-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد مطاردتهم وتوقيفهم في ساعات الحجر

مخترقون لحظر التجوال يتباكون لإطلاق الشرطة سراحهم!

سمير مخربش
  • 11978
  • 6
مخترقون لحظر التجوال يتباكون لإطلاق الشرطة سراحهم!
أرشيف

تعرف ولاية سطيف انضباطا واسعا في احترام الحجر الصحي، تقابله مغامرات لبعض المتهورين الذين يكسرون هدوء المساء، متحججين بعدم تحمل المكوث في البيت.

الساعة الثالثة بعد الزوال بسطيف، الهدوء بسط جناحيه على أرجاء المدينة وفق ما يقتضيه الحجر الصحي، هي لحظات تشبه تلك التي كانت تسبق لحظات أذان المغرب في شهر رمضان حين يفر الناس إلى بيوتهم، لكن الفرار اليوم في عز الزوال، مع انخفاض نبض الحركة في الشوارع، الاستعداد كان على أشده بفناء المركز الولائي للأمن بسطيف، حيث يتناقص الهمس مع خروج رئيس الأمن الولائي بسطيف الذي يحث رجاله على ضرورة تطبيق القانون والتصدي للمغامرين من الشباب الذين يخترقون الحجر الصحي، مع ضرورة أخذ الحيطة والحذر والالتزام بتدابير الوقاية باستعمال الكمامات والقفازات وتفادي الاحتكاك.

الرسالة وصلت وحان وقت الخروج لترصد المتهورين

القافلة الأمنية تنطلق بحضور مكثف لعناصر الشرطة تتقدمها فرقة البحث والتحري، والوجهة الأولى كانت إلى حي الأبراج، أين رصد الأعوان شابا على متن سيارة تجارية توشك أن تغلق الطريق، التدخل السريع توج بمساعدة الشاب في ركن سيارته التي تعطلت وهو يقسم أنه لم يتمكن من الوصول إلى المنزل بسبب العطب، فقدم له الأعوان المساعدة ونصحوه بالدخول إلى المنزل، لتواصل فرقة الشرطة مسيرها إلى حي 1006 مسكن، هناك الأمور كانت تبدو عادية مع انضباط ملحوظ للسكان الذين دخلوا منازلهم وغلقوا الأبواب، وهو ما يفسره البعض بانتشار الوعي وسط المواطنين، خاصة مع تزايد عدد الإصابات بوباء كوفيد 19.

لكن عند التوجه إلى حي 500 مسكن، الوضع مختلف إلى حد ما، فهناك بعض المتهورين فضلوا التجول في الطرقات والجلوس عند مداخل العمارات، ما دفع عناصر الشرطة إلى التدخل في الحين، فمنهم من استجاب بالفرار وآخرون استعرضوا عضلاتهم وأظهروا عدم لامبالاة، إنهم الذين اعتادوا على التسكع في الأزقة وهنا وجب التدخل لتوقيفهم بسرعة فائقة، أحدهم يصرخ بأنه قريب من منزله وآخر يقول بصريح العبارة أنه لم يتحمل المكوث في البيت وهو المبرر الذي لم يقتنع به أحد، ليتم على الفور توقيفه رفقة زملائه وتحويلهم إلى مركز الأمن، أين اتخذت ضدهم إجراءات قانونية.

هؤلاء الذين كانوا منذ قليل من المتمردين وجدوا أنفسهم تحت طائلة القانون، فتغيرت لهجتهم وراحوا يترجون أعوان الشرطة ويطلبون العفو ويعدونهم بأن لن يعيدوا الكرة، حيث بين لهم رئيس فرقة البحث والتحري، خطورة الوضع، مؤكدا أن الأمر يتعلق بالموت لكم ولذويكم، فإن كنتم من المتهورين – يقول رئيس الفرقة – ما ذنب أمهاتكم وآبائكم وإخوتكم لتنقلوا إليهم الوباء.

عند مرافقة عناصر الشرطة، تشعر بأن مركز الأمن هو المكان الذي يشعر فيه هؤلاء بخطورة الوضع، فكل من استأسد واستعرض عضلاته واخترق الحجر يتحول هنا إلى حمل وديع يطلب العفو والرحمة.. أمثال هؤلاء تم القبض عليهم أيضا بحي بيلار بالقرب من سجن سطيف وكلهم من ذوي الأعذار الواهية ومنهم المدمنون والمستهلكون للكيف والحبوب المهلوسة، لكن لا يعني أن كل من خرج في تلك الفترة من المخالفين للقانون، بل هناك أصحاب الرخص من عمال صحة والنظافة وبعض المؤسسات التي تضمن الدوام.

وقد وجد هؤلاء كل التسهيلات من طرف أعوان الأمن وكذلك الذين لهم أعذار تسمح لهم بالخروج كالمرضى وقاصدي الصيدليات، بل إن هناك من قدم لهم رجال الشرطة المساعدة لشراء الدواء، لكن بالمقابل هناك من يخرج من أجل الخروج وكف، والبعض يعتبرها لعبة واستعراض عضلي، فيجد نفسه تحت طائلة القانون، خاصة لما يتعلق الأمر بأصحاب السيارات والدراجات النارية والتي انتهى بها المطاف إلى المحشر البلدي وهي النهاية المحتومة لمغامرة مجهولة العواقب.

خرجتنا رفقة أعوان الشرطة بسطيف توجت بتوقيف 16 شخصا فكانت ليلة حضر فيها الانضباط الواسع للمواطنين مع تسجيل خروقات لأناس ما كان لهم ليخرجوا لو فقدوا أحد أقاربهم بسبب هذا الوباء الخطير.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • zaki l,algerien

    من أراد مشاهدة الحجر الصحي يأتي الى شطيبو (حي النجمة وهران) ترى العجب

  • TADAZ TABRAZ

    الجزائري لا يفقه الا بلغة العصا " الغالبية طبعا وليس الكل " وهذه هي الحقيقة المرة التي لا يرضى المنافقين سماعها والا فلماذا لا يمارسون حماقاتهم في دول أخرى .
    حكى شاب جزائري هاجر لفرنسا فقال : كنت أسير بسيارة ومعي فنجان قهو ة un café jetable ولما انهيت شربه رميت بالفنجان وهو من الورق طبعا من النافذة وبعد أقل من نصف كيلومتر وفي حاجز شرطة تم ايقافي ومحاسبتي بصور حية عن تلك الحماقة التي قمت بها فحرر لي محضر ودفعت غرامة 350 أورو وفي رمشة عين اكتشفت أنني دفعت ما يساوي أجرتي ل 8 أيام والأكثر انني دفعت ما يعادل 7ملايين سنتم . ومن هنا أقسمت لأنني لن أعاود شرب القهوة في حياتي .

  • Quelqu'un

    سئمنا من هؤلاء المتسكعين. لا يعطون الطريق حقه. كلام لا تستطيع أن تسمعه، اصوات مرتفعة، سرقة،.... القانون يجب أن يكون على الجميع و الذي معه الحجة يجب ان يبدها و أن يسمع بدون احتقار. متى يصبح هذا المجتمع ناضجا يعي ما يفعله. الحجر و حضرت التجوال يشبهان أوقات الحرب، فكل واحد منا مسؤول على الجماعة.
    الله المستعان. و الله اعلم.

  • عمور

    انا اطالب بالتشديد مع الشباب المتسكعين ومعاقبتهم حتى يرتدعوا
    اما الكهول وكبار السن وارباب العائلات فأدعوا الى التساهل معهم مالم يتعمّدوا خرف الحظر وذلك مراعاة للظرف الاستثنائي الذي يمر به ابناؤهم وعائلاتهم والله المستعان

  • سليم

    لا يحترمون القانون و عندما يساقون لمركز الشرطة تجدهم يبكون كالبنات و يتوسلون لرجال الشرطة، شباب جاهل متهور. الصرامة أمر ضروري لردع كل من تسول له نفسه أنه "رومبو" ، القانون فوق الجميع و شكرا لرجال الأمن.

  • SoloDZ

    في حينا تهاون كبير مع الحجر خصوصا الساعات الاولى وحتى في ساعات المساء الاولى بالمقابل هناك صرامة كبيرة من طرف الشرطة شخصيا شهدت حالتي اعتقال الاولى لشابين على متن "هربين" طاردتهم دورية للشرطة في حدود العصر وقبضت عليهم امام منزلنا اعتقلتهم واخذ شرطي المركبة للحشر اما الاعتقال الثاني كان لثلاثة شبان من الجيران قاعدين عند باب دارهم يستمتعون بغناء "مقنين" فباغتتهم الشرطة واعتقلتهم لكن فر احدهم لبيته ولم تغادر الشرطة حتى اخذته وقضوا ليلة في الحبس مع غرامة مالية ولا تغيب دوريات الشرطة عن الحي اكثر من ساعة طوال اليوم والمساء وهي تمشط وتعتقل صرامة كبيرة استحسنها السكان لو تستمر فقط بعد الجائحة