منوعات
خلال ندوة استعادت مناقبه في المكتبة الوطنية

مختصون يتوقفون عند جهود أبو القاسم سعد الله في إنشاء مدرسة تاريخية وطنية

زهية منصر
  • 405
  • 0
أرشيف

دعا المشاركون في اللقاء التذكاري الذي احتضنته المكتبة الوطنية بمناسبة الذكرى التاسعة لرحيل أبو القاسم سعد الله، إلى تثمين تراث شيخ المؤرخين الجزائريين، والعمل على نشر وتبسيط أفكاره لتكون في متناول الجيل الجديد.

اللقاء الذي تزامن والاحتفال بـ”اليوم العالمي للغة العربية”، نشطه البرلماني السابق محمد بوعزارة، وشارك فيه كل من المؤرخ محمد عباس، ومحند أرزقي فراد، حيث كان اللقاء مناسبة استذكر خلالها الحضور جهود سعد الله في بناء مدرسة تاريخية وطنية، ومواجهة أكاذيب المدرسة الاستعمارية.

دعا العربي بريك إلى الالتفات إلى بيت سعد الله وتحويله إلى متحف، وأضاف المتحدث مناشدا وزارة الثقافة الاهتمام بتراث سعد الله وتنظيم ندوة دولية أو لقاء رفيع المستوى للتعريف بأفكار وجهود الراحل في كتابة التاريخ الوطني.

وقد كان اللقاء فرصة أمام الحضور لاستذكار مشوار الراحل أبو القاسم سعد الله، وابرز محطاته العلمية والبحثية، حيث أشار محمد بوعزارة إلى أن أبو القاسم سعد الله “مثقف موسوعي نزيه متشبع بأفكار جمعية العلماء المسلمين والحركة الوطنية الجزائرية، وكان شغوفا بالتنقيب عن تاريخ الجزائر الثقافي”، موضحا أنه “ترك ذخيرة ثرية من الكتب تقارب الـ60 مجلدا، داعيا إلى منح هذا التراث ما يستحقه من اهتمام”.

ومن جهته اعتبر مدير المكتبة الوطنية، منير بهادي، أن هذا الاحتفاء “جزء من الاعتراف بهذه الشخصية العلمية الرائدة التي لم تدخر أي جهد طيلة عقود من الزمن لجمع وتحقيق مخطوطات حول تاريخ الجزائر الثقافي موزعة عبر مختلف دول العالم”.

وفي نفس الشياق، اشاد محمد عباس بمسار “شيخ المؤرخين” العلمي وأهم محطات مشروعه في التأسيس لنواة مدرسة جزائرية في كتابة تاريخ الجزائر وفق منظور أصيل لمجابهة المدرسة التاريخية الاستعمارية التي عملت على تشويه وطمس الهوية الجزائرية”.

كما ابرز المتحدث أن الراحل تميز بإنتاجه الثقافي الغزير منذ التحاقه للدراسة في القاهرة التي تخرج منها سنة 1954 وجامع الزيتونة بتونس.
وفضل محند أرزقي فراد خلال الندوة التوقف عند بعض إسهامات سعد الله في النقاشات الوطنية، وبعض آرائه في قضايا الساعة مركزا على جهوده في “بناء مدرسة جزائرية لكتابة التاريخ للدفاع عن الشخصية والهوية الجزائرية للتخلص من القراءة الفرنسية لتاريخنا”، معتبرا إياه “مؤرخا وناقدا سياسيا ومن رجالات الفكر البارزين وأعلام الإصلاح الاجتماعي والديني وصاحب سجل علمي حافل بالإنجازات”.
ولفت فراد إلى ضرورة تبسيط أفكار أبو القاسم سعد الله وإصدار مؤلفاته في كتب الجيب حتى تكون في متناول الأجيال، والطلاب. وأضاف المتحدث أنه لا يمكن أن نفي سعد الله حقه في ندوة، لأنه كان رجلا موسوعيا، وقامة كبيرة، وقف في وجه المدرسة التاريخية الفرنسية التي سعت إلى تشويه التاريخ الوطني، داعيا إلى التأسيس لمدرسة تاريخية جزائرية. وقد قضى حياته مدافعا ومنافحا عن آرائه في كتابة تاريخ وطني وفق المنهج العلمي، مؤمنا بانتمائه الحضاري.

مقالات ذات صلة