-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مصر التي ضاعت.. وضيّعتنا!

قادة بن عمار
  • 7769
  • 0
مصر التي ضاعت.. وضيّعتنا!

مصر غير قادرة على اقتراح رجل “أقل قذارة” من أحمد أبو الغيط ليكون أمينا عاما لجامعة الدول العربية؟ ألهذا الحدّ وصلت بنا الأمور لتعيين الرجل الذي أيد العدوان على قطاع غزة ليكون المسمار الأخير في نعش التعاون العربي!!

ألم يكن من واجب الدول “النظيفة” وفي مقدمتها الجزائر، أن تنتفض على هذا الخيار، لأن مصر الحالية، ليس بمقدورها تصدير نماذج جيدة، ولا أسماء كبيرة ماعدا في الخذلان وبيع القضية مثلما هو الحال بالنسبة لأبو الغيط، صديق الصهيونية تسيبي ليفني الأول في المنطقة!!

في مصر، لم يعد الأمر مقتصرا فقط على النزاع حول دعم النظام أو الخروج عنه، شرعية السلطة القائمة أو لا شرعيتها، انتشار المظالم السياسية أو تبريرها، لكن الأمر بات كارثيا بالجملة لدولة ظلت تصدّر لعقود طويلة منارات فكرية وإبداعية وسياسية هامة قبل أن تسقط في أوحال الدكتاتورية، ونحن هنا لا نقصد فقط دكتاتورية النظام، لكن دكتاتورية الجهل واستبداد اللاوعي وضياع البوصلة الأخلاقية!!

مصر الفكر والثقافة والتاريخ، لم تعد تحضر إعلاميا في الوقت الراهن، سوى عبر صورة نائب برلماني مخبول التقى السفير الإسرائيلي فضربه زملاؤه بالحذاء في مشهد كاريكاتوري، ثم قاموا بطرده من مجلس منتخب، وكأنهم يفتون: رفع علم تل أبيب في سماء القاهرة حلال، لكن اللقاء مع سفيرها حرام!!

مصر الحالية لم يعد يشغلها سوى كيفية تجريم حركة حماس الفلسطينية لتبرير الغلق المستمر لمعبر رفح، ولم تعد مهتمة إلا بتحصيل مزيد من الأموال الخليجية ورفع صفقات الجيش، ولم يعد يثير شارعها وإعلامها سوى منع النقاب في الأماكن العامة وقضية ممثلة مصرية مخمورة اتهمت ضابط شرطة بالاعتداء الجنسي عليها وهتك عرضها، فقامت الدنيا بأكملها دون أدنى اعتبار لمئات الآلاف الآخرين الذين تنتهك أعراضهم بشكل يومي ويساقون لمحاكمات عسكرية ويعذبون بطرق بدائية، وذلك كله وفقا لتقارير رسمية وأخرى حقوقية من داخل مصر وليس من خارجها؟!!

النظام في مصر الآن لم يعد مهددا من طرف الإخوان ولا اليساريين ولا حتى الجهاديين في سيناء، النظام يهدده الآن، أمناء الشرطة الذين تحولوا إلى سلطة موازية، ودولة داخل الدولة.. النظام يهدده الآن قضاء فاسد يحكمه رجل ماكر يسمى أحمد الزند دعا لقتل جميع المصريين من تنظيم الإخوان، صغارا وكبارا لـ”تحقيق العدل والقصاص لشهداء الشرطة والجيش”!!

النظام في مصر الآن يخنق نفسه بيديه.. حيث أتى ببرلمان تحوّل في ظرف وجيز إلى مسخرة حقيقية، ودعَم إعلاما فاسدا لم يعد قادرا على لجمه ولا ضبط انفلاته، كما أهدى الدولة على طبق من ذهب لجهاز المخابرات وجنرالات الجيش من أجل الحصول على مشاريع جديدة، والاسترزاق من أموال المصريين الغلابى في تكرار لما فعله نظام حسني مبارك حين سلم الدولة، بمن فيها وما فيها لزمرة من رجال الأعمال الفاسدين يتقدمهم ماكر آخر اسمه أحمد عز!!

لم يكن الإخوان يملكون تصوّرا حقيقيا للدولة، ربما أضاعوا الكثير حين قرروا حكمها بمفردهم، لكن الجمهورية التي جاءت بعد محمد مرسي، جعلت من هذا الأخير يبدو أكثر “اعتدالا وتنظيما وتسامحا” مما يحدث الآن!!

السيسي أطلق النار على قدميه حين قرر التخلص من جميع حلفائه وبناء جمهورية جديدة، ففي عهده الآن يقبع جميع من كانوا ضد الإخوان، معتقدين أنهم بتأييد الانقلاب ساهموا في بناء مجد ذاتي لا يزول، وفي مقدمة هؤلاء، كاتب يدعى إسلام البحيري وناشطة تسمى فاطمة الناعوت، وفي قادم الأيام، سيسجن أيضا توفيق عكاشة ومرتضى منصور، والقائمة طويلة..!

في مصر الآن، أنت متهم حتى لو كنت طفلا لم تتجاوز السنة من العمر بعد، على غرار رضيع تم الحكم عليه غيابيا بتهمة التورط مع جماعة إرهابية، وحين داهمت الشرطة مقر مسكنه لإلقاء القبض عليه وفوجئت لصغر سنه، قامت باعتقال والده بدلا عنه.. فهل رأيتم ظلما أكثر من هذا!! مصر الآن يحكمها إعلام المرتزقة وقضاء الفاسدين وبرلمان المهجرين وتحرش العسكريين، فهل هذه هي مصر التي عرفناها على امتداد التاريخ؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • عبد النور

    نحن لم نعرف ابو الغيط الا في ظل قيادة مصرية انتهى امرها اما اليوم فهو يعود الينا في ظل قيادة اخرى هو ملزم ولو اخلاقيا بتنفيذ ارادتها ومن ثمة لا يجب ان يسبق ياسنا تفاؤلنا المهم ان الرجل ابن مصر ومصر افضل من غيرها حتى الان ...

  • حازم صلاح ابو اسماعيل

    مصر و كما قال الأستاذ حازم صلاح ابو اسماعيل ستصبح أضحوكة العالم...

  • ابن الجزائر

    قال عكاشة " اذا كنت انا عميل اسرائل انتم عملاء مين" خذ الحكمة من افواه المجانيين

  • كمال - سكيكدة -

    شعب الجزائر مسلم *** و إلى العروبة ينتسب
    كلمات من ذهب قالها أكبر عالم أمازيغي مسلم في القرون الثلاثة الماضية.
    فليرحل أبناء باريس إلى أحضان أمهم الحنون "فرنسا" فالجزائريون
    أبناء باديس.

  • حسان بن محمد

    السلام عليكم أخي قادة ، جميع مواضيعك في الصميم وتضع دائما النقاط عل الحروف ...
    فيما يخص جامعة الدول العربية معلوم أن من يوضع على رأسها عادة يمشي عكس التيار ....الغرب يمنحه المنصب ويتحكم فيه داخليا وخارجيا ..كالقضية الفلسطينية ..سوريا ...اليمن ..لبنان.......الفاسد والماكر هو الذي يحكم ويقرر .......أما بخصوص السيسسي هدفه القضاء على آخر شخص موالي للنظام السابق ...فمرسي أصبح في نظرهم خائن مجرم سفاح وكل مؤيد يلقى نفس الحكم ......حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم

  • عامر الجلفة

    لن ينفع الدول العربية لا القذر ولا النظيف القاعدة فاسدة الشعوب نائمة عن صلاة الفجر

  • bouras

    لم يكن الإخوان يملكون تصوّرا حقيقيا للدولة، ربما أضاعوا الكثير حين قرروا حكمها بمفردهم : كلكم ترددون كلاما كببغوات لا أصل له من الصحة ، الجيش لا يملكون فردا قياديا فيه! عرضوا نواب رئيس من تيارت أخرى و وزراء!!، لست إخوانيا و لا أطيقهم ، أنصفوا لتفهموا و تتقدموا

  • zoubir

    متى نفهم ان الانقلابات والدسائس لا تبني الاوطان ولا تحرر الاراضي وحكم الاستبداد ما هو الا مجلبة للخيانة والضياع للشعوب

  • بودية

    مهما تحدثت ومهما كتبت يا سي قادة لن يتغر الحال في مصر لأن الثورة الشعبية الحقيقية أجهضت وضاع صناعها الأفذاذ، وحتى ينضج مصلحون ومجددون آخرون، يكون المفسدون وجدوا اساليب وأبواق تبقيهم في الحكم أكثرمن خمسين سنة أخرى تكون أنت يا سي قادة ـ عفواـ عاجزا عن الكتابة والتعليق.

  • الياس

    المقاومة التي انتصرت و٠٠٠٠ نصرتنا
    و اعادت الى الامة املها و شرفها و عزتا

  • almanzor

    يجب على الدول العربية أن تتحرر من هذه التبعية لمصر، فمصر لم تعد كما كانت مركز العالم العربي و أم الدنيا و منبع الأدباء و المفكرين، وقد ولى الزمن الذي كان فيه عبد الناصر يأمر و حكامنا يأتمرون بأمره، فإن أراد أن يثور ثاروا و إن أراد أن يقاطع قاطعوا، وجاء زمن حكمها فيه هذا التافه، الرويبضة، الجاهل الذي لا يصلح حتى لقيادة شعبه، فما بالك بالعالم العربي!!

  • محمد طاهر

    مصر التي في خاطري و في فمي .. أحبها من كل روحي و دمي .. يا ليت كل مؤمن بعزها يحبها حبي لها .. بني الحمى و الوطن من منكم يحبها مثلي أنا .. عيشوا كراما تحت ظل العلم .. تحي لنا عزيزة في الأمم .. آه منك أيها النظام الفاسد لا أجد إلا أن أقول حسبي الله و نعم الوكيل في من حط رؤوسنا في وحل الذل..

  • اليمين

    ماهذا الغباء الا يكفيك قتل الاف من المصريين لا يكفيك حصار غزة وترحيل وتهديم الاف المساكن من رفح المصرية وتهجيير سكانها نعم اتفق معك في حالة البحير ي لكن اتعلم كم حكم عليه سنة سنة ماذا تريد اكثر من هذا

  • ع الغني

    كلهم من طينة واحدة يا سي قادة ، ُولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ٌ صدق الله العظيم.

  • بدون اسم

    السلام عليكم
    شكرا ...
    جامعة الدول العربية
    جامعة تشتت، تنازع تشاحن ، تفرق وتمزق المجتمعات العربية،
    واختلاف، باختلاف المصالح،
    -يحفظك -
    وشكرا

  • شمشوم

    ومع ما ذكرت فان نصف الشعب المصري موافق ومؤيد لحكم العسكر نكاية في الاسلاميين فهذا النصف يرضي بفاشية العسكر ونازيتة ولا يحكمه الاسلاميين وهم ليسوا مع السيسي وانما مع نموذج السيسي

  • AURES54

    البحث الدائم عمن يقودونا
    وكأننا أطفال تاهت عنا السبل
    أو ربما معاقين ضاعت منا عقولنا
    مصر تقود نفسها لنفسها وتسير وفق ما يخدم مصالحها
    وليست مربية إجتماعية تعتني بالعجزة وذوي العاهات

    المصريون أدرى بشعاب بلدهم وبنفسية شعبهم
    فإن أرادوا المذلة فلهم ذلك
    وإن أرادوا غير ذلك
    Alors ilssont majeurs et vaccinés
    إبداء الرأي لحال ما شيئ
    والتباكي على وضع كطفل ضاعت منه حبة حلوى شيئ آخر
    وبعد ذلك نتسائل
    من أين جاءت كل تلك النرجسية المصرية اللتي حيرت الكثير
    اللغز تم حل
    au royaume des aveuglesles borgnes sontro

  • abdo

    مقال رائع أخ قاده اختزلت فيه المشهد المصري في ظل حكم المعتوه السيسي

  • ياسين

    لماذا ياقادة؟ هل من حرية التعبير قذف الناس وهو في نفس الوقت مسؤول في دولة شقيقة؟ اما ذكرك لاسلام البحيري فلا ادري ان كنت تعرفه ام لا .فواللهؤ انه سب الذات الالاهية وسب كتب لتراث من الصحيحين فضلا عن ما دونهما.ووصفهم بالقذارة وانه سيدوسهم. نود من كتابنا التحري في الاشخاص حتى لا يقال انهم يوافقونهم اراءهم ، اقوال البحيري موجودة في النت ويكفي اي شخص الاطلاع عليها ليعرف الحقيقة.على ااقل يحسب ﻻلسيسي ادخال هذا الشيء للسجن في عهده. وليس كمرسي لذي باع سيناء وجدد اتفاقيات مصر واسرايل.

  • AHMED

    بارك الله فيك كلام في محل محله

  • بدون

    مصر تموت ببطئ
    البقاء لله ، لاتنسوا ان تترحموا علينا من باب الشفقة و ان تدفنونا على الشريعة الاسلامية

  • الانقلاب لا ياتى بخير

    الانظمة تتشابه مع بعضها لهدا فانها تساند بعضها فالنظام الجزائرى وافق على تغيين هدا ما يسمى ابو الغيط و تعاملت من قبل و الان مع النظام الانقلابى الفاشى و الدى جعل مصر التاريخ و الحضارة و الثقافة مسخرة الدنيا لهدا فان املنا بعد الله فى الخيرين الدين يرجعون مصر الى مكانتها

  • محمد

    السلام عليكم. لم أقرأ مثل هذا منذ زمن بعيد، بعيد، بعيد. منذ كانت في بلدي معارضة حقيقية، ونقابات حقيقية و مجالس حقيقية و جامعات حقيقية و مثقفون حقيقيون و ثوار حقيقيون و نساء حقيقيات و شباب حقيقي و مجاهدون حقيقيون ووعي حقيقي. أسأل الله أن ينفجر الغضب تحت كل جبار عنيد على شعبه جبان على أسياده. أمين يا رب العالمين.

  • houria

    والله يا استاذ قادة كل كلامك صح مصر منذ ان تم الانقلاب علي مرسي هي الان تعيش في دوامة من المستحيل الخروج منها مادام يحكمها المجرم السيسي و جنوده الله ينتقم منهم انشاءالله ان الله يمهل و لا يهمل سبحانه وتعالي

  • ابن البلد

    صدقت في كل ما قلت عزيزي كاتب المقال ... كأنك تعيش معنا في مصر والله ما قلت كلمة كذباً أو إفتراء فقل ما خبرت به في مقالك صحيح مائة بالمائة ..
    لعل الظالمين يقرأون ويفهمون ولكن للأسف لا أحد يفهم أو يعقل

  • ت ع السلام

    الدولة الجزائرية لا تمثل الا العرب في الجزائر هناك شعب جزائري لا ينتمي للجامعة العربية على الدولة الجزائرية عدم الانخراط الكلي في هاته العصابه وهذا القوم
    يبقى على الشعب العربي الجزائري او المصري او الصومالي اذا ارادوا تغيير امورهم فليغييروها عندهم

  • ماهر عدنان قنديل

    رغم أنني كما الأستاذ "قادة" متشائم كثيراً من كل هذا.. لكن ما باليد حيلة.. هذا واقعنا وهذه حقيقتنا..

  • ماهر عدنان قنديل

    يعرف "السيسي" أن أي إنزلاق سيجر البلد إلى ما لا يحمد عقباه.. لذلك هو ملزم بإتباع بعض السياسات إرضاءً لبعض القوى الإقليمية والدولية.. لذلك لا يجب أن نحمله أكثر من اللزوم. لا أظن أن "السيسي" مقتنع بمعاقبة "الإخوان" مثلاً لولا بعض الضغوطات الإقليمية والدولية.. طبعاً، هذا لا يعني أنه لم يقم بأخطاء كبيرة.. لكن واقع مصر اليوم لا يتحمله بصراحة لا "السيسي" ولا "مرسي".. على كل سنرى ما ستحمله المحادثات بين "السيسي" وحماس.. وأظن أننا يجب أن نعطي فرصة لأبو الغيظ ولا نحكم على ممارساته السابقة كوزير عند مبارك

  • ماهر عدنان قنديل

    أنا أتفق تماماً مع الأستاذ "قادة بن عمار".. مصر فعلاً ضاعت وضيعتنا.. قد لا أتفق أن المشكلة اليوم تكمن في "السيسي"، ولا كانت في "مرسي" من قبل.. بل مصر تعاني من ضغوطات إقليمية ودولية رهيبة منذ زمن بعيد.. لم تعد قادرة أن ترفع رأسها للأسف.. أسباب الضغوطات الإقليمية والدولية كثيرة لا يسع المجال لذكرها.. لكن مصر يراد لها أن تكون كما هي اليوم.. ضعيفة متهاونة فاقدة لبريقها المعهود.. "السيسي" اليوم لديه أفكار عديدة لكن ليس أمامه خيارات كثيرة.. يتبع