزعجت تصريحات بلعايب أمين عام الأرندي إلى هذا الحدّ؟ المؤكد أنّ الأمر لا يتعلق فقط بخرق واجب التحفظ وإنما بأشياء أخرى لا نعلمها جميعا!

حين يتحدث إطار بارز في حزب السلطة “الأرندي” عن وجود علاقة مشبوهة بين وزراء في حكومة عبد المالك سلال ورجال أعمال فاسدين، فإن هذه التصريحات تعدّ أخطر من تلك التي أطلقها وزير التجارة، وتدّل فعلا على أننا نعيش ومنذ فترة مرحلة.. العبث المنظم!

التصريح السابق قاله صدِّيق شهاب، وهو الناطق باسم الأرندي، قبل أن يضيف في لقاء تلفزيوني أن “هؤلاء الوزراء قلّة في حكومة سلال وهم ينفذون أجندة بعض رجال الأعمال لتحقيق مكاسب آنية”!

ليس سرّا ولا تحاملا التذكير بأن فلسفة الأرندي تقوم على إخفاء الحقيقة بحجة “الحفاظ على المصلحة العليا للوطن”، فما معنى إذن أن يتهم شهاب صديق وزيرين في الحكومة بالخروج عن واجب التحفظ، ووزراء آخرين (ولو كانوا قلة، حسب رأيه) بالتحالف مع الفاسدين، دون أن يخلع رداء التجانس عن حكومة سلال؟ 

الأرندي يريد حكومة جديدة قبل التشريعيات، فأن تذهب إلى الانتخابات وفي جيبك “حكومة” أفضل بكثير من مواجهة الإدارة وحيدا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!