الرأي

مرشّح‮ ‬الإسلاميين‮!‬

قادة بن عمار
  • 4136
  • 10

نحتاج إلى أكثر من النية السليمة حتى نصدّق كلام شيخ النهضة التونسية راشد الغنوشي حين يقول أنه لا يتمنى تكرار سيناريو الثورة في الجزائر، لأن كل بلد له خصوصياته وظروفه.. والجزائر ليست تونس، كما أن بوتفليقة ليس بن علي!

الواقع أن نهضة تونس مثل إخوان مصر، لا يتوانون ولا يتركون أي فرصة تمر، سواء كانت ملتقى أو تجمّع أو حتى مسيرة لدعم فلسطين وسوريا من أجل تقديم النصح والإرشاد لإخوانهم في الجزائر عن الطرق السريعة لتحقيق ثورة توصلهم لسدة السلطة.. وذلك حقهم الطبيعي، فهم ليسوا مجرد‮ ‬جمعيات‮ ‬خيرية،‮ ‬بل‮ ‬أصحاب‮ ‬مشروع‮ ‬حقيقي،‮ ‬حتى‮ ‬ولو‮ ‬كان‮ ‬مستوردا‮!‬

 

لكن هل نظر الإسلاميون عندنا إلى أنفسهم في مرآة عاكسة؟ هل واقعهم السيء سيتغير وإفلاسهم الشعبي سيعود بمجرد امتلاك زعيم حمس الجديد لنية صافية من أجل البناء بدلا من الهدم والتقارب بدلا من التباعد والوحدة بدلا عن الفرقة؟!

الواقع أننا نحتاج إلى معجزة كبيرة حتى نصدّق أن رجلا يعشق الزعامة ولا تهمه غير صناعة مجده الشخصي وتضخيم “الأنا” لديه، مثل عبد الله جاب الله يمكنه أن يتفاوض مع زعامات إسلامية ووطنية أخرى حتى يدخلوا الرئاسيات المقبلة بمرشح إجماع واحد، يكون شخصا آخر سواه!

جاب الله لا يرى غير نفسه زعيما، ليس على الإسلاميين وحدهم، بل على الجزائر ككل، لذلك لم يكن سهلا تصديق عبد الرزاق مقري حين ينقل عنه التصريح التالي: “امضوا في الوحدة وسأكون لكم من التابعين”!

من يقرأ النتائج التي تمخض عنها استفتاء مجلة “جون أفريك” عن الرئيس المقبل للجزائريين سيصاب بالدهشة “العابرة”، ليس لأن علي بن فليس تمكن من الحصول على المرتبة الأولى، ولكن لأن عبد الرزاق مقري جاء ثانيا وبأصوات مزورة!!

وبالنيابة عن خليفة أبو جرة سلطاني، أقول بأن الأمر يتعلق بمؤامرة “كونية رخيصة” تهدف لتشويه مسار مقري وتلويث سمعته والقول أن الإخوان ورموز التيار الإسلامي لا يمكنهم الوصول إلى سدة السلطة إلا عبر الترهيب أو الترغيب أو التزوير!!

النتائج التي نشرتها مجلة جون أفريك عن الرئيس المحتمل للجزائريين العام المقبل، تأتي مباشرة عقب التصريحات التي أطلقها مدير أحد المواقع الفرنسية التي تخصصت في أخبار الجزائر خلال السنوات الأخيرة واشتهرت أكثر بالحديث عن مرض الرئيس ونهايته السياسية في الأيام التي‮ ‬رافقت‮ ‬علاجه‮ ‬بباريس‮!‬

 

هذا الصحفي الفرنسي قال بأن الصور التي تم نشرها للرئيس بوتفليقة وهو يستقبل قائد الأركان بمعية الوزير الأول عبد المالك سلال تأتي في سياق تبرير الغياب وأيضا التحضير للمرحلة الانتقالية التي تُمكِّن الممسكين بزمام السلطة الفعلية لتحضير مرشح جديد، لا يشكّل تهديدا بالنسبة لمصالح هؤلاء ولا صداع رأس مزمن للبقية.. فهل تلقى الإسلاميون مؤشرات ضمنية أو نزل عليهم وحي خاص يطالبهم بالتوحد لإعطاء مرشح يوافق عليه “الممسكون بالسلطة الفعلية”، ولا يشكل تهديدا لتوازن بعض المؤسسات، كما أنه يجنّب الجزائر الوقوع في سيناريو ثوري كالذي‮ ‬تعيشه‮ ‬بعض‮ ‬البلدان‮ ‬الشقيقة؟‮.. ‬ربما،‮ ‬الواقع‮ ‬أن‮ ‬هذا‮ ‬السيناريو‮ ‬يبدو‮ ‬جديا‮ ‬وواقعيا‮ ‬أكثر‮ ‬عندما‮ ‬نشاهد‮ ‬عمار‮ ‬غول‮ ‬يجلس‮ ‬في‮ ‬الصفوف‮ ‬الأولى‮ ‬مع‮ ‬إخوة‮ ‬الأمس‮ ‬وفرقاء‮ ‬اليوم‮!

مقالات ذات صلة