-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
علاقة مستمرة لتغيير المفهوم القديم لهذه المؤسسات

مدارس تستعين بـ”الأنشطة الإبداعية” لمرافقة التلاميذ صيفا

مدارس تستعين بـ”الأنشطة الإبداعية” لمرافقة التلاميذ صيفا

لم تعد المدرسة تلك المؤسسة التربوية، التي تتبع برنامجا بيداغوجيا مخصصا للتلاميذ خلال سنة دراسية تنتهي في الأخير بالعطلة الصيفية، فقد تغير دورها الروتيني إلى نشاطات حيوية ديناميكية تستمر مع بعض التلاميذ حتى بعد انقضاء الموسم الدراسي، وتخلق جوا ترفيهيا إبداعيا رياضيا يقوي العلاقة مع بعض الأساتذة الذين يكتشفون ويستثمرون فيها ويشجعونها للمشاركة في تظاهرات صيفية.
ويعتبر النادي البيئي التابع لوزارة البيئة أحد الفضاءات التي تكسر ملل التلاميذ خلال الموسم الدراسي وعطلة الصيف، ويشرك هؤلاء في نشاطات الإبداع والتعبير واكتشاف المواهب، وترسيخ ثقافة الحفاظ على البيئة، وإعادة تدوير النفايات، ورسكلتها.
وفي هذا الصدد، قالت مديرة مدرسة فريدة سحنون بواد قريش باب الوادي بالعاصمة، شريفة بونصاح، في تصريح لـ”الشروق”، إن انضمام المدرسة إلى النادي البيئي، منح للتلاميذ فرصة التعبير عن مواهبهم وإبداعاتهم، واكتشاف طاقات هائلة عن بعضهم، مشيرة إلى أن أعضاء النادي البيئي الأخضر، يساهمون في التوعية من خلال حملات تحسيسية للحد من التلوث، وانتشار النفايات الضارة في البيئة.
وأوضحت أن المدرسة الابتدائية فريدة سحنون بواد قريش بباب الوادي، عضو في النادي منذ 14 سنة، ما مكن من اكتشاف بعض المواهب والإبداعات عند بعض التلاميذ، حيث استطاعوا أن يشكلوا تحفا وأشياء يستفاد منها في المدرسة، صنعت من الخشب وأعواد المثلجات” ليزيسكيمو”، والكرتون، ويعبروا عن مكبوتات وأفكار يحملونها في داخلهم.
وقالت شريفة بونصاح، إن كل التلاميذ شاركوا في النادي البيئي، وبعضهم تميزوا بإبداعاتهم ليستمروا في علاقتهم بالمدرسة خلال العطلة الصيفية، من خلال المشاركة في المسابقات والتظاهرات والحملات التحسيسية، والخرجات الترفيهية والعروض الفنية.

نواد لذوي الاحتياجات الخاصة لكسر روتين العطلة
وباتت النشاطات الإبداعية والرياضية، والفنية حلقة وصل بين تلاميذ بعض المدارس خلال عطلة الصيف، وساهمت بعض النوادي في إدماج فئة ذوي الاحتياجات الخاصة مع بقية الأطفال باستغلال الحملات التحسيسية حول الحفاظ على البيئة، والورشات الفنية للتنافس بروح رياضية وترفيهية بين تلاميذ مختلف المدارس، في مسابقات وتظاهرات ومعارض خلال عطلة الصيف.
وفي السياق، قالت فتيحة بنوة، ممثلة مدرسة المكفوفين العاشور بالعاصمة، إن الإبداعات والمواهب، غيرت المفهوم السائد حول المؤسسات التربوية، وجعلت التلاميذ، وخاصة منهم ذوي الاحتياجات الخاصة، يتواصلون مع أساتذتهم ومدراء مدرستهم وبدون الشعور بالملل أو الروتين.
وترى أن مثل هذه الإبداعات والعروض الفنية وتشجيع ذوي الاحتياجات الخاصة، والتلاميذ بصفة عامة، على التنافس الفني والرياضي الترفيهي، يخلق ارتباطا روحيا وإنسانيا بين أعضاء المدرسة والنوادي، ويسهل عملية إدماج المكفوفين في الحياة الاجتماعية.
وأكدت أن مكفوفي مدرسة العاشور، رغم أنهم يعانون نقص البصر إلا أنهم استطاعوا أن يبدعوا في صناعة تحف وتصميم بعض الأشياء، وإعادة تدوير بعض النفايات الصلبة كالخشب والكرتون، وبقايا بعض اللوازم المصنوعة من الورق.
وقالت إن كل ما أبدعوه شاركوا به في معارض، ومسابقات، وكانوا موجودين في تظاهرات نظمت خلال العطل المدرسية، وأكثرها عطلة الصيف.

الخرجات المؤطرة والهادفة لتفادي مأساة الصابلات
وحتى لا تتكرر فاجعة منتزه الصابلات بحسين داي، التي وقعت يوم 11 ماي الماضي، اثر غرق ووفاة 5 أطفال في البحر، جراء إهمال المشرفين على الرحلة الخاصة بالتلاميذ، يدعو الكثير من الحقوقيين، إلى ضرورة تأطير الخرجات والرحلات الخاصة بهذه الفئة.
وترى عايدة مشري، ممثلة الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، في تصريح لـ”الشروق”، أن حماية التلاميذ خلال عطلة الصيف، يكون من خلال تكوينه وإخراج مهاراته والتعبير عن مواهبه في فضاءات لنشاطات تفيده وتفيد المجتمع.
وقالت إن رعاية الطفل تستدعي استمرار دور المدرسة في استغلال عطلة الصيف، ولكن بأسلوب ترفيهي وفني، وتعلمه أشياء تخرج مكبوتاته وتحقق طموحاته، مع تعزيز الرؤية المستقبلية له، خاصة بحسبها أن طفل اليوم يملك طموحا وشخصية، وأهداف عابرة للحدود.
وأكدت عايدة مشري، أن الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، تسعى بكل جهدها لعدم تكرار مأساة الصابلات، من خلال الدعوة إلى محاربة الرحلات غير مؤطرة، وتحسيس الأولياء بأهمية حماية أبنائهم واختيار لهم ما يفيدهم بعيدا عن المخاطر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!