الجزائر
تحت شعار "الدّال على الخير كفاعله"

محسنون يتطوعون لجمع لحوم الأضاحي للفقراء

نادية سليماني
  • 181
  • 0
أرشيف

يجد أحيانا المواطنون صعوبة في العُثور على عائلات مُحتاجة، لمنحها صدقة لحوم أضحية العيد، وهو ما يجعلهم يتقربون من الجمعيات الخيرية وأئمة المساجد للاستفسار عن اسماء وعناوين الأشخاص المحتاجين، فيما البعض يفضل منح اللحوم لهذه الهيئات والجمعيات لتوصيل صدقاتهم إلى مستحقيها الحقيقييّن.
انضمت الكثير من الجمعيات الخيرية ولجان الأحياء عبر الوطن، مع اقتراب مناسبة عيد الأضحى المبارك، إلى حملات ربط تواصل بين المحتاجين والمواطنين المُضحّين، لتمكينهم من صدقات اللحوم تحت شعار “الدّال على الخير كفاعله”.
ويبدو أن العائلات التي تمنعها ظروفها المادية من شراء أضحية، ستكون كثيرة هذه السنة بسبب غلاء الكباش الفاحش، ما يجعلها تنتظر بعض صدقات الأهل والأقارب والجيران.
وفي هذا الصدد، أعلنت لجنة حيّ “مستقبل شاطئ النخيل” ببلدية سطاوالي بالجزائر العاصمة، وبمناسبة اقتراب عيد الأضحى المبارك، على أنها ستكون همزة وصل لكل عائلة مُضحّية لا تجد لمن تمنح صدقاتها من اللحوم، حيث ستتكفل لجنة الحيّ بتوصيل هذه اللحوم لمستحقيها الحقيقيين، وفقا لقائمة تضم أسماء العائلات المحتاجة والنساء الأرامل والمعوزين والأطفال الأيتام.
وستستقبل اللجنة المتصدقين في مقرها الكائن بمدخل شاطئ النخيل، أين تتولى مهمة توزيع الصدقات على مستحقيها .
ويدعو المشرفون على لجنة حي شاطئ النخيل، عبر “الشروق” مُواطني الحيّ إلى “المساهمة في إدخال الفرحة والبهجة على العائلات وأطفالها ببعض لحوم كبش العيد” .
ومن جهتها، ناشدت جمعية “فرحة الأيتام” بالجزائر العاصمة، العائلات التي اشترت أضحية العيد هذه السنة لتوزيع صدقات لحومها إلى العائلات المحتاجة “ولنبدأ بالأقارب والجيران”، خاصة وأن كثيرا من المواطنين لم يتمكنوا من شراء الكباش بسبب غلائها هذا الموسم، “وهو ما يجعل فرحة أطفالهم منقوصة” حسب قول نبيلة دعّاس رئيسة جمعية “فرحة الأيتام”.

عشرات الأضاحي للأيتام
وبدورهم، شرع أئمة المساجد في حث العائلات على السؤال عن جيرانهم وأقاربهم خلال مناسبة عيد الأضحى المبارك، خاصة من لم يتمكن من شراء أضحية، فإدخال الفرحة على قلوب المحتاجين وأطفالهم، في أفضل مناسبة دينية يعيشها المسلمون، ثواب وأجر يتطلع إليه بعض المحسنين.
وقال الإمام بن إسماعيل قادة في تصريح لـ”الشروق”، إن الغلاء بات ظاهرة عالمية تعيشها جميع الدول، وأسعار الكباش صارت مرتفعة عالميا لأسباب عديدة، من بينها الجفاف.
وقال “عدد المحتاجين والمعوزين في بلادنا في تزايد، بسبب عدم تناسب قدرتهم الشرائية مع الغلاء الحاصل عالميا، ورغم الجهود الجبارة التي تبذلها الدولة للوقوف في صف الطبقة المتوسطة والهشة، وعلى رأسها الرفع الدّوري للأجور والحفاظ على سياسة الدّعم”.
ودعا المتحدث نفسه، الأفراد والجمعيات، إلى تكثيف عمليات التصدق والتبرع والإحسان للمحتاجين، خاصة في المناسبات الدينية والتي يكون فيها الأجر مضاعفا وتكون بركتها في الدنيا والآخرة عظيمة جدّا على صاحبها.
وأكد بن إسماعيل “أنه ورغم غلاء أسعار الكباش، لكنه وقف شخصيا على جمع بعض الجمعيات الخيرية للعشرات من أضاحي العيد، تبرع بها محسنون وأصحاب خير قبل العيد، وتم توصيلها إلى مستحقيها وغالبيتهم من الأطفال الأيتام، والذين غمرتهم سعادة عظيمة وهم يتسلمون أضحيتهم”.

مقالات ذات صلة