مرض فيروسي يصيب الأطفال وأطباء يطمئنون

يعاني كثير من الأطفال مؤخرا، من إسهال متواصل مصحوب بقيء وحمى، وهو ما أدخل الرعب في نفوس الأمهات، خاصة وأن الإسهال لا يتوقف حتى مع تناول أدوية طبية، ويؤكد أطباء أن الأمر متعلق بفيروس يصيب الأطفال، وهو مُعد، ما يستدعي عدم اختلاط الأطفال المرضى مع الأصحاء، مطمئنين في الوقت نفسه بأن المرض ليس بالخطير.
تشكو كثير من الأمهات، من إصابة أطفالهن بإسهال مستمر مصحوب بقيء، وبأن المرض يأخذ وقتا في الشفاء حتى مع تناول المضادات الحيوية، ويؤكد أطباء أطفال أن هذا المرض أصله فيروسي وهو معد جدا، ولذلك وجب الوقاية عن طريق عدم اختلاط الأطفال المرضى مع الأصحاء.
وتؤكد سيدة من العاصمة، أنه منذ دخول فصل الصيف، أصيبت ابنتها الرضيعة بحالة إسهال وقيء شديدين، بحيث تشفى أياما ثم تعاودها الأعراض مجددا، ما اضطرها إلى إدخالها المستشفى بسبب إصابتها بجفاف الجسم من المياه، وعليه، فالمرض قد يكون خطيرا على الأطفال الرضع، لأن كثرة الإسهال تصيبهم بجفاف حاد جدا.
ووالدة أخرى، أكدت إصابة ولدها بإسهال منذ أسبوع كامل، بحيث توقف القيء لديه بعد تناول الدواء، لكن الإسهال لا يزال مستمرا. بينما تتساءل أخرى عن الحل، لأن ابنها الرضيع يعاني من إسهال منذ 20 يوما كاملة، ولم تنفع معه الأدوية.

إسهال مع ظهور طفح جلدي..
وفي هذا السياق، كشف دكتور الأطفال، عز الدين بوالصلصال، في اتصال مع “الشروق”، عن انتشار مرض التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي خلال هذه الفترة، الذي يصيب الأطفال الرضع إلى الأكبر سنا، وأعراضه تختلف من طفل إلى آخر، لكن الشائع هو الإصابة بإسهال شديد مصحوب بقيء وحمى والتهاب الحلق، وقد يصاحبه ظهور طفح جلدي بالجسم. وهذا الفيروس يتنقل عبر الهواء.
ويقول بوالصلصال بأن هذا المرض الفيروسي ينتشر كل سنة، عند نهاية شهر جويلية وبداية أوت، أي خلال الصيف، وهو يشبه مرض الإنفلونزا، بحيث إنه “مُعد جدا”. ولذلك، وجب فصل الأطفال المرضى عن الأصحاء، وتجنب الزيارات العائلية عند وجود طفل مريض بالمنزل.

خطر جفاف الجسم لدى الرضع
وينصح مُحدثنا بالانتباه خصوصا إلى الأطفال الرضع، عند إصابتهم بهذا الفيروس، لأن كثرة الإسهال قد تؤدي إلى جفاف أجسادهم من المياه، وهو ما يستدعي تدخلا طبيا سريعا، كما شدد على الأولياء بضرورة زيارة مختص في طب الأطفال، وتجنب شراء الدواء دون وصفة من الصيدليات.
ومن جهته، أكد طبيب الأطفال، عبد الله الحبيشي، بتلقيه شكاوى من أمهات، حول عدم شفاء أولادهم من الإسهال، رغم تناولهم مضادات حيوية، وأكد أن معظم حالات الإسهال عند الأطفال، تكون ناتجة عن التهابات معوية سببها في الأغلب فيروسات لا تحتاج لاستخدام المضادات الحيوية، التي بدورها تعمل على مضاعفة المرض، وعدم شفائه.

السوائل.. أهم علاج
وبحسبه، “إعطاء المضادات الحيوية في حالة الإسهال الحاد عند الأطفال له مضاعفات، أقلها إطالة فترة الإسهال.” وكشف الطبيب أن أهم علاج لمثل هذه الحالات، هو السوائل والأهم محلول الإرواء (ORS)، الذي يحتوي على أملاح مفيدة للجسم، تعمل على تعويض السوائل التي يفقدها الطفل، زيادة على تناول أغذية مفيدة، على غرار الأرز والبطاطا والجزر المسلوق، والابتعاد عن الدهون والسكريات والمشروبات الغازية. “وقد لا نحتاج إلى أي علاج آخر، غير التعويض بمحلول الإرواء في الغالب” على حدّ قوله.
وينصح الحبيشي بمراجعه الطبيب في حالات ظهور دم في براز الطفل، ودرجة حرارة عالية واستفراغ متكرر، بالإضافة إلى وجود ضعف عام ونقصان الشهية للأكل والشرب.
ومن علامات الجفاف التي تصيب الرضيع، وينبغي الانتباه إليها، غياب الدموع لدى الطفل، لا يوجد لديه بول، فمه ناشف، مصاب بخمول شديد. وينصح الطبيب أيضا، في حالة قلة النشاط أو خمول الطفل، بضرورة قياس نسبة سكر في الدم باستخدام جهاز قياس السكر.