متى تنظم الجزائر كأس العالم؟

لم يبق على انطلاق كأس إفريقيا للاعبين المحليين لكرة القدم سوى ثلاثة أشهر، والجزائر على أتم الاستعداد لاستقبال عدد كبير من الرياضيين والمؤطرين والمسؤولين عن 18 منتخبا إفريقيا يشاركون في عرس الجزائر المقرر في 13 جانفي القادم، وهذا بحضور المسؤول الأول عن الكرة في إفريقيا وكل أعضاء مكتبه، وعدد كبير من ممثلي الاتحاد الإفريقي لكرة الذين أوكلت لهم مهمة تسيير هذه المنافسة التي ستكون دون جدال ناجحة، باعتبار أن مراقبي ومفتشي “الكاف” الذين زاروا الجزائر انبهروا بالمنشآت التي تحتضن هذه المنافسة، منها ملعبان جديدان بمقاييس عالمية، وملاعب أخرى كقسنطينة وعنابة وحتى 5 جويلية تم تجهيزها بطريقة عصرية لاستقبال ضيوف الجزائر.

رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الذي عبّر عن مدى إعجابه بالبنى التحتية التي وضعتها الجزائر لإنجاح هذه المنافسة القارية شجّع الجزائر على تقديم ملفها لخلافة غينيا التي عجزت عن تحضير نفسها لاحتضان المنافسة القارية، وقال أمام جمع من الصحفيين: “أشجِّع الجزائر على الترشح لاحتضان “كان 2025″، لأنها جاهزة من كل النواحي.. أنا واثق من نجاح كأس إفريقيا للاعبين المحليين بالجزائر، لأنني رأيت البنى التحتية الضخمة لهذا الحدث، تنظيم كأس إفريقيا للاعبين المحليين بالجزائر يعدّ فرصة سانحة لإظهار جودة كرة القدم الإفريقية، هناك استعدادٌ وحماس لدى رئيس الفاف زفيزف، جعلني واثق من نجاح الشان المقبل”.

تصريح المسؤول الأول في القارة الإفريقية موتسيبي جاء بعد استقباله من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي منحه ضمانات بإنجاح كل التظاهرات التي ستُقام بالجزائر، وهو ما صرَّح به خلال حديثه مع وسائل الإعلام: “خلال لقائي بالسيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون كان لي انطباعٌ أنه رئيس يحب كرة القدم.. لقد قلت له: بلدكم يتوفر على لاعبين مميزين في كرة القدم”.. وهو ما ارتاح له الجنوب إفريقي الذي تأكد أن الجزائر البلد الأكبر مساحة في إفريقيا والقريب من البحر الأبيض المتوسط وله علاقات وطيدة مع كل الدول الإفريقية وكان ذات يوم قبلة الثوار الأفارقة، يتوفر على كل الشروط التي تضعها “الكاف” لإجراء منافسة بحجم كأس إفريقيا بالجزائر، أهمها ستة ملاعب منها اثنان بسعة 40 ألف مقعد على الأقل، وآخران بـ20 ألف مقعد على الأقل، واثنان آخران لا تقلّ سعتهما عن 15 ألف مقعد، أربع غرف لحفظ الملابس في كل ملعب، مساحة كل منها 30 مترا مربعا، مع ضمان التعزيزات الكافية من ناحية الإمداد الكهربائي للملاعب والتوفر على فنادق من فئة 4 و5 نجوم في كل مدينة معنية بالتنظيم، وتوفير وسائل النقل اللازمة بما في ذلك طائرة للرسميين وأعضاء اللجنة التنفيذية للكاف.

المتعارف على الجزائر أنها دائما تنجح في كل التظاهرات التي تُجرى فوق أراضيها، إذ نجحت مرتين وبامتياز في تنظيم ألعاب البحر المتوسط، الأولى سنة 1975، والثانية تلك التي جرت مؤخرا بوهران ولقيت إعجاب المشاركين، إضافة إلى نسخة كأس إفريقيا 1990 وعديد المنافسات العربية والإفريقية، وعادة ما كانت تلقى الثناء من مسؤوليها.. وهو ما يجعلنا اليوم نقول وأمام الجميع ودون خجل إننا جاهزون لاحتضان أي منافسة مهما كان حجمها ومدتها وعدد مشاركيها، خاصة وأن كل الملاعب جاهزة بنسبة كبيرة وهي تحت رقابة بعض الوزراء الذين يقفون بأنفسهم على مدى استعدادها وجاهزياتها وفق مقاييس الملاعب العالمية.

أعجبنا ما قاله بعض لاعبينا الدوليين، على غرار مناد وبلومي وفرقاني، بأن بلدنا على أتم الاستعداد لاحتضان كأس إفريقيا 2025، غير أن الدولي السابق فضيل مغارية الذي شارك في مونديال 1986 قال بصريح العبارة: “إن الجزائر قادرة على تنظيم المونديال وليس المنافسات القارية فقط”.