الجزائر
200 شخصية من مؤرّخين ومثقفين وفنيين في عريضة مضادّة

مسيحيون ويهود يتكتلون ضدّ ساركوزي وصنصال نصرة للمسلمين!

محمد مسلم
  • 19185
  • 18

لم يمر سوى أقل من أسبوع على العريضة التي نشرتها يومية “لوباريزيان” الفرنسية، والتي حملت هجمة منظمة على الإسلام والجالية المسلمة في فرنسا، حتى جاءت عريضة أخرى مدافعة، حملت توقيع المئات من المؤرخين والمثقفين ورجال الفن، بمن فيهم شخصيات يهودية.
العريضة الجديدة التي تحمل عنوان “محاربة العنصرية، ومعاداة السامية.. والإسلام”، نشرتها صحيفة “ميديا بار”، وقعت عليها شخصيات معروفة ومتعددة الأعراق والديانات (يهودية، مسيحية، إسلام، فرنسيون، عرب..)، على غرار المؤرخ الشهير، جيل مونسيرون، وألان سيرولنيك وفيليب سيرولنيك، ذوي الأصول اليهودية.
ومما جاء في هذه العريضة: “بينما تعيش أوروبا على وقع تصاعد الاعتداءات العنصرية المعادية للإسلام والسامية، نحن نندد ونكافح ضد معاداة السامية وكل أشكال الأفعال الإجرامية والعنصرية التي تتم تحت هذا الشعار..”.
وتعتقد العريضة أن السكوت عن الجرائم المتعلقة بالهوية والعرق، والسقوط في فخ تبرير مثل هذه الجرائم، يعني من بين ما يعنيه، فسح المجال أمام ارتكاب جرائم عفا عنها الزمن، مثل جرائم النازية وتلك التي تعرضت لها قبائل التوتسي في إفريقيا، وكذا جرائم التطهير العرقي والديني التي يتعرض لها مسلمو الروهينغيا حاليا.
وبحسب العريضة، فإن الاعتداءات التي يتعرض لها الفرنسيون من أصول مغاربية وإفريقية، تتغذى من خطاب سياسي مليء بالاتهامات المنظمة ضد المهاجرين واللاجئين، ساهم بشكل أو بآخر في تحرر خطاب عنصري معاد للإسلام، وشددت العريضة على رفض المسؤولية الجماعية، التي تنسحب على شعب بأكمله أو مجموعة دينية.
وجاءت هذه العريضة ردا على عريضة تم التوقيع عليها قبل نحو أسبوع، اعتبرت اليهود الفرنسيين ضحايا “التطرف الإسلامي”، وتزعم أنهم “أكثر عرضة بأكثر من 25 ضعفا للهجوم والاعتداء مقارنة بمواطنين مسلمين”، ويعتقد موقعوها أيضا أن “معاداة السامية ليست قضية اليهود وحدهم بل هي قضية جميع الفرنسيين”.
ومن بين أخطر ما في تلك العريضة، مطالبة “السلطات الدينية الإسلامية بأن تعلن أن آيات القرآن التي تدعو إلى قتل اليهود والمسيحيين والكفار ومعاقبتهم قد عفا عنها الزمن”، وتبرر مطلبها ذاك، بكون الفاتيكان ألغى سابقا نصوصا في الكتاب المقدس غير متناسقة ومناهضة للسامية، علما أن هذه العريضة كان من بين موقعيها الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي، وأحد المنتسبين إلى الجزائر، ممثلا في الروائي المغمور بوعلام صنصال.
الموقّعون على العريضة أكدوا رفضهم الخلط بين الأفعال الإجرامية لبعض الأشخاص، وتلك التي لها علاقة بمشاريع عنصرية، كما رفضوا الربط بين الإسلام والتطرف ونبه أكثر من 200 شخصية، إلى أن أولى ضحايا تنظيم الدولة (داعش)، كان العرب والمسلمون ومعهم الأفارقة قبل غيرهم.

مقالات ذات صلة